معظم الناس ينظرون إلى الكافيين باعتباره أحد المُتع المباحة! هو المادة الوحيدة تقريبًا التي يُجمع الجميع على حبها! سواءًا عشاق القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية! بسب ذلك، تداول الناس العديد من الخرافات حول الكافيين وألصقوها به دون أي دليل واحد يُثبت صحة ذلك!
فمن منا لا يربط الكافيين بالطاقة؟ وأنه منشّط طبيعي معروف؟ ومن منا لم يسمع من قبل عن الآثار الضارة لشرب القهوة على سلامة القلب والدماغ والذاكرة؟ حتى ان البعض صدّق ذلك! في هذا المقال، نتناول الحديث عن عدة خرافات شهيرة تداولها الناس وصدّقوها عن مادة الكافيين، والحقيقة من هذه الخرافات! لكن قبل ذلك، هل تعرف ما هو الكافيين؟
ما هو الكافيين ؟ وهل هو مفيد أم ضار للصحة؟
كل يوم، المليارات من الناس من مختلف أنحاء العالم يعتمدون على القهوة أو الشاي الأسود كمشروب صباحي لطرد النعاس والحصول على دفعة نشاط للخروج من السرير بحيوية، أو للحصول على تنبيه في وردية ليلية يتسلل خلالها النعاس إليك في منتصف الليل!
القهوة، كونها أحد أكثر المشروبات الشائعة ذات محتوى الكافيين المرتفع، غالبًا ما نُسب إليها العديد من التُهم بشأن تأثيرها الضار على صحة وسلامة الجسم. مع ذلك، العديد من الدراسات أشارت إلى عكس ذلك وأن لها آثار صحية عديدة!
المكوّن الأكثر تعرضًا للهجوم في القهوة وأي مشروب آخر يُعزز الطاقة هو الكافيين Caffiene، وهو منبه طبيعي يتواجد بشكل شائع في نباتات الشاي والقهوة والكاكاو.
يعمل هذا المنبّه الطبيعي من خلال تحفيز الدماغ والجهاز العصبي المركزي، ما يُساعدك على البقاء مستيقظًا ويحد من آثار التعب.
تتبع المؤرخون أول شاي مخمر يعود إلى 2737 قبل الميلاد. وبحسب ما ورد تم اكتشاف القهوة بعد سنوات عديدة من قبل راعي إثيوبي لاحظ الطاقة الإضافية التي تمنحها لماعزه التي كانت تتغذى على نبات البُن.
ظهرت المشروبات الغازية المحتوية على الكافيين في السوق في أواخر القرن التاسع عشر وسرعان ما تبعتها مشروبات الطاقة. في الوقت الحاضر، يستهلك 80٪ من سكان العالم منتجًا يحتوي على مادة الكَافيين يوميًا، ويصل هذا الرقم إلى 90٪ للبالغين في أمريكا الشمالية.
كيف يعمل Caffiene ؟
بمجرد تناوله، يتم امتصاص المادة بسرعة من الأمعاء إلى مجرى الدم. من هناك، تنتقل إلى الكبد ويتم تقسيمها إلى مركبات يمكن أن تؤثر على وظائف الأعضاء المختلفة. مع ذلك، فإن التأثير الرئيسي للكافيين هو على الدماغ. فهو يعمل عن طريق منع تأثيرات الأدينوسين، وهو ناقل عصبي يريح الدماغ ويجعلك تشعر بالتعب
قد يزيد هذا المنبّه الطبيعي أيضًا من مستويات الأدرينالين في الدم ويزيد من نشاط الدماغ للناقلات العصبية الدوبامين والنورادرينالين. هذا المزيج يحفز الدماغ ويعزز حالة اليقظة والتركيز.
نظرًا لأنه يؤثر على عقلك، غالبًا ما يشار للكافيين على أنه عقار ذو تأثير نفسي. بالإضافة إلى ذلك، يميل الكافيين إلى إحداث آثاره بسرعة. على سبيل المثال، قد تستغرق الكمية الموجودة في كوب واحد من القهوة أقل من 20 دقيقة للوصول إلى مجرى الدم وحوالي ساعة واحدة للوصول إلى الفعالية الكاملة.
