هل تعلم أن العمل المكتبي قد يدمر صحتك؟ فهل سمعت بـ “متلازمة مرض المباني” أو”متلازمة المباني المغلقة”؟ فهي تعني نقص العوامل الصحية في بيئة المبنى. لنفهم معنى هذه المتلازمة، سنعرض ستة طرق قد تسبب بها مكاتب العمل الضرر للصحة.0.
كيف يمكن لعملك المكتبي أن يقتلك؟
الإضاءة
الأصوات المزعجة التي تحدثها مصابيح الفلورسنت، لا تسبب الإزعاج فقط، إنما قد تفسد انضباط الساعة البيولوجية في أجسادنا. بحسب بحث نُشر في “Behavioral Neuroscience” فبدون حصول العاملين على أشعة الشمس، فإنهم سيشعرون بالخمول بعد الظهر، أكثر من أولئك القادرين على امتصاص أشعة الشمس خلال النهار. وهو ما يفسر تراجع النشاط في الساعة الثالثة مساء. التعرض للضوء الصناعي يسبب إجهاد العين، والصداع، وكذلك الصداع النصفي، والنعاس.
ما العمل؟
يمكن أن تطلب من المسئول استبدال إضاءة الفلورسنت بالمصابيح المتوهجة، أو وضع المزيد من النوافذ. وقد أظهرت دراسة على مكتب بريد “رينو نيفادا” كيف زاد نظام الإضاءة المبتكر من إنتاجية العاملين (500 ألف دولار سنويًا).
كذلك هناك بدائل لاستبدال الإضاءة، وهي الاستيقاظ المبكر بما ينفعك في استغلال ساعات الصباح الأولى وضوء الشمس في العمل، أو قضاء الاستراحة في الخارج.
الحرارة
وفقًا لدراسة لـ “International Journal of Epidemiology” فقد ربطت بين زيادة استخدام مكيفات الهواء بصعوبة التنفس، وتهيج البشرة، والصداع، والإعياء.
وقد قارن البحث بين أولئك الذين يعملون في المكاتب المكيفة، وبين من لا تتوفر في مكاتبهم وحدات التكييف، حيث وجد أنهم غالبًا ما يتغيبون عن العمل بسبب المرض. وبحسب وكالة حماية البيئة فمكيفات الهواء تعيد توزيع وانتشار الملوثات.
ما العمل؟
الحرص على تنظيف الستائر والسجاد لتقليل كمية المواد المسببة للحساسية.
غرفة الاستراحة
في دراسة استمرت لستة أشهر، ويُعتقد أنها الأكثر شمولية، جمعت شركة العناية الشخصية “Kimberly Clark” حوالي 5000 عينة من مباني العمل لفحص الجراثيم، وتبيّن أن المطابخ وغرف الاستراحة يوجد بها الكثير من الجراثيم كالمراحيض تمامًا، إن لم يكن أكثر. وهذا يشير إلى أن الكثير منا يعرف خطورة جراثيم المراحيض، إلا أننا لا نهتم بنفس الدرجة لجراثيم غرف الاستراحة في العمل.
وتشير هذه الدراسة إلى أن التلوث قد ينتقل عبر مكان العمل حين يقوم العاملون بتسخين الطعام، أو صنع القهوة، أو حتى الطباعة. وفي ذات الدراسة، وضع الباحثون عينات من الفيروسات على سطح أو اثنين في المكتب، وقاموا بفحص 60-100 سطح مكتبي خلال وقت العمل، ليجدوا أن نصف تلك الأسطح قد تلوثت بالفيروسات خلال ساعات قليلة.
ما العمل؟
وجد الباحثون أن استخدام المطهرات والمناديل المبللة لمسح الأسطح في المكتب يقلل من الفيروسات بنسبة 80-99%. وكذلك غسل اليدين، واتباع القواعد الصحية في استخدام المرحاض، من شأنها أن تلعب دورًا في تخفيف متلازمة مرض المباني.
الأثاث
بحسب دراسة لـ “Journal of the American Medical Association” إن كنت أكثر من 45 عامًا، وتجلس لأكثر من 11 ساعة يوميًا، فنسبة الوفاة خلال الثلاث سنوات القادمة هي 40%. هذه الدراسة لا تعني أنك ستموت، إنما تعني أنه عليك إما الحركة أكثر أو الجلوس أقل.
