الملابس النسائية بمقاسات مختلفة في العالم
تميل الملابس الرجالية لأن تكون بمقاسات معقولة، فتكون القمصان بمقاسات الصدر أو الياقة، أما السراويل فهي بقياس حجم الخصر، وطول الساق. وبذلك فهي بأحجام واضحة (صغيرة، متوسطة، كبيرة) مع بعض الإشارات التي تعرف الحجم بالإنشات. أما الملابس النسائية فهي حقل من الألغام! بغض النظر إن كانت بلوزة، أو بنطلون، أو تنورة، أو ثوب فتأتي بمقاس على الملصق، برقم ليس موحدًا في مختلف العلامات التجارية.
فالمقاس 12 في أحد المحلات في المملكة المتحدة، قد يكون 10 أو 8 أو 14 في محلات أخرى، وإن ذهبنا للملابس النسائية في الولايات المتحدة فهي مختلفة، وكذلك المقاسات الأوروبية، لذا، فنتساءل لماذا تختلف مقاسات هذه الملابس؟ ربما تكون الإجابة معقدة. لكن كانت تتم حياكة ملابس النساء حتى وقت مبكر من القرن العشرين في المنازل، أي بمقاسات محددة. وبسبب تغير الأزياء والموضة، بالإضافة إلى نشوب الحرب العالمية الأولى حدثت بعض التغيّرات. فبدأت ملابس النساء تميل إلى البساطة، ما يعني أنه يتم إنتاجها بشكل أكثر سهولة.
لكن اختيار المقاسات كان يرجع للخياطين والمصنعين، بناء على خبراتهم السابقة مع النساء. لذا فحصل بعض الخلل في المقاسات. فكان الخياط يقوم بأخذ مقاس المرأة فوق الملابس التي يكون تحتها ملابس اأخرى كالمشدات، أو فوق المعاطف الثقيلة. كما كان البعض يقوم بإضافة بعض الدرز للملابس، فكانت الأنماط أكثر غرابة.
في عام 1939 أجرى باحثان من الإحصاء الأمريكي دراسة واسعة النطاق على أجساد النساء من أجل إنشاء نظام عملي موحد للمقاسات. وبعد عامين تم قياس 15 ألف امرأة، لكن النتائج سلّطت الضوء على الصعوبات التي واجهت المشروع، وقد أظهرت البيانات وجود سبعة أشكال مختلفة لجسد المرأة، فكان الوصول إلى مقاسات موحدة أمرًا صعبًا.
وكان الحل بعمل مقاس بناء على قياس الصدر، لكن مع اختلافات في ثلاثة أشكال، وثلاثة ارتفاعات. هذا يعني أن كل مقاس ستتكون له تسعة اختلافات، لكن لم يتم تطبيقه. وكان للدول الأخرى أبحاثها الخاصة، وكانت هناك مشكلة في الأحجام وتم رفضها من قبل المصنعين.
وكانت هناك اختلافات بين الدول، ففي الولايات المتحدة كانت الأحجام بناء على الطول أو النصف السفلي للجسم، أو خط الصدر. ولكن خلال السبعينات بدأ المصنعون بإنتاج مقاساتهم الخاصة. واتبع البعض النظام الأمريكي، في حين اتبع البعض أفكارهم الخاصة.
وقد كانت هناك الكثير من المحاولات لتوحيد مقاسات الملابس، من بينها محاولة كانت عام 1969 في العديد من الدول كأستراليا، وروسيا، والصين والهند للعمل على مقاسات ملابس يمكن أن يتم تصديرها إلى دول العالم لكنها واجهت نفس العقبات. فبقيت ملابس النساء بمقاسات غير موحدة، ومختلفة باختلاف الدول والعلامات التجارية.
اقرأ أيضًا:
ليش يختلف مكان أزرار القمصان عند الرجال عن الحريم
دايم عسرات الله يتوب علينا ??