هل للكافيين آثار ضارة بصحة الإنسان؟
استهلاك الكافيين يُعتبر آمن بشكلٍ عام حتى لو تم استهلاكه كعادة يومية أكثر من مرة. الآثار الجانبية المرتبطة بالافراط من تناوله تتضمّن:
- القلق
- الأرق
- الرعشة
- عدم انتظام ضربات القلب
- صعوب النوم
- صداع نصفي
- ارتفاع ضغط الدم
- له آثار سلبية على النساء الحوامل إن تم الإفراط في استهلالكه، وقد يزيد من فرص حدوث إجهاض.
لكن جميع هذه الآثار الجانبية مرتبطة بالإفراط من تناوله. وتعتبر وزارة الزراعة الأمريكية الأوروبية لسلامة الأغذية EFSA، أن الجرعة اليومية الآمن للكافيين هي 400 ملليجرام كما اتّفقت أغلب الدراسات، وهي تعادل حوالي 2-4 أكواب من القهوة يوميًا.
مقالات ذات صلة: ما هي كمية الكافيين في فناجين شركات القهوة العالمية؟
خرافات شائعة عن مادة الكافيين لا تصدّقها،، والحقيقة منها!
خرافة 1: الكافيين مصدر للطاقة
الحقيقة: في الغالب ذلك ليس صحيحًا!
الكربوهيدرات والبروتينات والدهون هي وحدات كبيرة توفر الطاقة للجسم. الكافيين، من ناحيةٍ أخرى، يجعلك تشعر بمزيد من الراحة، ويقوم بذلك عن طريق الحد من تأثيرات الأدينوسين في نظامك. عندما يرتبط الناقل العصبي “أدينوسين”، الذي ينتج عندما يكسر جسمك الطعام، بمستقبلات متخصصة، فإنه يجعلك مترنحًا.
يمنع الكَافيين هذه المستقبلات عبر الارتباط بها بدلًا من الناقل العصبي، حتى لا يرسل لك الأدينوسين إشارات النعاس. هذا يعني أن طريقة تأثير مشروبات مثل القهوة، الشاي الأسود، مشروبات الطاقة، على جسمك ليس بمنحك الطاقة بشكل مباشر، إنما بمنع نواقل عصبية معيّنة من الارتباط في مستقبلات خاصة بالجسم تُسبب النعاس!
خرافة 2: يجب تناول كافيين قبل التمارين مباشرةً
الحقيقة: يعتمد ذلك على وقت تناولك مصدر الكافيين بالتحديد
لن تحصل على الكثير من الدعم إن شربتَ فنجان إسبرسو مباشرةً قبل التدريب، كما يقول جوناثان ديك، مدرب اللياقة البدنية في Tier X، ومدرب رئيسي وأخصائي تغذية في كينسنغتون، لندن.
قد يستغرق الشعور بالآثار ما يصل إلى 30 دقيقة. لاستخدام المنشّط كمحسّن للأداء، احرص على الحصول على 200 ملليجرام من الكافيين قبل التمرين بساعة واحدة.
في إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة إلينوي، وصف راكبو الدراجات الذين حدّدوا وقت تناولهم لهذه الجرعة بهذه الطريقة تدريبهم بأنه كان أقل إجهادًا وألمًا من مجموعة أخرى تناولت علاج وهمي.
خرافة 3: القهوة هي أفضل مصدر كافيين متعارف عليه
الحقيقة: بالغالب فذلك خطأ!
إن كُنت ترغب بالحصول على جرعة كافيين قبل تدريب قاسٍ أو لظرف معيّن، فإن أفضل خيار هو تناوله بشكله المعزول اللامائي كتناوله على شكل مسحوق مجفف أو كبسولات، كما فعل راكبو الدراجات في الدراسة التي ذُكرت أعلاه.
في الحقيقة، فإن الكَافيين اللامائي هو مكمّل غذائي لا يحتاج إلى وصفة طبية. لكن يُفضّل أن تستشر طبيبًا أو أخصائي تغذية لمعرفة الجرعة التي لا تضر جسمك. أما شرب القهوة في الصباح أو قبل التمرين على أمل الحصول على دفعة كافيين كبيرة، فذلك لن يتحقق!
