كثيرة هي أبيات الشعر التي تغزّلت بحبة الخال أو الشامة، ومنها ما قاله ابن سهل:
لا أرى الخـــــال فوق خدي **** كِ ليلًا على فلق
إنما كان كوكبًــــــــــًا ***** قابل الشمس فاحترق
والشعر العربي الذي تغنّى بجمال الخالة غزير دافق، لكن في الحضارات الأخرى، للشامة دلالات أخرى مختلفة تمامًا، ففي العصور الوسطى في أوروبا، وأمريكا الاستعمارية كانت الشامات دلالة على المس الشيطاني. أما لدى الإغريقيين والصينيين فقد استخدموا تلك العلامات لفك شيفرة السمات الشخصية والمصائر. وفي عصر ثقافة البوب، تحولت الشامات إلى رمز جمالي.
ولمن لديه شامة في مكان ما سيلاحظ شيئًا هامًا، ألا وهو أن الشعر ينمو فيها أسرع من أي مكان آخر، كما أنه يكون أكثر قتامة وخشونة. فما السبب وراء ذلك؟ العلم في الواقع لا يدري السبب تحديدًا.
صرّحت طبيبة الأمراض الجلدية “لورين بلوش” من جورجيا لموقع “Mental Floss” بأن الإجابة القصيرة هي أنهم لا يعلمون السبب الذي يجعل الشعر في الشامات أكثر خشونة، وكذلك سبب سرعة نموه؛ فنمو الشامات لا يزال لغزًا جلديًا، مثلما هو تمامًا تنظيم نمو الشعر.
كيف تتشكّل الشامة؟
حين تكون هناك مجموعة من الخلايا التي تمنح اللون للجلد “الخلايا الصبغية” توجد في ذات المكان، فإنها تشكل بقعًا شديدة الصبغية، وهي ما نسميه الشامات، وبسبب كل هذه الصباغ فإن أي شعر ينمو داخلها يكون أكثر قتامة وخشونة، وكذلك ينمو بشكل أسرع من الخلايا الأخرى.
يعلم الباحثون أن الشامة والتي هي جزء من الجلد تختلف عن بقية أجزاء البشرة، وأنها تتطور نتيجة لعدد من العوامل، منها: جينية، وبيئية، وهرمونية، وكذلك بروتينية تأشيرية. تساهم هذه العناصر خاصة الهرمونات والبروتينات التأشيرية في نمو الشعر. “التأشير مصطلح في علم الأحياء يعني عملية يتم فيها تحويل نوع من أنواع الإشارات الحيوية إلى نوع آخر ضمن الخلية الحية أو بين عدة خلايا حية”.
وتعتقد الطبيبة لورين أن الشامة نفسها قد لا يكون لها دور أساسي في نمو شعر قاتم وخشن، وأن الجزيئات التأشيرية والهرمونات في الجلد والتي تعمل على بروز الشامة، تؤدي إلى نمو شعر أكثر قتامة وخشونة.
وتضيف الطبيبة أن نمو الشامات غالبًا ما يكون خلال فترة البلوغ كاستجابة طبيعية لهرمون الأندروجين، نفس الهرمون المنشط الذي يحفّر نمو شعر الوجه والعانة، لذلك فإن الشعر والشامات لديهما نفس الحافز المشترك، وهو ما قد يفسّر النمو الكثيف لشعر الشامة.
وهناك قلق من أن تؤدي تلك الشامات إلى تطور الميلانوما وهو نوع خطير من سرطان الجلد، لذلك يجب فحصها والتأكد من أنها لا تظهر بشكل شاذ ومقلق.
المصدر