وبحسب دراسة أخرى نُشرت في “Diabetologia Journal” فكمية الوقت الذي تقضية في الجلوس يلعب دورًا أساسيًا في تطور مرض السكري النوع الثاني. هذا إلى جانب خطورة الإصابة بالبدانة، وأمراض القلب والسرطان. وللتصدي ذلك يمكن استخدام مكاتب “الجلوس واقفًا” لكن عليك أن تتأكد من أنها لا تحتوي على الغراء السام، أو الخشب المليء بالفورمالدهايد، فاستنشاقه سيجعلك أكثر سوءًا.
ما العمل؟
إلى جانب مكاتب الوقوف أو الجلوس واقفًا، يمكن أخذ استراحة، والمشي. شرب المزيد من المياه سيساهم في إجبارك على المشي إلى دورة المياه.
تصميم المكتب
تقدم المكاتب المفتوحة للموظفين فرصة كبيرة للتفاعل أكثر مع بعضهم، كما أنها تزيد من مشاركة الجراثيم! بحسب دراسة لـ “Ergonomics Journal” فإن الجراثيم تنتقل بسهولة في الأماكن الضيقة. وحين تضع المزيد من الناس في المساحات الضيقة، فتكون فرصة مشاركة الجراثيم أكثر. وقد أظهرت دراسة أن أولئك الذين يتشاركون المساحات المكتبية عرضة أكثر للإجازات المرضية من غيرهم.
إن لم تكن الجراثيم هو ما تتم مشاركته، فقد يكون الضغط. وقد تبيّن أن تصميم المكتب المفتوح يؤدي للشعور بالعجز، وفقدان السيطرة على المحيط. وقد أظهرت دراسة لـ “Journal of Environmental Psychology” بأن فقدان السيطرة على عوامل محددة في المكتب، مثل: كيف تسير الأمور، الحرارة، الإضاءة، إجراء المقابلات، قد يؤدي لانخفاض الروح المعنوية. فيما كشفت دراسة أخرى لجامعة تينيسي بأن الحجرات المكتبية تزيد من الأداء الوظيفي على الرغم من الشعور بالاحتجاز داخلها.
ما العمل؟
يقوم بعض صانعي الأثاث المكتبي باستخدام تقنية مضادة للجراثيم في صنع الأثاث المصمم للمكاتب المفتوحة، مثل أيونات الفضة التي تعمل على قتل البكتيريا، ما يجعلها مفيدة في الحد من انتشار الفيروسات. كذلك يمكن غسل اليدين واستخدام المطهرات.
الضوضاء
الضوضاء هي المشكلة الأساسية في معظم المكاتب، خاصة المفتوحة منها. وقد أظهرت دراسة لـ “Noise & Health study” أن الضجة المفرطة تُضعف الذاكرة، والمهارات الحسابية، والذكاء العقلي. إن كنت تعتقد أن الاستماع إلى الموسيقى أو الراديو يغطي على ضجيج الحديث أو صوت الآلات في المكاتب، فأنت مخطئ، فهي تسبب في زيادة حدته، والتأثير على الفطنة العقلية.
المكاتب الصاخبة من الممكن أن تؤثر على المستوى العضوي، فأظهرت دراسة لجامعة كورنيل أنه بعد ثلاث ساعات من العمل في المكتب المفتوح يحدث ارتفاع في مستوى الأدرينالين، ما يسبب في انخفاض الإبداع والتحفيز. وقد أظهر بحث آخر لجامعة كاليفورنيا بأنه إن كان مستوى الضجيج مرتفعًا، فمن الممكن أن يؤدي لفقدان السمع، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب النوم، أو حتى إحداث الضرر للقلب والأوعية الدموية.
ويحذر مركز السمع والاتصالات أن أي ضوضاء تزيد عن 85 ديسيبل قد تسبب فقدان السمع. مستوى الضجيج في المكتب 50 ديسيبل، التنقل في محطة المترو 90-115 ديسيبل، مطحنة القهوة 70–80 ديسيبل، كل تلك الأسباب قد تؤثر على الصحة.
ما العمل؟
يمكن استخدام المواد الماصة للصوت مثل حواجز الضوضاء التي تقلل من مستوى الضجيج الواصل لأذنيك. إن كان زميلك الذي يجلس بجوارك يتحدث بصوت عالٍ، أو يستخدم طابعة مزعجة، فيمكن أن تطلب من المدير أن ينقلك إلى مكان أقل ضوضاء، إن لم تنجح في ذلك، فيمكن استخدام السماعات العازلة للصوت.