مقالات ذات صلة: مشروبات تحتوي على كميات كافيين تفوق مشروب ريد بول
خرافة 4: القهوة تسبب جفاف الجسم
الحقيقة: أثبتت الدراسات أنها خرافة خاطئة
العديد من الدراسات وجدت أن للكافيين تأثير مدر للبول، ما يعني أن حاجتك للتبوّل تزداد بعد شرب القهوة أو مشروبات الطاقة. لكن لكي تُصاب بالجفاف تحتاج إلى تناول كمية مفرطة من السوائل الغنية بالكافيين لتفقد ما يكفي من سوائل الجسم لتُصبح جافًا!
دراسة من جامعة برمنغهام أثبتت صحة ذلك. فقد فحص الباحثون مستويات الترطيب لدى 50 رجلًا ممن تناولوا عدة أكواب من القهوة يوميًا، ووجدوا أن المشروب مرطب كالماء.
طالما أنك لا تستهلك أكثر من 6 حصص من المشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة على سبيل المثال، وهي حوالي 8 – 10 أكواب، فليس هناك خطورة من احتمالية تعرّضك للجفاف!
خرافة 5: للكافيين آثار ضارة على صحة الدماغ والذاكرة
الحقيقة: لم تُثبت الدراسات صحة هذا الادّعاء
في السنوات الأخيرة، كان هناك مخاوف متزايدة من أن تناول الكافيين المعتدل قد لا يكون مفيدًا لصحة دماغك على المدى القصير والطويل. من المعروف أن مادة Caffiene من المنبهات التي تعزز قدرتنا على التركيز والاهتمام بالعمل المهم أو المهام المتعلقة بالحياة، وهي مادة قيّمة جدًا في صناعة الخدمات الغذائية سريعة الخطى.
على الرغم من أن الكافيين قد لا يؤثر بشكل كبير على ذاكرة الشخص، إلا أن بعض الأدلة تشير إلى أنه في أوقات اليوم حيث يصعب التركيز (على سبيل المثال، الصباح الباكر) يمكن أن يساعد كافيين بالفعل على زيادة التركيز.
فكرة أن للكافيين آثار ضارة على دماغك على المدى الطويل، هي فكرة غير أساسية كما أثبتته الدراسات التي تبحث في العلاقة بين تناوله والحالات المهمة المتعلقة بالدماغ مثل الاكتئاب ومرض باركنسون والزهايمر والخرف.
وجدت الدراسات باستمرار أن الأشخاص الذين يتناولون كميات معتدلة من الكَافيين هم في الواقع أقل عرضة للمعاناة من هذه الحالات، مما يشير إلى أنها ذات تأثير وقائي، وليس العكس!
خرافة 6: للكافيين آثار ضارة على صحة القلب
الحقيقة: لا يوجد تأثير ضار للكافيين على سلامة القلب للبالغين
أظهرت مراجعة حديثة لأكثر من 300 دراسة أن تناول كافيين باعتدال لا يرتبط بأمراض القلب أو عدم انتظام ضربات القلب أو قصور القلب.
يقول الباحثون إن كنت بصحة جيدة، يمكنك أن تشرب بأمان ما يصل إلى 600 ملليغرام من هذه المادة يوميًا، والتي ستحصل عليها من حوالي ستة أكواب من القهوة أو 15 كوبًا من الشاي الأسود.
في الواقع، قد يكون للحصول على المنشطات من القهوة آثار وقائية. حافظ على تناولك ما بين ثلاث إلى خمس حصص يوميًا، ويمكن لهذه العادة أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 15%.
قد يكون هذا بفضل خصائص المشروبات المضادة للأكسدة. للحصول على أكبر الفوائد، اختر حبوب البن خفيفة إلى التحميص التي تحتوي على مضادات أكسدة أكثر من الأصناف الداكنة.
المصادر
اقرأ أيضًا:
كمية كافيين المسموح بها يوميا لمشروباتك المفضلة
لمدمني القهوة احذروا التسمم بالكافيين