تعتبر السمنة من أمراض العصر الأكثر شهرة على الإطلاق، فهي تجلب مضاعفات خطيرة قد تكون مزمنة في كثير من الحالات التي لا يتم علاجها أو السيطرة عليها، لذلك يسعى الخبراء لوضع حل جيني ينهي مأساة الملايين حول العالم ممن يعانون من زيادة الوزن المفرطة والسمنة إلى جانب البرامج والأنظمة الغذائية المساعدة في التحكم بالطعام والشهية.
وقد تمكن باحثون وعلماء من جامعة McMaster من إيجاد وسيلة لعكس عملية التمثيل الغذائي في الجسم مما يساعد على حرق المزيد من الدهون، فقد وجد العلماء هرمون مهم ترتفع مستوياته لدى الأشخاص البدناء مما يساعد على زيادة الوزن المفرطة ويؤدي للإصابة بالسكري وأمراض مزمنة أخرى عبر تثبيطع لنشاط الدهون البنية المفيدة لأجسامنا.
اقرأ أيضا: البنكرياس الاصطناعي أفضل حل لعلاج السكري
اقرأ أيضا: هرمون اللبتين يربط بين السمنة وارتفاع ضغط الدم
فقد وجد العلماء علاقة قوية بين إفراز هرمون السيروتونين وكمية الدهون البنية المتواجدة في أجسامنا، حيث يتواجد السيروتونين بكميات أكبر لدى الأشخاص البدناء مما يسبب تقليل نسبة الدهون البنية لديهم وبالتالي زيادة كبيرة في الوزن بسبب توقف عملية حرق الدهون.
الدهون البنية في جسم الإنسان وأهميتها
تحتوي أجسامنا على نوعين من الدهون، الأول يسمى بـ ” الدهون البيضاء ” والثاني ” الدهون البنية” أو Brown Adipose Tissue ويعتبر النوع الثاني دهونا مفيدة للجسم و تساعده على التخلص من الشحوم المتراكمة به، حيث تعمل على توليد الحرارة التي تحفز عملية “الأيض” وتعزز من حرق الدهون البيضاء وهو ما يساعد على التخلص من الوزن الزائد.
وتقع الأنسجة الدهنية البنية والمعروفة غالبا بإسم “الدهون البينة” حول الترقوة، وتعتبر بمثابة الفرن في الجسم من خلال حرقها للسعرات الحرارية والحفاظ على دفء أجسامنا، وتكون نسبتها لدى البدناء أقل من نسبتها الموجودة لدى الأشخاص الأقل وزنا، كما أن كمية الدهون البنية تقل وتنخفض مع التقدم في العمر، وحتى الآن لم يتوصل العلماء للسبب الذي يجعلها تتناقص مع ازدياد العمر.
اقرأ أيضا: السمنة تكلف العالم 2 تريليون دولار
تأثير هرمون السيروتونين على الدهون البنية في الجسم
هناك نوعين أساسيين من هرمون السيروتونين، الأول معروف لدى معظم الناس ويتواجد في الدماغ والجهاز العصبي المركزي ويؤثر بشكل مباشر على المزاج والشهية، لكنه يشكل فقط 5% من السيروتونين في الجسم، أما النوع الثاني ويسمى السيروتونين الطرفي فهو أقل شهرة ويتواجد بنسبة 95% في الدم، وقد اكتشف العلماء أن النوع الثاني يؤثر بشكل كبير على الدهون البنية في الجسم من خلال تثبيط نشاطها ومنع عمليات التمثيل الخاصة بها مما يرتبط بشكل مباشر مع زيادة الوزن والسعرات الحرارية في الجسم.
اقرأ أيضا: لصحتك: الجدول الغذائي الأمثل للتخلص من السمنة
ويهدف العلماء من خلال هذه الدراسة إلى إيجاد وسيلة لتثبيط إنتاج النوع الثاني من السروتونين في الدم مما ينعكس إيجابا على تكوين الدهون البنية التي ستعمل على حرق السعرات الحرارية وتقليل كمية الدهون المسببة للسمنة في الجسم كما أن تثبيط السيروتونين وإنتاج كمية أكبر من الدهون البينة يساعد في منع أمراض التمثيل الغذائي مثل السكري ومرض الكبد الدهني.
اقرأ أيضا: لصحتك: نظام غذائي صحي لمرضى السكري
*الدهون البنية تعمل كفرن داخلي لحرق الدهون الضارة والسعرات الحرارية الفائضة*
(أطباء برنامج The Doctors الشهير يشرحون أهمية الدهون البنية للجسم)
وتهدف الدراسة إلى إيجاد وسيلة لعمل توازن حيوي داخل الجسم بما يتعلق بتكوين السيروتونين، وذلك من خلال التحكم بمصدر الهرمون وهو مادة التربتوفان هيدروكسيلاز (tryptophan hydroxylase (Tph1، ويأمل العلماء من خلال هذه الدراسة تعزيز دور الدهون البنية وتوعية الناس بأهميتها وكيفية زيادتها، فمعظم الناس يعتقدون أن جميع أنواع الدهون في الجسم ضارة ويجب التخلص منها، كما أن الناس لا يعتقدون أن هرمون السيروتونين والمعروف علميا بإسم هرمون السعادة قد يرجع عليهم بالضرر الكبير إن زادت كميته في الجسم، وهناك عوامل بيئية عديدة تسبب ارتفاع كمية السيروتونين في جسم الإنسان عن الحد المطلوب مما ينعكس سلبا على صحة الإنسان.
اقرأ أيضا: الدهون قد تحافظ على وزنك !
المصادر: