ولكم يا اعزائي الجزء الثالث
الجزء الثالث:
لم يصدق ما مر بباله من ذكريات… تلك " الظبية الجميلة" التي رآها بالغابة لم تكن لا حلما ولا شيء آخر لم تكن إلا الصغيرة التي كانت تزعجه بالصغر, غدت وكبرت لتصبح كالأميرات اللواتي يرادون أحلام الشباب وهاهي أنها آية الجمال بعينه.
ضحك وهو مستلق على الفراش يفكر كيف كانت بالصغر وكيف كان يلطخها بالتراب والوحل ويقول لها أنه يجمل الوجه وهي تطيعه وتزيد تلطيخ وجهها وكيف ……… ما هذا الصوت الذي يسمعه … قفز كالنمر من مرقده ناحية النافذة, فكر بما حاول إبعاده عن فكره طوال تلك الفترة التي عاد فيها إلى البيت, هل علموا بهروبه, هل أتوا لأخذه, لا والله لن يأخذوه ولو على قتله, لن يعود إلى ذلك الجحيم.
مد بصره نحو النافذة ينظر منها من خلف الستار وبيده قضيب حديدي, يستعد به لضرب من سيقفز بوجهه, نظر عميقا إلى الخارج لم يرى شيئا فهدأت نفسه وأدار ظهره للنافذة وهو على تلك الحال تناول مسامعه صوتا: عاد البطل إذاً؟؟؟؟
التفت بسرعة ناحية الصوت فهو كان قريبا لدرجة انه ظن انه صادرا من غرفته نادى بصوته: من هناك ؟؟
خرج صاحب الصوت من الخفاء وإذا به يتلألأ بالبريق… أنها تبدو فتاة …. أنها فتاة…. ظهرت بكامل حسنها أمامه…….. نظر إليها وهو وتفاجئ منها!!! ماذا تفعل بغرفته هذه الحسناء الجميلة فقطعت سيل أفكاره وهي تقول له: لا تقل لي إنك لا تذكرني؟؟؟؟ نظرت إليه وهي ترفع أحد حاجبيها متكبرة عليه فرد عليه كبرها بسديد فكره: أنت هي أليس كذلك؟ ردت عليه بتعجرف اكبر من كبره: هي … من هي؟ فلاحظ أنها تتلاعب من لمعان عينها الماكر فقرر أن يزيد التلاعب بالأعصاب فهو على حد علمه انه كان يفقد عايشه صبرها فعادت تلك الصبيانية التي كانت تتملكه بالصغر: لا, لا يمكن أن تكون أنت. فهي أغبى وابشع من أن تكون أنت.!!!!!
اتسعت عيناها وصاحت به: لم اكن غبية؟؟؟ فهزمها بكلمتين فقط وهاهي تفقد أعصابها وهي تدرك أنها صرخت فقد يكشف أي أحد عن وجودها بغرفته فهرعت ناحيته وتهمس له بغضب: لأنني كنت أطيعك بكل ما تقوله أكون غبية أهذا جزائي؟؟ لم يصدق حاله, أنها هي, صديقته الصغيرة, التي كان يتجاسر عليها ويصنع منها ما يريد, تقف على بعد قدمين بعيدا عنه وهو سيفقد عقله من هذه البنت التي سكنت بباله طوال تلك السنين حتى ببعدها كانت قريبة منه. نظر إليها بحنان بالغ وهو يناديها باسمها الخاص " آشي" وهو يتأملها وهي تنظر باستغراب له: إذن؟؟؟ ألن تدافع عن نفسك أيها المغرور؟؟؟ عاد للواقع بصوتها المخملي الجميل فرد عليها: ولكن أنت أيضا كنت مخطئة بإطاعتي بكل ما أقوله لك كان عليك الرفض فكما أنت لا ترضين على نفسك انه لا أرضى عليك!!!!
قلب الموازين بهذا الكلام الجميل وخفق قلبها له كما كان يخفق طوال تلك الأعوام له, له وحده ولكنها تكابرت عليه : حسنا, حسنا لا تضخم الموضوع, اسمع لقد عدت وما أريد قوله هو – وهي تشير بإصبعها بوجهه- لا تعترض طريقي أو تحاول أن تكرر ما فعلته بالصغر, لقد تغيرت, ولا تحاول أن تظهر لي بدور البطولة لأنني ببساطة لن أقتنع, حسناً؟؟؟؟
نظر بحدة إليها وأعاد رأسه إلى الوراء منفجرا بالضحك من الشجاعة الكبيرة التي تواجهه بها, وهو يضحك منقطع الأنفاس: ها ها ها ها ها ها ها لم اضحك منذ زمن بعيد زيديني أرجوك؟؟
نظرت إليه بغرور وهي تلوي فمها: اضحك كما تريد لكن سنرى من اللي سيضحك بالنهاية, لقد حذرتك وأنت مسؤول.
أدارت نفسها تريد الخروج من الغرفة لم يصدق انه سيتركها تذهب فأسرع يديرها من ذراعها ألتفت بسهولة وخفة الوشاح والتصقت – عمليا- بصدره فلم تحرك ساكنا وهي مفاجئة بهذه الحركة الغريبة منه فغابا عن الدنيا والوقع ليضيعا بعيني بعضهما فهذه هي لحظة الترحيب لكل منهما بعودة الآخر فهي بعينيها عتاب له وهو أيضا يعاتبها, لم ذهبت عنه وهو أيضا لما ذهب عنها وهما على هذا الحال سمعا طرقا على الباب فانتفضا وانحلا بعيدا عن بعضهما وهما خجلين لما حدث للتو بينهما ولكنها كانت أكبر من أن تريه إنها كانت مخطئه ولكنه وجه نفسه إلى الصوت من خلف الباب: عدي بني؟؟ أأنت بخير؟؟
تلعثم عدي ولكنه اسكن قلبه المنتفض من هول المفاجأة فهذا كثير ليه فرد عليه بصوت ساكن مخالف لحال قلبه: لا, لا شيء فقط اسقط الكأس لا شيء أبتاه لا شي عد للنوم. من الهدوء الذي عم بعد كلامه تأكد أن أباه قد عاد للنوم فالتفت لعايشة فوجدها متسعة العينين من ما جرى للتو, نظرا لبعضهما فضحكا لما حدث ولكنهما سكنا من الضحك فعادت لتكبرها: علي الذهاب فإن نجونا الآن من أباك فهو بفضل الله لذا, أنا ذاهبة. ناداها بصوت عادي ملؤه الأمل دون النظر إليها: عايشه؟ فوقفت ووقف قلبها معها ولكنها لم تلتفت إليه: نعم؟ رد عليها: اشكر الله أني عدت.
فالتفتت إليه بكل حب وتلقائية بها وردت: وأنا أيضا.
ابتسما لبعض فأنزلت نظرها خجل وغادرت الغرفة فلحقتها عينيه إلى النافذة فرآها تجري بسعادة ناحية بيت عمته وهي تخفي وجهها إلى أن دخلت للمنزل ورمى بنفسه على ظهره بالفراش: أنها لي…. ونام وهو يفكر بالذي سيفعله غدا أن رآها مرة أخرى
فلأول مرة ينام دون أن يتحاشى النوم خوفا من الأحلام لكن هذه المرة اجبر نفسه على النوم حتى يحلم بها…………. يحلم بعايشة "آشي"
*((um sada7 ))*