اجتاحت العام الماضي قصة رجل مُشرد أمريكي مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب موقف الإنساني مع سيدة من نيوجيرسي ضلت طريقها، أثناء محاولة شراء الوقود، وقد كشفت صحيفة The Guardian أن القصة كُلها مُجرد أكذوبة كبيرة، تم تلفيقها لتشجيع الآخرين على التبرع بأكثر من 400 ألف دولار، لمساعدة فاعل الخير الفقير.
أعلن المدعي العام في مقاطعة بيرلنغتون، سكوت كوفينا، توجيه اتهامات جنائية، إلى الزوجين اللذين رويا قصتهما للصحف والمحطات التلفزيونية، وإلى الرجل المشرد الذي تآمر معهما في رواية تلك القصة.
وقال المدعي إن الأموال التي تم التبرع بها للمشرد جوني بوبيت ستُرَدُّ للأشخاص الذين شاهدوا تلك القصة وتبرعوا له على صفحة GoFundMe الإلكترونية، التي أنشأها الزوجان مارك داميكو وكيتلين ماكلير.
وقال كوفينا: “استندت الحملة بأكملها إلى أكذوبة. فقد كانت زائفة وغير قانونية، وسوف تكون لها تبعات”. وألقت الشرطة الأميركية القبض على بوبيت ليلة الأربعاء 14 نوفمبر، في فيلادلفيا، وظل بالحجز يوم الخميس حتى أُطلق سراحه تحت المراقبة، بكفالة 50 ألف دولار. وقدَّم محامٍ سابق لبوبيت رسالة يطلب من خلالها التعليق على القضية.
سلّم داميكو وماكلير نفسيهما إلى السلطات ليلة الأربعاء، وتم إطلاق سراحهما. وذكر محاميهما أنهما لا يرغبان في التعليق. وتم توجيه تهمة السرقة بالاحتيال إلى الجميع.
قام المحققون بتفتيش منزل داميكو وماكلير في نيوجيرسي خلال شهر سبتمبر 2018، بعدما أثيرت التساؤلات حول مصير الأموال التي تم التبرع بها لصالح بوبيت. وزعم الزوجان أنهما ساعد ماكلير في الحصول على الوقود بعد أن ضلَّت طريقها في الطريق السريع رقم 95 بفيلادلفيا في العام الماضي (2017).
وذكرت ماكلير أنها أنشأت الصفحة الإلكترونية لجمع التبرعات، في محاولة منها لتقديم التبرعات إلى بوبيت؛ ما أدى إلى جمع تبرعات تجاوزت 400 ألف دولار وانتشار القصة في وسائل الإعلام.
وذكر كوفينا أن كل تلك الرواية محض أكذوبة، حيث لم ينفد الوقود من ماكلير، ولم يجدها بوبيت تواجه المتاعب ويساعدها بالمال.
وبعد أقل من ساعة واحدة من إنشاء الصفحة الإلكترونية لجمع التبرعات، أرسلت ماكلير رسالة نصية إلى صديق تعترف فيها بأن القصة “ملفقة بالكامل”. بدأ المدعي العام التحقيقات بعد أن زعم بوبيت أنه لم يحصل على الأموال التي تم جمعها لصالحه، وأقام دعوى قضائية في وقت لاحق ضد الزوجين. لكن لم يُعرف مصير الأموال حتى الآن، رغم أن محامي بوبيت ذكر أن المبلغ أُنفق بالكامل.