ربما الصورة النمطية المترسخة في الأذهان للسجون في تعاملها مع السجناء هي فرض الأشغال الشاقة عليهم، لكن ليس ذلك هو الحال دائمًا، فقد تكون الصورة أكثر إشراقًا مما قد نتصورها! فاتضح أخيرًا في علم الإجرام أن تعليم السجناء أقل تكلفة من سجنهم! ففي الولايات المتحدة وعدد من الدول يتم تقديم التعليم الأساسي للغالبية العظمى من السجناء. وتقدم السجون الأمريكية لسجنائها فرصًا مميزة لتعلم مهارات لمهن قد لا نتوقعها!
إدارة المشاريع الصغيرة
في الوقت الذي وسّعت فيه الجامعات والسجون الأمريكية إمكانية تعليم السجناء فيها إلى الثلث، فيُعد ذلك أمرًا أساسيًا في دول أوروبية مثل فنلندا. ويمكن أن يُمنح السجناء المميزون الحواسيب والبرامج الدراسية الإلكترونية. فهذا التعليم يمكّنهم من بدء مشاريعهم الخاصة. فيسمح التعليم الأساسي والمتخصص للسجناء إلى بدء الأعمال التجارية الصغيرة الخاصة بهم.
إطفاء الحرائق
يحظى السجناء خاصة غرب الولايات المتحدة على التدريب والعمل كرجال إطفاء. البرنامج هام جدًا لكاليفورنيا حيث يتسبب الجفاف بحرائق الغابات خلال الربيع والشتاء. وهناك 4000 رجل إطفاء من السجناء يشاركون في إخماد الحرائق السنوية، ويشكّلون حوالي ثلث رجال الإطفاء المشاركين بهذه العمليات.
يرى البعض أن السجناء قد يتعرضون للظلم كونهم لا يحصلون على الأجر أو المزايا التي يحصل عليها رجال الإطفاء الآخرون. لكن يُنظر إليهم على أنهم مقاتلون إلى جانب القوات العسكرية، ورسميًا يحصل السجناء العاملون في هذا المجال على نفس الثناء، والحقوق الجنائزية. وبطبيعة الحال فإن تدريب هؤلاء السجناء يخفف جزءًا من الأعباء المادية عن كاهل الحكومة الأمريكية. وقد يكمل بعض السجناء في هذا المجال بعد إطلاق سراحهم، لكنه خيار غير شائع.
الزراعة
تعتمد بعض السجون الأمريكية أسلوب الاكتفاء الذاتي، بمعنى أنها ستعتمد على السجناء في زراعة ما يتناولونه من غذاء، وذلك في المناطق التي يسمح مناخها بذلك. لكن في أماكن أخرى، فإن الزراعة قد تكون هواية للسجناء، وعنصرًا ضمن خطة الإصلاح. وهناك بعض السجون التي تضم مزارع كاملة، فحينها لا يعمل السجناء على الزراعة في نطاق ضيق لإطعام زملائهم، إنما يتم إرسال محاصيلهم إلى الأسواق.
هذا البرنامج هدفه أكبر من مجرد العمل، فيتعلم السجناء المعلومات الغذائية، والتقنيات البيئية، والزراعة المستدامة. كما ويتعلمون التعامل مع الماشية والتي توجد في هذه المزارع، وكذلك تربية الأسماك.
فنون الطهي
في كل سجن لا بدّ أن يكون هناك مطبخ، فيحصل السجناء على فرصة تعلم مهارات الطبخ الأساسية. فتتنوع ما بين تعلم فتح العلب، إلى استخدام الميكرويف، وفي حالات أخرى دراسة المطابخ العالمية، وتطوير قوائم الطعام، وكذلك تعلّم المهارات العملية مثل الميزانية، والصرف الصحي، والطلاء، وتقنيات التعامل مع السكين. ويتم تنفيذ البرامج بالتعاون مع المطاعم المحلية، والكليات التي تقدم فرص تعلّم هذه الفنون على يد خبراء.
تعلّم فنون الطبخ والمطابخ ربما قد يكون الأنسب للسجناء خاصة بعد خروجهم من السجن حيث يميل المجتمع إلى رفضهم ونبذهم، فالعمل في مطابخ المطاعم مثلًا يساعدهم على الحصول على وظائف يكونون فيها أكثر أمانًا.
