نسمع عن الأجور العالية التي يتقاضاها المدراء التنفيذيون للشركات الكبرى في العالم والتي تصل لمئات ألوف الدولارات سنويًا، فلا تتجاوز أجور مدراء شركات مثل جوجل وفيسبوك وتويتر دولارًا واحدًا. فما الذي يدفع هؤلاء الأشخاص الذين يحملون مسئوليات ثقيلة، ويقومون بأعمال ومجهودات كبيرة العمل مقابل دولار واحد فقط؟
فمنذ عام 2004 اختار لاري بيج المدير التنفيذي لجوجل وشريكه سيرجي برين إلغاء الرواتب لهما، وتقاضي 1 دولار سنويًا. وكذلك الحال بالنسبة لـ جاك دورسي مؤسس موقع تويتر، لاري إيلسون المدير التنفيذي لشركة أوراكل، إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تسلا موتورز، مارك زوكربيرج مؤسس موقع فيسبوك، ديفيد فيلو الشريك المؤسس لموقع ياهو، جيرمي ستوبلمان المدير التنفيذي لشركة يلب، وجون ماكي المؤسس الشريك لشركة أرنست آند يونج وغيرهم.
لكن السؤال أننا نسمع أن هذه الشخصيات تمتلك ثروات كبيرة، فتُقدّر ثروة مارك زوكربيرج بحوالي 47 مليار دولار، أما لاري بيج فثروته 41 مليار دولار، فكيف استطاعت تكوين هذه الثروات والأجر السنوي 1 دولار أو حتى أقل؟
يتبع المدراء التنفيذيون لهذه الشركات استراتيجية خاصة فيما يتعلق بالأجور السنوية، فراتب 1 دولار لا يعني أنهم يعملون تطوعًا وبلا أي مقابل على الإطلاق. فدائمًا ما يتم اتهام هؤلاء الأشخاص بتقاضي الأجور العالية، و1 دولار هي وسيلة للتحايل على ذلك. فحقيقة يحصل هؤلاء المدراء على أموال قد تفوق أجورهم السنوية، وذلك من خلال أموال الأسهم والمكافآت التي تقدمها الشركات لهم.
فيكسب هؤلاء المليارات من الأموال من أشكال التعويضات التي تُدفع لهم بدلًا من الرواتب السنوية، فعلى سبيل المثال مؤسس شركة أوراكل “لاري إيلسون” على الرغم من أن أجره كان 1 دولار عام 2010 إلا أنه استطاع الحصول على 77 مليون دولار كشكل من أشكال التعويض والتي تعد الأسهم أهم جزء، وكذلك مكافآت الأداء. فتزيد ثرواتهم كلما زادت قيمة أسهم الشركة.
وقد بدأ مفهوم راتب 1 دولار في الولايات المتحدة، حيث قدم رجال الأعمال والمدراء الحكوميون المساعدة لإدارة وتعبئة الصناعة الأمريكية خلال وقت الأزمات وخاصة في الحرب العالمية الأولى والثانية، والحرب الكورية. فيحظر القانون الأمريكي على الحكومة الموافقة على خدمات المتطوعين بلا أجر، فكان لا بد من دفع ما سُمي بالراتب الاسمي أو الشكلي.