عادة ما تكون الجامعات مصدر فخرٍ لروادها ولأوطانها، فكلٌّ منا يحلم بأن يذهب لأعرق وأكبر الجامعات في العالم، والبعض منا يفكر بالسفر والهجرة للخارج بهدف التعلم وهنا تظهر صعوبة كبيرة تواجه الفتيات الحالمات بأن يدرسوا في أفضل الجامعات، لكن في هذا الموضوع سنأخذكم بجولة مذهلة داخل أكبر جامعة نسائية في العالم في المملكة العربية السعودية.
جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن هي جامعة سعودية تقع في مدينة الرياض، وقد أنشئت هذه الجامعة في عام 2007 ويرتادها الآن أكثر من 60,000 طالبة ويعمل بها ما يقارب ال 2000 موظف على كفاءة عالية وبخبرات كبيرة يشغلون العديد من المناصب فيها.
الجامعة تضم بين جنباتها أهم الكليات العلمية المستعدة لتأهيل الطلاب لأهم التخصصات في العالم، كانت كلية التربية هي أقدم كليات الجامعة وبعد هذا تتابعة الكليات وأنشئت كلية العلوم والتكنولوجيا والإدارة وكذلك الصيدلة وباقي الكليات العلمية حتى يكتمل العدد ليصل إلى 8 كليات عظيمة مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات قادرة على منافسة أعتى وأكبر الكليات العالمية.
الجامعة والمسؤولين عن بنائها لم يتوقفوا على الجانب العلمي والأكاديمي للحرم الجامعي، بل عملوا على إيجاد الجامعة الأفضل في المعمار والأماكن الخاصة بالراحة وأوجدوا صرحاً سيخلَّد في كتب التاريخ بسبب روعة البناء وجمال المعمار ووفرة ساحات الراحة والأماكن الترفيهية سواء كانت ملاعب أو استراحات مخصصة للفتيات فقط.
وبوجود فريق عمل فريد من نوعه أراد المسؤولون أن يتركوا للطابع الإسلامي بصمةً مميزة في الحرم الجامعي، فسترى الزخرفات الإسلامية منتشرة في المكان ولن يخلوا مبناً واحد من الطابع الإسلامي سواءً كان ذلك فيما يكتب عليه أو بالزخرفة التي تزينه.
بجانب كل هذا ستجد بأن الجامعة أوجدت آليات لتبريد الطرق والساحات الجامعية حتى لا تكون للحرارة أي تأثير سلبي على الفتيات المحجبات أثناء تنقلهن في الحرم الجامعي الذي تبلغ مساحته 32 مليون متر مربع، كما أن الجامعة تفوقت على كل قريناتها بتوفيرها لقطار داخلي خاص بالجامعة لنقل الطالبات بين كليات الجامعة مترامية الأطراف.
وقامت الجامعة ممثلة بالمسؤولين عنها بالعمل وبجد على إيجاد نوادٍ علمية وأكاديمية مخصصة للطالبات وموزعة حسب الكليات والتخصصات حتى تبدأ عملية تحضير الطالبات لسوق العمل مبكراً وليتخرجوا وهم على أتم الجاهزية.
بالنهاية أظن أن كل فتيات الأرض يحسدن السعوديات على هذه الجامعة، ولم لا .. فقد يبدأ الأهالي بدفع بناتهم للدراسة في هذه الجامعة الرائعة.
جميل جداً أن تتواجد هكذا جامعات في بلادنا ولكن ستكون أجمل لو أنها أنجبت طلاب مبدعين متميزين يضيفون إلى مجتمعهم النفع والفائدة.
فجامعات أمريكا وأوروبا الشهيرة كهارفرد والسوربون وغيرها لم تكتسب شهرتها لما فيها من عمران وتقنية وتطور وإنما لما أنجبته من عباقرة أضافوا إلى حضارة الإنسان النفع والفائدة.
ولا نذهب بعيداً فالعلماء المسلمين عبر التاريخ لم تعرف جامعاتهم في الأندلس وبغداد والشام لعمرانها كحجر.
أسأل الله أن يبارك لكل طالبات هذه الجامعة وأن يجعل منهم فخراً لأمتهم ومجتمعهم نفعاً وفائدة ويقدروا تلك الأموال التي صرفت من أجل بناء جامعتهم وأنه عليهم أن يكونوا على قدر أهل العزم.
وش استفيد من المبنى و الفن المعماري اذا تخرجت المهم كفاءه الدراسه