تدريب الحيوانات
يشعر السجناء أنهم بحاجة لتطوير أنفسهم وتعلّم مهارات في مجال معين، وربما يكون خيار أولئك الذين ينقصهم التعليم الأساسي هو العمل مع الحيوانات.
فضمن برنامج “Humane Society’s Prison Pals” يتعلم السجناء المهارات الأساسية، فيتعاملون مع الحيوانات ربما العدائية أو المهملة وإعادة دمجها في الحياة مع الحيوانات الأخرى أو عائلة تتبناها. وإن لم تجد هذه الحيوانات الرعاية والاهتمام، فيتم وضعها داخل جمعية الرفق بالحيوان.
الإرشاد
ضمن برنامج التأهيل فأولئك الأشخاص الذين كانوا ضمن برامج المؤسسات الإصلاحية يكونوا مؤهلين لتقديم الإرشاد والنصح لأولئك الذين لديهم سلوكيات إجرامية مشابهة لهم سابقًا. وهذا يحتاج لنوع من التعليم وإعادة التأهيل. فتمنح السجون السجناء فرصة تعلّم الوظائف التأهيلية. فالسجناء المدربون جيدًا، من الممكن أن يكونوا المستشارين الأكثر فعالية لغيرهم من السجناء. وتتم هذه البرامج من خلال الدورات والجامعات، ويتمكّن السجين من الحصول على شهادة بعد الإفراج عنه.
تكنولوجيا المعلومات
مع الطلب على الوظائف التقنية تعمل السجون على مواكبة الحاجة لعمال تقنيين بتدريبهم على مجالات تكنولوجيا المعلومات. فيتم التعاون بين الإصلاحيات والجهات المتخصصة لتعليم السجناء الوظائف التقنية التي تعاني من قلة مهارة كالترميز وبرمجة الحواسيب والصيانة. وقد تتطلب بعض الوظائف مستويات أعلى من التعليم، ولحسن الحظ هناك فرص تدريبية للاستفادة من السجناء السابقين الأكثر مهارة في هذا المجال، مع عدم تهميشهم ووضعهم في إطار معين.
تشغيل المعدات الثقيلة
بعض مزراع السجون تكون كبيرة وتستخدم معدات زراعية كالجرار الزراعي، وبالتالي يتطلب الأمر وجود فنيين لتشغيل مثل هذه الآلات، وبالتالي يحصل السجين على خبرة جيدة في تشغيل المعدات الثقيلة. وكذلك فإنه يتعلم استخدام هذه المعدات في الطرق والبناء. في حين أنه قد لا تمنح بعض البرامج شهادات للسجناء وهم في السجن، لكن اكتساب مهارة تشغيل هذه الآلات يمنحهم فرصة الحصول على رخصة بعد إطلاق سراحهم، ما يؤهلهم للعمل في عدد من الصناعات.
الحِرَفْ
تبذل السجون جهدها لتخريج سجناء مكتفين ذاتيًا فتركز على المهن الحرفية، فيتم تدريبهم على الأعمال الكهربائية، والسباكة، واللِّحام والرسم والنجارة. وبالتالي فإنهم يتعلمون أكثر المهن طلبًا على خلاف بعض التخصصات الجامعية التي قد لا يكون عليها طلب في سوق العمل.
مهارات التنظيف والصرف الصحي
تحتاج السجون عمال نظافة، لكن أمور التنظيف هي أكبر من أن تكون محصورة في حمل المكنسة أو الممسحة. فيتم تدريب السجناء على مهارات معالجة مياه الصرف الصحي العادمة أي تحويل مياه المراحيض وأحواض الغسيل إلى مياه صالحة للشرب. وبعد أن يتم الإفراج عن السجناء يصبح بإمكانهم العمل في هذا المجال وكسب من 19 إلى 29 دولارًا في الساعة الواحدة في محطات معالجة وإدارة مياه الصرف الصحي. وكذلك لمن تعلّم هذا المجال جيدًا فقد يعمل في مجال إزالة الأخطار البيولوجية أي الأماكن التي تتعرض لتسرب النفايات الحيوية خاصة سوائل الجسم. فقد يعملون في المستشفيات أو مع الشرطة في مسارح الجريمة!
اقرأ أيضًا:
حقائق مثيرة للاهتمام عن السجون والسجناء
تعرف على أغرب السجون في العالم
أشياء ما راح تصدق إنها من صنع المساجين