تبدو غابة فردان في شمال فرنسا وكأنها جزء من قصة خيالية من قصص الأطفال السعيدة، ولكن الحقيقة أن هذه هي غابة الموت حيث المظاهر الخادعة والأرض الغادرة، فتحت أرض الغابة الخضراء الزاهية مدفون العديد من القنابل والقذائف الغير منفجرة من مخلفات الحرب العالمية الاولى، ولا يقتصر الأمر على القنابل فقط بل هناك مادة الزرنيخ السامة المختلطة مع تربة الغابة، والسر وراء وجود مادة الزرنيخ في التربة بمستويات تفوق الحد الطبيعي بأكثر من ألف مرة هو كون الزرنيخ مكون أساسي لصواعق التفجير المستخدمة في القذائف التي كانت تصنع في تلك الحقبة، فبالتوازي مع كثرة القذائف الغبر منفجرة التي طمرت في أرض الغابة ازدادت كمية الزرنيخ السائبة في التربة نتيجة تحلل صواعق القذائف مع مرور السنين وهي مطمورة تحت الأرض، بالإضافة إلى ما سبق هناك بنادق ومخلفات عسكرية متنوعة مطمورة في أرض هذه الغابة، تسببت القذائف الغير منفجرة في مقتل العديد من الأشخاص طوال المائة سنة الماضية، وآخر ضحيتين قتلا في سنة 2007 أثناء نقلهما للغم غير منفجر .
تفرض السلطات الفرنسية حظرا على السير في هذه الغابة للحفاظ على حياة الناس، ويرجع السبب في انتشار القنابل الغير منفجرة والمخلفات العسكرية في هذه الغابة إلى أنها كانت المسرح الذي وقعت فيه معركة فردان وهي أشرس وأطول معركة في الحرب العالمية الأولى، يقدر أنه تم اطلاق 65 مليون قذيفة أثناء هذه المعركة من قبل طرفي المعركة الألمان والفرنسيين، مع العلم أن بعض الخبراء يعتقدون أن 15% من القذائف المستخدمة في الحرب العالمية الاولى لم تنفجر .
إقرأ أيضا :
صور : تعرف على أكثر الغابات غموضاً