حديثا، يسعى العلماء خلال تطويرهم للروبوتات إلى اتخاذ القطط النموذج الأساسي في بناء الربوت القتالي أو الذي يستعمل في المهام الصعبة، فروبوتات المستقبل لن تتمتع فقط بالذكاء، وإنما ستمتلك سمات جديدة مثل حركات النينجا الرشيقة وانعكاساتها المرنة.
كيف استفاد العلماء من حركة القطط في تطوير الربوت الذكي؟
بدأ باحثون أمريكيون بدراسة مرونة القطط والرياضيين في تدوير أجسامهم في الهواء أثناء القفز والهبوط من أجل الإستفادة من هذه المرونة العالية والحركات المتقنية في تصنيع الروبوتات المستقبلية تمتلك نفس الحركات وتتقن ميكاميكية “الهبوط الآمن”.
ويهدف الباحثون في هذه الدراسة إلى الحد من سقوط الروبوتات أثناء القفز خاصة الروبوتات التي يتم تطويرها لتأخذ مهمات صعبة في المستقبل مثل الإنقاذ واقتحام الأماكن الخطرة ومواقع الحوادث والروبوتات المشاركة في المهام القتالية والعسكرية.
وترأست هذا المشروع البروفيسور “كارين ليو” من جامعة جورجيا للتكنولوجيا، والتي تُشرف على محاكاة الحركة الفيزيائية للقطط في قفزها والحركة الدورانية للغواصين ورواد الفضاء من أجل تمكين الروبوتات قيد التحديث من هذه المميزات والسمات الجديدة.
(الرجاء أخفض الصوت، الفيديو يحتوي على موسيقى)
*البروفيسور “كارين ليو” تشرح باختصار كيفية الاستفادة من القطط في برمجة الربوتات على القفز والهبوط الآمن*
وعلقت البروفيسور كارين على هذه الدراسة قائلة: (الهدف من الدراسة هو تطوير الروبوتات والحد من سقوطها بشكل مفاجئ بسبب عدم وجود ميكانيكية صالحة للهبوط الحر، فأهم عنصر في القفز هو الهبوط، لذلك نسعى لجعل القطط في حركتها نموذج مثالي للدراسة والتطبيق من خلال الإستفادة من زاوية الهبوط لديها)
واستعمل العلماء لهذا المشروع روبوت صغير يتكون من الجسم الرئيسي وقدمين تشبه في شكلها المجاذيف، وطوّر العلماء سطحا مائلا ليتحرك عليه الروبوت وذلك من أجل خلق بيئة منخفضة الجاذبية ليتمكن الروبوت من التحرك والقفز بالسرعة المطلوبة.
وابتكر خبراء من المعهد الإتحادي السويسري للتكنولوجيا في لوزان-سويسرا روبوتاً أطلقوا عليه اسم “The Cheetah-Cub” والذي يستند في حركاته إلى القطط المنزلية، وقام الباحثون بتطوير هذا الروبوت وبرمجته على سرعات مختلفة تماثل لسرعة القطط وتصل حتى 3ميل في الساعة.
وتمكن الخبراء من تصميم الروبوت بشكل يدعم حركة القطط وذلك عبر استبدال الأوتار الحقيقية للقطط بنوابض ومحركات صغيرة في الروبوت تحول محل العضلات، وبالتالي تدعم هذه التقنية الصغيرة سرعة الروبوت وتمنحه الزاوية اللازمة للهبوط الآمن.
ووُصف روبوت “The Cheetah-Cub” بأنه أسرع روبوت يتم ابتكاره حتى اللحظة، فهو يتميز بصغر الحجم وخفة الوزن والسرعة العالية، وتُعزى سرعته الكبيرة إلى التصميم الذكي لساقيه واللتين تشبهان ساقي القطة مما أعطى الروبوت المرونة اللازمة والديناميكية المطلوبة للوصول إلى السرعة المطلوبة والعمل بالشكل المرغوب.
ويأمل العلماء من دراسة القطط إلى التوصل إلى العنصر الذي يعطي الإنسيابية في الهبوط ومنح الروبوت ما وصفوه بـ “اللفة الناعمة” اللازمة للحد من تأثير الإصطدام بالأرض.
*الروبوت The Cheetah-Cub، والذي يستند في طريقة حركته إلى حركة القطط الإنسيابية*
ويهدف الخبراء إلى تزويد الروبوت “The Cheetah-Cub” بدماغ قادر على معالجة الحسابات اللازمة لتحقيق الهبوط اللين، كما يهدف البحث إلى تزويد الروبوت في المستقبل بمهارات التوجيه الصحيح استنادا إلى العين النافذة للقطط في تحديد الهدف والتوجه إليه بدقة.
وقد أوضح الباحثون أن الأهداف التي وضعوها للدراسة هي أهداف صعبة الإنجاز والتحقيق، خاصة وأن الدماغ البشري غير قادر على حساب التسلسل الأمثل لوضع الجسم الذي يحتاجه ليصل إلى المسافة اللازمة للهبوط الآمن، لكن من الناحية النظرية، فإنه يمكن التحكم بزاوية الهبوط من خلال تغيير دروان الأجسام في الهواء، وهو ما تنتهجه القطط في حركتها وقفزها في الهواء.
في نهاية المطاف، يأمل الباحثون أن تمتلك روبوتات المستقبل ميزة الهبوط الآمن حتى لا تتحول في نهاية الأمر إلى كومة من الخردة خاصة في الأعمال الصعبة كالإنقاذ والأعمال القتالية.
المصادر: