السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى وزارة التعليم العالي,, وإلى كل من يهمهم الأمر؛؛
قرءنا في الصحف اليومية مدى "خمـول" جامعاتنا في السعودية, وجميعنا يعرف مدى تأثير الجامعات في سير النهضة العلمية والعملية,, فنهوض أبنائنا الطلبة يعني نهوض الدولة بكل قوامها, وبالتالي سيتسنى لنا مقايضة الغرب في تقدمه وتطوره,,
كما تعلمون أحبتي أن جامعات العالم الغربي أحسن بكثير من جامعاتنا العربية؛؛ وتعلمون أيضآ ماهي مسببات نضوج جامعة معينة؛؛ ليس المال هو السبب الحقيقي لبلوغ هذه الجامعات مراحل متقدمة,, ولكن الإصرار والتعليم الحقيقي هو مفتاح النجاح؛؛
فجامعة كوبا (Cuba) من أفضل الجامعات بالعالم مع أنها في دولة محاصرة من جميع الإتجاهات وليس لديه علاقات بالعالم الخارجي؛؛ وجامعة بيونغ يانغ (Pyongyang) تنافس أرقى الجامعات,, أما جامعة الخرطوم فكانت من أرقى الجامعات من حيث التعليم,, قبل أن يلغى نظام الإنجليزية,, ومع ذلك فهي لازالت جيدة؛؛ ولا يخفى عليكم جامعة بغداد الغنية عن التعريف.. فهذه هي الجامعات التي أثبتت نفسها عبر التاريخ.
جامعات أمريكا ممتازة إلى حد ما,, ولكن هناك مايعيبها,, فالطالب المجتهد والطالب الكسول يستويان هناك؛؛ لعدة أسباب,, فالطالب الكسول يستطيع النجاح بكل سهولة فليس هناك العديد من البحوث وجميع الإختبارات هي عبارة عن أكمل الفراغ, ضع دائرة حول الإجابة الصحيح.. مما يسهل الغش؛ وهناك العديد من الأمثلة على هؤلاء الطلبة.
يذكر لي موظف في شركة كهرباء الشرقية بتقدم طالب خريج من أحدى الجامعات الأمريكية,, وكاد مدير التوظيف يطير من الفرح لمقابلة هذا الخريج, ومع أنه لم يكن هناك أي وظائف شاغرة فقد أثر مدير التوظيف على توظيفه لقوة سمعة الشهادة التي يحملها. وبعد شهرين اكتشف مديره انه لا يستطيع النطق بالإنجليزية حيث أنه يفهم مايقال لاكن ليس لديه القدرة على حمل القلم وكتابة خطاب معين, فتم فصله خريج أمريكا!
أما الطالب المجتهد؛؛ فهو مجتهد بحد ذاته سواء كان أمريكي أو سعودي الجنسية؛؛ ففي أمريكا يكرم المجتهد ويقيم المجتهد بعدد بحوثه وإكتشافه للأمور الجديدة؛؛ وكما تعلمون أن سمعة الجامعة تعتمد إعتمادآ كبيرآ على عدد وأهمية البحوث التي ينتجها طلابها وطاقمها.
لو كنت مدير توظيف في شركة معينة وتقدم لي شخصين, أحدهم من جامعة البحرين والآخر من أمريكا فسآثر خريج البحرين على خريج أمريكا!! لسبب بسيط وهو أنني أستطيع تخيل مدى معرفة خريج البحرين وماهي مصداقية شهادته, ولا تعليق على خريج خالتي أمريكا.
سمعنا عن تقييم جامعات السعودية الراقية إلى المرتبة ماقبل الأخيرة؛ والكل يسأل لماذا جامعات السعودية تندرج في (أخس) الجامعات.. وسمعنا التضارب بين الوزرات وكل وزير يلقي اللوم على الوزير الآخر؛ مع العلم ان هذا الطريق مسدود,, فيجب على كل مسؤول تحميل المسؤولية. كما يجب علينا أن ننظر لمقومات النجاح وأسباب الفشل ومعالجتها وتصحيح جذورها.
خلال السنوات الماضية كنت أفتخر بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكنت أذكرها في جميع المحافل أمام الطلبة الأجانب؛ وأذكر لهم ان جميع من يتخرج منها يجد وظيفة مرموقة في إنتظاره, إلى ان خاب ظني فيه مؤخرآ.
فلنقي نظرة على أهم وأبسط الفروقات بين أفضل جامعة في مملكتنا الحبيبة وعلى جامعة (عادية) في بريطانيا؛؛ وسأذكر بعض الفروق بين طالب جامعة الملك فيصل وجامعة البترول وجامعة Kent في Canterbury والتي لا تعتبر من أفضل الجامعات ولاكنها تأتي في مرتبة متوسطة من ترتيب الجامعات.
فجامعاتنا لاتقيم الطالب ولا تعطيه الأولوية في إهتمامتها؛ ولا تحفزه على عمل البحوث وكتابتها, فكل مايهمها هو (موتر) الطالب, فإن كان يملك سيارة غالية الثمن فهو من المحترمين في الجامعة وله كلمته؛ وأما من يوصله أباه للجامعة فهو مثل الفرّاش الذي يدخل الجامعة ويخرج منها (ولاحد درى عنه)
أما علاقة الطالب بالمحاضر فتكادأ تنكسر من جفافها, أما المحاضر فحدث ولا حرج, فهو لايرى الطالب كطالب علم, ودائمآ نرى هؤلاء المحاضرين (رافعين خشومهم على الفاضي).
اما الموقع الإلكتروني لجامعة البترول فلا يدل على عراقة الجامعة وأهليتها؛ فهو يفتقد لأهم المقومات؛ فكل صفحة تختلف عن تصميم الصفحة الآخرى؛ كما أنك لن تجد كل المعلومات التي تبحث عنها. فموقع طرب أفضل بكثير من موقع الجامعة؛ فيا للعار ياوكيل الجامعة.
أما البحوث فحدث ولا حرج؛؛ فالطالب يسلم البحث ويأخذ الدرجة الممتازة؛ ولو سألته عن البحث لم يستطع أن يجيب على أي سؤال؛ فإما المصري أو السوداني في المكتبة هم من كتبوا البحث؛ اما الأعمال والبرامج الحاسوبية فالفلبيني هو من كتبها وبرمجها.
أما جامعات بريطانيا؛ فترى المحاضر صديق الطالب؛ فهو يلبي جميع إحتياجاته؛ ويسأله عن بحثه؛ ولا تعليق على موقع الجامعة الإلكتروني فهو يتميز بتصميمه الذي يليق بها؛ ويتم تحديثه يوميآ؛ وتستطيع أن تجد كل ماتبحث عنه عن الجامعة. ولا ننسى ان جميع البحوث العلمية تأتي من هذه الجامعات.
اما التخصصات فنرى أن كل جامعة بها مالايقل عن مائة تخصص وليس كما هو الحال في ديرتنا؛ أما الطالب في هذه الجامعات فهو من أسعد الطلبة في العالم, فحياة الجامعة هنا ليس لها مثيل؛ فالجامعة تنظم الرحلات والمناسبات والحفلات التي تنسي الطالب كل همومه؛ في المقابل فالطالب هنا يقضي جل وقته في مكتبة الجامعة أو في أماكن التسوق لعمل البحوث وكتابتها؛ كما ان الطالب يُـسأل عن بحثه فلاحد يتطيع الغش
أو اللإقتباس من مكان معين إلا بذكر المصدر. فنرى الخريج جاهز للحياة العملية؛ بعد أن تم تدريبه وتعليمه في الجامعة إلى كل مايحتاج إليه الطالب.
هذا ماهو الا المقومات البسيطة التي تعتمد عليها جامعاتهم.. فأين جامعاتنا من كل هذا؟