جميعنا لعبنا لعبة مونوبولي عندما كنا أطفال صغار. وقد تم اختراع هذه اللعبة من قِبل امرأة تُدعى إليزابيث ماجي، ولكنها اكتسبت شعبيّة كبيرة في ثلاثينات القرن الماضي، عندما تم إطلاقها في السوق من قِبل الأخوة باركر. وما لا تعرفه أن هذه اللعبة أنها لعبت دور رئيسي في إنقاذ السجناء البريطانيين في الحرب العالمية الثانية.
كيف استخدم الجنود البريطانيين لعبة مونوبولي للهروب من السجن؟
كان هناك الآلاف من السجناء البريطانيين في المخيمات الألمانية ولكن كان لديهم ميزة واحدة لم يعرفها الألمان.
وقد سُمح للسجناء البريطانيين بالحصول على حزم الرعاية من المجموعات الإنسانية من خلال الجنود الألمان. وقد استفادت المخابرات البريطانية من ذلك بأفضل شكل.
كانت المخابرات البريطانية MI9 تعرف أن الحزم سيتم فحصها بدقة قبل تسليمها إلى السجناء لذلك كان عليهم أن يكونوا حذرين جدًا، وكان يتعين عليهم الحصول على مزيد من الإبداع لتحقيق خططهم. وقد استخدموا لعبة مونوبولي في حزم الرعاية الذاهبة للسجناء.
اشتركت MI9 مع شركة مونوبولي مانوفاكتيور، في الحصول على خرائط وأدوات معدنيّة صغيرة وبوصلات مغناطيسيّة وإمدادات أخرى مُخبأة بعناية داخل الألعاب التي تم إرسالها إلى الجنود. وكان ضابط المخابرات كلايتون هوتون وراء هذه الخطة البارعة.
وقد طُبعت الخرائط على قطعة من الحرير حتى يتمكن الجنود من إخراجها بشكل واضح، دون أن تتجعد القطعة. هذا جعلها أيضًا مُضادة للماء وسمح لها أن تكون محشوة في العلبة الصغيرة.
نجا حوالي 35،000 جندي بريطاني من المخيمات الألمانية و20،000 من هؤلاء السجناء استخدموا الأدوات الموجودة في ألعاب مونوبولي كوسيلة للهرب.
كانت هذه الخطة تحمل الكثير من المخاطر، فإذا اشتبه الألمان في أي شيء، كان ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فقدان الكثير من الأرواح.