أسباب مختلفة جعلت من الكزبرة عشبة مكروهة
تعد الكزبرة من أنواع الأعشاب المثيرة للجدل، فقد لاقت الكثير من الانتقاد والكراهية لدرجة أن مجموعة قامت بتأسيس صفحة على فيسبوك، تُسمى “أنا أكره الكزبرة” “I Hate Coriander”، وموقع إلكتروني آخر “ihatecilantro.com”. فما السبب الذي جعل الكزبرة ترث كل هذا العداء؟ ويرى البعض بأن طعمها أشبه بالصابون، أو بالأحذية المتعفنة، أو حتى بول القطط. لكن لماذا؟
تاريخيًا، كانت الكزبرة من الأعشاب المثيرة للجدل في المطبخ الغربي، على الرغم من أنها كانت مفضلة لدى كثير من الثقافات. تفرز الكزبرة مجموعة من الألدهيدات وهي مركبات عضوية تزود روائح عطرية نفاذة، وهي المسئولة عن الطعم الصابوني، كما أنها مسئولة عن إفراز رائحة حمضيات طازجة. فلماذا لا يرى الناس الطعم الجيد منها؟
كره الكزبرة ليس ظاهرة جديدة، فترى عالمة الأنثروبولوجيا “هيلين ليتش” من جامعة أوتاجو أن الكزبرة كانت تُعامَل كنوع من الأعشاب غير المرغوب بها في المطبخ الأوروبي من القرن السادس عشر وما بعده؛ لرائحتها ومذاقها الكريه بالنسبة إليهم. وهذا ما يبدو مشابهًا لأولئك الذين يجدون أن الكزبرة ذات طعم أشبه بالصابون.
وترى ليتش بأن هذا الكره مرتبط أيضًا بعدم صحة تفسير الكلمة المنبثقة عن كلمة “Koris” اليونانية والتي تعني “البق”. فتتشارك الكزبرة الشكل مع حشرة “بق الفِراش”؛ ما جعل هذه العشبة ترتبط بنفس الرائحة الكريهة لتلك الحشرة.
وقد ظلت هناك صورة نمطية في أوروبا عن استخدام الكزبرة في أصناف الطعام غير الغربية، من خلال ربطها بالبق. لكن بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت صنفًا جديدًا دخل المطاعم والمطابخ في أوروبا. وترى الدراسات في اختلافات تفضيلات الجماعات العرقية أن تلك الثقافات التي تستخدم الكزبرة في مطابخها لديها أذواق إيجابية تجاه هذا النوع من الأعشاب.
وقد وجدت دراسة من جامعة تورنتو أن 17% من القوقاز، و4% من أصل لاتيني، و3% من أصل شرق أوسطي يكرهون هذه العشبة. لكن يُعرف المطبخ المكسيكي بكثرة استعماله لها، كما تُستخدم في الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، فهذه الجماعات هي الأقل كرهًا للكزبرة.
وقالت دراسة حديثة أن كره الكزبرة قد يكون له علاقة بالجينات، وقد حددت مجموعة من جينات مستقبلات الشم والمرتبطة بالإحساس بالطعم الصابوني غير المرغوب للكزبرة. فقد يعود ذلك للجين ” OR6A2″ من مستقبلات الشم القادرة على ربط الألدهيدات التي تعطي رائحة معينة للكزبرة. ومع وجود هذا الاختلاف في الجين، فقد يكون البعض حساسًا لرائحة الكزبرة والتي تبدو مثل الصابون!