أصبحت تقنية الواقع الافتراضي متاحة أكثر من ذي قبل لشريحة كبيرة من الناس خاصةً مع عدم احتياجك لمبالغ طائلة لتجربة هذه التقنية، وذلك بعد طوّرت شركات مختصة في هذا المجال نظارات مدعومة بتقنية الواقع الافتراضي بسعرٍ معقول نوعًا ما، ويُمكنك استعمال هاتفك الذكي لتثبيته في النظارة واستعراض العالم الافتراضي.
هذه التقنية التي تنقل المستخدم من الواقع إلى عالم افتراضي يعيشه بكامل تفاصيله بطريقة مجسّمة ثلاثية الأبعاد حتى يعتقد أنه جزءٌ من هذا العالم الخيالي، كانت في الماضي حلمًا صعب المنال. لكن مع التطور التقني الضخم، أصبحت تقنية الواقع الافتراضي virtual reality البديل الطبيعي لشاشات الحاسوب والموبايل خاصةً عندما يتعلّق الأمر بألعاب الفيديو ومشاهدة الأفلام والفيديو بطريقة مغايرة تمامًا عن المعتاد تجعلك تشعر كأنك جزء من اللعبة أو الفيلم!
تاريخ تقنية الواقع الافتراضي..
إن كُنت تظن أن هذه التقنية وليدة العصر الحالي، فأنت مُخطئ! فقد كان تطوير تقنية افتراضية تُحاكي الواقع الشغل الشاغل للعلماء منذ منتصف القرن العشرين. وظهرت التقنية لأول مرة تحت اسم “Headsight” في عام 1960، اعتمادًا على الجانب الميكانيكي للتقنية ولتوظيفها في أغراض عسكرية وطبية. في ذلك الوقت، لم تُكن التقنية قد تطوّرت لدرجة ابتكار أنظمة مشاهدة تكنولوجية بزاوية 360 درجة، ولم تكن التقنية معروفة كما هي عليه اليوم.
كيف تعمل تقنية الواقع الافتراضي؟
أحد أكثر الأسئلة التقنية شيوعًا، خاصةً أن التجربة بحد ذاتها تُسبب ارتباك الشخص بنقله من عالم الواقع إلى عالم آخر يشعر أنه جزءٌ منه ويُوفر له تجربة حسية تُشبه إلى حدٍ كبير العالم الحقيقي!
ما هو الواقع الافتراضي؟
رُبما تُدرك أن الواقع الافتراضي يدور حول بيئة مُحاكية للواقع، لكن هناك ما هو أكثر بكثير من محاكاة الواقع في عالم تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر. حيث يحتاج المستخدم أن يُوظف عدة تقنيات حسيّة من أجل خلق عالم افتراضي والاستمتاع به. كما أن أجهزة هذه التقنية متعددة من النظارة الخاصة، الكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو جهاز خلق العالم الخيالي، والسماعات، ومستشعرات الحركة.
لعل أهم جزء في تقنية VR هي النظارة والسماعة التي تُوضع على الرأس على شكل خوذة تقريبًا. وهي عبارة عن شاشة مثبتة على رأس المستخدم تحجبه عن العالم المادي الحقيقي وتعرض له عالمًا رقميًا وهميًا وهو في مكانه.
بمجرد تشغيل خوذة الرأس HMD، يتحكّم المستخدم في الحركة عبر أدوات خاصة كالقفازات Tactile gloves وأجهزة تحكم عن بعد ليتحرّك في عالمه الافتراضي وفق هواه، وهو في الحقيقة لا يتحرك من مكانه في الواقع!
وتعمل مختلف أجهزة الواقع الافتراضي على عرض المشاهد وفقًا لحركة العين، وذلك من خلال وصلة HDMI تنقل الصورة إلى الشاشة، مع نظام تتبّع مثبّت يضمن للمستخدم الاستفادة من تجربة رؤية بزاوية 360 درجة.
كما تضم نظارة الواقع الافتراضي نظام تتبع خاص بالعين يعمل بالأشعة تحت الحمراء، يعمل على تتبع حركة العين في الواقع الخيالي، والعديد من المستشعرات اللاسلكية والتي تخلق إحساسًا بالحركة في البيئة الوهمية.
ومن أجل مواكبة التطور، تسعى شركات أنظمة الواقع الافتراضي إلى تطوير منتجاتها والنظارات الخاصة إلى الدرجة التي توفر تجربة متكاملة لا يُمكن نسيانها. وعند الحديث عن أفضل أجهزة VR، فإن أنظمة Oculus Rift و Samsung VR هي أفضل الأنظمة المتوافرة في السوق حاليًا، وفقًا لما ذكره موقع Tech futurae. حيث يُمكن استعمال هذه الأنظمة بسهولة في المنزل ويتم تحسينها باستمرار من قِبل المطوّرين.
أنواع الواقع الافتراضي..
عند الحديث عن أنواع VR فإنه ينقسم إلى ثلاثة: واقع افتراضي مكتمل، واقع افتراضي محدود الوظيفة والمكان، وواقع افتراضي طرفي.
الواقع الافتراضي المتكامل
في هذا النوع، فإن المستخدم لا يشعر بالعالم الحقيقي أو الحاسوب المتصّل بالنظارة الخاصة. ويشعر أنه جزءٌ من العالم الخيالي الذي يراه عبر النظارة. ويتحكّم المستخدم بعالمه الخيالي من خلال قفازات خاصة لتُجسّد الخيال وتجعله قريبًا من الحقيقة.
الواقع الافتراضي محدود الوظيفة والمكان
هذا النوع يُركز على محاكاة خواص معيّنة وتأثيرها، مثل تأثير الجاذبية، أو السرعة الشديدة، أو جزئيات بعينها. وتتم عملية المحاكاة من خلال أجهزة Simulators خاصة.
الواقع الافتراضي الطرفي
هذا النوع يتم عبر الحاسوب بشكلٍ رئيسي دون الشعور بالتواجد في العالم الافتراضي.
حتى اللحظة، لا يزال العلماء يُدخلون تطويرات كبيرة على تقنية VR، وستشهد هذه التقنية خلال السنوات القادمة تغييرات كبيرة للأفضل، وسيُصبح استعمالها في مجالات مختلفة مثل الطب والمهن العسكرية والتعليم ومختلف العلوم أسهل من ذي قبل، وأكثر متعة كذلك!
اقرأ أيضًا:
سجن يُكافئ السجناء برحلات عبر الواقع الافتراضي !