تعتبر شركة سوني اليابانية من الشركات الرائدة في مجال الإلكترونيات، ولها بصمة لا تمحى في ابتكار واختراع العديد من الأجهزة الموجودة تقريبا في كل منزل من منازلنا، ونادرا ما تصادف الشركة أخطاءً مع زبائنها بفضل التطور التقني الكبير الذي تنتهجه شركة سوني في تصنيع منتجاتها أو التعامل مع عملائها، لكن خطأً صغيرا في تسمية مجلد جعل من الشركة أضحوكة نهاية عام 2014 وبصمة عار في تاريخها!
خطأ ساذج يضع شركة سوني في موقف محرج مع عملائها
قامت شركة سوني “Sony Pictures Entertainment” بحفظ الآلاف من كلمات السر للشركة في مجلد أسمته بإسم “Password”، وظهر هذا الخطأ الفني الكبير بعد أن قام قراصنة على الإنترنت باختراق خادم الشركة ونشر وثائق مهمة من موقع الشركة على الإنترنت.
ويبدو أن الملفات المسربة والتي حصل عليها القراصنة من مجلد “Password” المسرب من شركة سوني كانت تحتوي على أرقام الضمان الاجتماعي لأكثر من 47000 موظف وعميل، وضمت قائمة الأسماء شخصيات مهمة وفاعلة مثل سيلفيستر ستالوني وجاد أباتاو وريبل ويلسون.
كما اشتملت الوثائق المسربة من سوني على ملف داخلي بعنوان “Password” يحتوي على 139 مستند وورد وجداول بيانات إكسل وملفات مضغوطة وملفات PDF تحتوي جميعها على الآلاف من كلمات السر الخاصة بأجهزة الكمبيوتر التابعة لشركة سوني بيكتشرز “Sony Pictures” إضافة لحسابات وسائل الإعلام الاجتماعية وحسابات خدمات ويب مختلفة.
ما يزيد الطين بلة بما يتعلق بشركة سوني هو أن معظم الملفات كنت محفوظة في مستندات نص عادية وغير محمية بكلمة سر، وقد تضمن ملف واحد من هذه الملفات المسربة من موقع الشركة المئات من حسابات وكلمات المرور لمستخدمين مواقع Facebook و Twitter و MySpace و Youtube، وتعود معظم هذه الحسابات لشخصيات سينمائية شهيرة ومعروفة وشركات سينمائية كبرى.
اقرأ أيضا: Sony Pictures تتعرض لأكبر عملية اختراق بيانات
ردة فعل شركة سوني على موقفها السيء أمام عملائها
لم تمر ساعات قليلة على الاختراق الأضخم في تاريخ شركة سوني حتى خرجت بتعليق فوري على لسان الرئيس التنفيذي لشركة سوني بيكتشرز “Sony Pictures Entertainment “ مايكل لينتون والذي قال إن هذا الاختراق يعتبر هجوما جريئا على شركة سوني وموظفيها وشركائها التجاريين.
*مايكل لينتون، الرئيس التنفيذي لشركة سوني Sony Pictures Entertainment*
وقال بعض موظفي شركة سوني أنهم شعروا بخيبة أمل كبيرة تجاه هذا الاختراق الأمني للشركة لكنهم لم يفاجأوا بذلك نظرا للموقف المتراخي تجاه أمن الشركة منذ فترة طويلة، وأضاف بعض الموظفين أنهم عيينوا للشركة في وقت سابق أهم نقاط الضعف لمواقع شركة سوني وأنظمتها، لكن العديد من هذه النقاط تم تجاهلها من قبل إدارة شركة سوني، كما لم يحصل تقييم للمخاطر وتحديد لنقاط ضعفها منذ فترة طويلة مما جعل سوني تمر بهذه الفضيحة الكبيرة التي كان من الممكن تفاديها لو قامت الشركة بواجبها تجاه الأمن المعلوماتي.
التحقيقات في مصدر القرصنة على شركة سوني
تشير التحقيقات الأولية أن مصدر الهجوم على خادم شركة سوني نشأ من كوريا الشمالية، وترجح التقارير الصادرة عن التحقيقات أن السبب وارء قيام كوريا الشمالية بتنفيذ هذا الهجوم الكبير على شركة سوني يعود للغضب الشديد من تصوير فيلم The Interview الذي يصور مؤامرة الـ CIA لاغتيال رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
لكن كوريا الشمالية نفت هذا الاتهام وسارعت لشجبه وأن هذا الاتهام يهدف لتلفيق تهم جديدة تستهدف البلاد خاصة وأن بيونغ يانغ قد أعلنت في وقت سابق أنها ستتبع المعايير الدولية لحظر كافة أعمال القرصنة الإلكترونية، كما نددت الحكومة في بيونغ يانغ بعرض فيلم The Interview واصفة إياه بأنه “الراعي المكشوف للإرهاب” وأنه عمل من أعمال الحرب في رسالة وجهتها للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
اقرأ أيضا: بناء أول شبكة حاسوبية ضد الاختراق
المصادر: