قد يشهد المسافرون نهاية للقيود على أحمال السوائل المفروضة في المطارات بفضل Cobalt100 تقنية ماسح ضوئي مبتكر. وهذه التقنية الحائزة على جوائز تكنولوجية قيد الاختبار في مطارات “هيثرو” و “جاتويك” في لندن، بالإضافة لـ 63 مطارًا في أوروبا، وأستراليا والتي ستلعب دورًا مهمًا في السماح للمسافرين بحمل حاوية قياسية للمشروبات، ومساحيق التجميل، ومستلزمات النظافة الشخصية. ويهدف هذا الماسح الضوئي لوقف التهديدات، ولإنهاء الانتظار في الصفوف والطوابير في المطارات. ويوضع الماسح على منضدة، ويستخدم ضوء الليزر لتحليل محتويات السائل داخل الزجاجة دون فتحها خوفًا من احتوائها على مكونات متفجرة.
وقد قامت شركة “Cobalt Light Systems” بتطوير هذه التقنية. ويُحظر على المسافرين جوًا حمل سوائل تزيد عن 100 مل في أمتعة اليد، ويجب وضع حمولات السوائل في حاوية شفافة منفصلة.فبدأت أوروبا قبل عدة سنوات بقواعد تُلزم المسافرين جوًا في أوروبا بوضع ما يحملونه من ماء، وعطور، ومعجون أسنان، وأي سوائل أخرى داخل حقيبة بلاستيكية صغيرة قبل اجتياز نقاط التفتيش الأمني في المطارات. وتحد هذه القواعد من كمية السوائل التي يمكن للناس حملها معهم داخل الطائرات؛ ويهدف ذلك لتوحيد إجراءات السفر في أوروبا. وجاءت هذه الخطوة بعد أن قالت سلطات لندن في أغسطس عام 2006 أنها أحبطت مؤامرة لتفجير طائرات متجهة من لندن الى الولايات المتحدة، وكندا.
وقد يعني ذلك تأخيرًا لبعض المسافرين الذين لم يتمكنوا من عمل هذه الإجراءات المفروضة فيما يتعلق بوضع السوائل، ومساحيق التجميل في أكياس بلاستيكية، ما يعني أن المسافر قد يضطر للتخلص من هذه الأغراض. وتسعى المفوضية الأوروبية لرفع الحظر وفحص جميع السوائل، والمرطبات، والمساحيق بدءًا من يناير للعام 2016 باستخدام تقنية مثل Cobalt100. ويعد نظام الشركة للكشف عن المتفجرات السائلة قادرًا على مسح عبوات تصل لثلاثة لترات في الحجم، كما أن نسختها الجديدة تسمح بالتحقق من العبوات المعدنية.
وتقول الشركة بأن العنصر الكيميائي المستخدم في عملية الفحص والتحليل سريع ودقيق، وتساهم موثوقيته في تقليل التأخيرات، والتكاليف المرتبطة بفقد الرحلات، ومصادرة الحاجيات الخاصة. يستخدم النظام أشعة الليزر للحصول على بصمة من السائل، أو المساحيق داخل العلب. ويعد تطورًا في الجدول للزمني للتخلص من الحظر المفروض على وجود السوائل في الحقائب بدءًا من يناير عام 2016. وترى الشركة التي تستخدم نظام المسح الضوئي، والمستخدم فعليًا في صناعة الأدوية أن هذه التقنية ستمتد لأبعد من استخدامات المطار، كتحديد هشاشة العظام مثلًا.
وقال مسئول الشركة بأن الماسح الضوئي الجديد سيساهم في حل حظر السوائل نحو التشريعات التي تهدف إلى رفع القيود المفروضة على حمل السوائل في الأمتعة المحمولة في الطائرة خلال السنوات القليلة القادمة. ويصل معدل الإنذار الخاطئ في المطارات الـ 65 التي تستخدم التقنية أقل من 1%، ومتوسط الفحص يتم بأقل من ثلاث ثوانِ. وقد حصد الجهاز الذي يصل ثمنه إلى 63718$ الانتباه؛ ما أدى لزيادة نمو الشركة. وقد حصلت الشركة على جائزة “”MacRobert Award من الأكاديمية الملكية للهندسة.
وتطمح الشركة في استخدام التقنية لمزيد من الأغراض، فبالإضافة للتعرف على السوائل المتفجرة، فإن هدفها استخدام التقنية للكشف غير الجراحي عن السرطان، أو للكشف عن المخدرات، والمواد الكيميائية السامة، والمنتجات المزيفة. وترجع التقنية التي استخدمتها الشركة للفيزيائي الهندي “رامان” الحائز على جائزة نوبل عام 1930، والذي توصل إلى أنه عند مرور شعاع ضوئي خلال عينة شفافة من مادة ما فإن اتجاه الشعاع النافذ يتغير عن الاتجاه الأصلى للشعاع الضوئي المستخدم.
وأغلب الضوء النافذ لا يتغير طوله الموجى، في حين يتغير لبعض الضوء؛ نتيجة لتبادل الطاقة بين فوتونات الضوء، وجزيئات المادة. وهذا يساعد على تحليل المواد من خلال إعطائها بصمة جزيئية. وجاء التقدم الحاسم في تطوير هذه التقنية في عام 2004. حين استطاع الأستاذ “بافلماتوسيك” ومعاونوه في “مختبر رذرفورد أبليتون” تطوير التكنولوجيا التي أصبح بإمكانها أن تحدد السوائل، والمواد الأخرى من وراء الحواجز مثل الزجاج، والورق، والسيراميك.