الوباء هو عبارة عن انتشار سريع لمرض مُعدٍ في مجتمع ما خلال فترة زمنية قصيرة، وكما وتلعب مجموعة من العوامل دورًا في الانتشار الواسع للأوبئة، بما في ذلك البيئة والكثافة وما إلى ذلك.
وعادة ما يفتقد السكان المناعة الضرورية لمكافحة العدوى بمثل هذا العامل المُمرض. وعندما ينتشر وباء في الكثير من البلاد أو حتى القارات، فقد يُسمى جائحة. وفي حالة لم يتوقف المرض في الوقت المناسب، قد يتمكن من محو أمم كاملة خلال وقت قصير.
فيما يلي قائمة بأكثر الأوبئة فتكاً في القرن الحادي والعشرين حتى الآن.
أخطر الأوبئة التي أصابت العالم في آخر 20 عاماً
تفشي الحمى الصفراء في أنغولا 2016
في 20 يناير 2016، أبلغ وزير الصحة الأنغولي عن تفشي الحمى الصفراء في البلاد، حيث أشار إلى أن هناك 23 حالة من بينها 7 وفيات. وكان الإبلاغ الأول عن هذا التفشي في 5 ديسمبر 2015، وأول من عانى من المرض خلال تفشيه هم زوار لأنغولا قادمين من إريتريا.
وسرعان ما انتشر الوباء بين المواطنين الكونغوليين والإريتريين المقيمين في بلدية فيانا الأنغولية. وبما أن تفشِّي الحمى الصفراء وقع في إحدى المدن، كانت احتمالية انتشار المرض بسرعة مرتفعة. وفي الأشهر القليلة التالية، أُعلن عن وفاة المئات مع انتشار المرض في العديد من أقاليم البلد.
وسرعان ما تخطى الوباء حدود أنغولا؛ إذ أُعلن عن وفاة 21 شخصاً بسبب الحمى الصفراء في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعضها في الأقاليم المتاخمة لحدود أنغولا.
الإيبولا في غرب إفريقيا 2013
حدث تفشي فيروس إيبولا الأوسع على الإطلاق في غرب إفريقيا عام 2013، واستمر حتى 2016. كانت ليبيريا وسيراليون وغينيا هي الدول الأشد تضرراً؛ إذ لحقتها بسبب هذا الوباء خسائر فادحة في الأرواح وخسائر اجتماعية اقتصادية.
وقد سُجلت الحالة الأولى في غينيا في عام 2013. وأودى هذا المرض بحياة المئات مع معدل وفيات وصل إلى أكثر من 70% من المصابين.
وبعد بلوغه الذروة في شهر أكتوبر 2014، بدأت الأمور في الدخول تحت السيطرة، حيث بدأت الجهود الدولية في الإثمار. وأخيراً، في 29 مارس 2016، أنهت منظمة الصحة العالمية حالة الوباء بوصفها حالة طوارئ تثير القلق الدولي.
جائحة الإنفلونزا 2009
يُعد هذا الوباء واحد من أفتك وقائع تفشي الأمراض خلال هذا القرن حتى الآن، وقد كان فيروس إنفلونزا H1N1 مسؤولاً عن وقوعها. بالرغم من أن المصدر الدقيق للمرض غير معروف، فمن المقدر أن السلالة الفيروسية المسؤولة عن الوباء تطورت لأول مرة في عام 2008.
وقد انتشرت في البداية بين السكان لعدة أشهر قبل التعرف عليها رسمياً. وسُجلت لأول مرة في ولاية فيراكروز المكسيكية.
وبالرغم من محاولات احتواء المرض داخل الولاية، سرعان ما أصبح الوباء غير قابل للسيطرة، وانتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد وإلى الولايات المتحدة، بل وأجزاء من آسيا وإفريقيا. وبرغم ذكر التقارير الرسمية لوفاة 18 ألف شخص بسبب المرض، قد تكون الأرقام غير الرسمية أعلى بكثير.
تفشِّي الكوليرا في هايتي 2010
مع أن تفشي الكوليرا كان شائعاً جداً في الماضي، تمكنت أنظمة الصرف الصحي الحديثة من احتواء المرض في معظم أنحاء العالم. ومع ذلك، ظهر هذا المرض المهزوم مرة أخرى على نطاق واسع لدرجة لم تكن متصورة في هايتي في عام 2010.
وبالرغم من عدم الكشف عن مصدر المرض، كشفت التحقيقات التي أجراها الصحفيون أن التلوث كان بسبب أفراد مصابين من قوات حفظ سلام نيبالية تابعة للأمم المتحدة منتشرة في هايتي. وبحلول مارس 2017، أودى المرض بحياة 9985 من سكان هايتي وغيرهم الكثير.
السارس 2002
يُعرف سارس أو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد بأنه مرض حيواني المنشأ يسببه فيروس السارس التاجي.
ففي نوفمبر 2002، أبلغ عن تفشى سارس في الصين. وتسبب ذلك في ذعر كبير في جميع أنحاء العالم، وسرعان ما انتشر المرض إلى دول أخرى.
وبين نوفمبر 2002 ويوليو 2003، أُعلن عن 8098 حالة إصابة بالعدوى، وسُجلت 774 حالة وفاة في 37 دولة. وبعد تحقيقات دقيقة، تمكن العلماء من تتبع أصل هذا المرض إلى خفافيش حدوة الحصان بمقاطعة يونان الصينية.
حمى الضنك بباكستان 2011
حمى الضنك هي أحد الأمراض المعدية التي تظهر عادة في دول جنوب آسيا، مثل الهند وباكستان.
ومن المعروف أن البعوض هو الناقل لها، وأن فيروس حمى الضنك هو العامل الممرض. وفي 2011، وقعت واحدة من أسوأ حالات تفشي حمى الضنك في باكستان، حيث تُوفي أكثر من 300 شخص بسبب حمى الضنك، وأصيب أكثر من 21204 أشخاص بحلول نوفمبر 2010. وكانت منطقة لاهور في إقليم البنجاب الباكستاني هي الأكثر تضرراً خلال هذا الوباء.
التهاب السحايا في غرب إفريقيا 2009
وقع وباء التهاب السحايا البكتيري في العديد من دول غرب إفريقيا بما فيه: نيجيريا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي. حيث أصيب 13516 شخصاً بالمرض وبلغ عدد الضحايا 931.
وكانت نيجيريا هي الأكثر معاناةً من هذا الوباء. وقد أُطلقت برامج تطعيم جماعية لإبقاء المرض تحت السيطرة.
الكوليرا في اليمن 2016
بدأ تفشي الكوليرا في اليمن في أكتوبر 2016. ويعد ذلك أيضاً أحد أفتك الأوبئة في القرن الحادي والعشرين حتى الآن.
وبحلول يوليو2017، أُبلغ عن 269,608 حالة إصابة بالكوليرا في البلاد، بما في ذلك 1,614 حالة وفاة مسجلة.
فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية 2012
أدت سلالة متطورة حديثاً من فيروس كورونا بيتا إلى تفشِّي هذا المرض في عام 2012. حيث أُعلنت أول حالة من المرض في المملكة العربية السعودية في أبريل/نيسان من عام 2012.
ومنذ ذلك، أُبلغ عن حالات متفرقة، وعن تفشٍّ كبير في 24 دولة. وأُبلغ كذلك عن أكثر من 400 حالة وفاة بسبب هذا المرض.