كثيرا ما ينتهج مدراء العمل نهج تغيير ساعات العمل اليومية وعدم انتظام جدول معين يلتزم به الموظف طيلة فترة خدمته، هذا ما تناولته دراسة حديثة حول الضرر الصحي الكبير الذي يلحق بالأشخاص والموظفين الذين يعملون بشكل غير منتظم!
إذ وجدت دراسة علمية أن التحول الغير منتظم في جدول العمل للموظفين يُؤثر سلبيا على الدماغ مباشرة مما يتسبب بكُبُر الدماغ بمقدار 6.5 سنة إضافية عن العمر الطبيعي للشخص إضافة إلى الإصابة بنقص مزمن في الإدراك وتطورات خطيرة على الصحة!
كيف ينعكس العمل الغير منتظم سلبا على الموظف؟
أجرى باحثون من جامعتي تولوز وسوانسي الفرنسيتين اختبارات حسية ومعنوية ضمن الدراسة التي أجروها على 300 شخص من جنوب غرب فرنسا والذين عملوا أو لازالوا يعملون لفترة لا تقل عن 10 سنوات، ووجد الباحثون أن التحولات الكبيرة في ساعات العمل وأنظمته تعود بأضرار كبيرة على التفكير والتذكر لهؤلاء الأشخاص من خلال زيادة 6 سنوات ونصف على عمر الدماغ فوق عمره الطبيعي، بمعنى آخر فإن الدماغ يشيخ بسرعة أكبر بكثير من المتوقع لهؤلاء الأشخاص بسبب ساعات الدوام الغير منتظمة.
*ساعات العمل الطويلة تتسبب بإجهاد الموظف مما ينعكس سلبا على الصحة والإنتاجية*
وأوضحت الدراسات أن الأمر لا يقتصر فقط على التحولات في جدول العمل، بل أيضا يطول الأشخاص الذين يعملون ساعات إضافية سواءً في نفس عملهم أو في أماكن أخرى، وتكمن المخاطر الجسدية في زيادة إحتمال تعرض الشخص لنوبات قلبية وسكتات دماغية، إضافة لربط أمراض السرطان والقرحة والأمراض المتعلقة بالتمثيل الغذائي مثل السكري مع ساعات العمل الغير منتظمة!
(الرجاء أخفض الصوت، الفيديو يحتوي على موسيقى)
*تأثير ساعات العمل الطويلة والدوام الغير منتظم يؤثر على نمو وتطور الدماغ*
*تتسبب التحولات الغير منتظمة في جداول العمل وساعات العمل الطويلة إلى زيادة فرصة التعرض للأمراض المزمنة وأمراض القلب والسكتات القلبية*
حيث سجل الباحثون أعراضاً معنوية خطيرة تتمثل بتضاؤل في مستوى الذاكرة و سرعة معالجة المعلومات والقدرات العقلية العامة للمشاركين في هذه الدراسة والذين يعملون لساعات عمل غير طبيعية لدرجة أن إشاراتهم الدماغية سجلت شيخوخة بمقدار 6 سنوات ونصف، في المقابل لم تظهر هذه الأعراض على فئة أخرى لم تعاني من إضطراب ساعات العمل اليومية.
*تحولات العمل الغير منتظمة تؤدي إلى ضعف الذاكرة وتراجع المستوى الإدراكي للفرد*
وحسب الدراسة، فقد استغرق الأمر مدة 5 سنوات للتعافي من الأعراض الدماغية الخطيرة التي تعرض لها هؤلاء الأشخاص وذلك بعد انتظام دوامهم الوظيفي وتوقف تحولات العمل الغير منتظمة.
وعلق الدكتور Jean-Claude Marquie من جامعة تولوز على الدراسة قائلا: (أن العمل لساعات طويلة وغير منتظمة .يُضعف الإدراك ويُسبب عواقب وخيمة ليس فقط على الفرد، بل وتنعكس على المجتمع أيضا).
*حصول الموظف على ساعات عمل معتدلة ومنتظمة يرفع من مستواه الوظيفي ويزيد من تركيزه خلال العمل مما يساهم بزيادة الإنتاجية والعائد المالي للفرد والمجتمع*
المصادر: