الألم الجميل – خاطرة

ذات صباح
استيقظ بلبل صداح
فلم يجد الشمس
اختفى من يومه النهار
وهجرته قطرات الندى
فشعر بعطش سرمدي
وتدثرت الحانه
بأشجان غير مرئية
جزعت ملكة العصافير
ودعت الى اجتماع عاجل
وقالت لمندوبي مملكة الطيور
ينتابني قلق كسكين في الصدر
البلبل الصداح حزين
دلوني كيف أمازحه
وكيف أمالحه
وكيف أعيد الضحكة لجناحيه
والأغنية إلى عينيه
قال الهدهد
أمطريه بوابل من هداياك
وسيل من ذهبك
يرحل عنه الحزن
ويعود اليه اللحين
وقال النســـر
امنحيه منصبا
وزيرا
أو مديرا
قد يلهيه الجاه
وتسعده السلطة
فيعلو صوته
وتهدأ روحه
قال الوروار
انشري اسمه في العالمين
قد تسعده الشهرة
وتمنحه الضحكة
وقال الحمام
بل دفء الأنثى
سر البهجة
فليحصل على قصة حب
ولتحرقه نيران الوجد
يهدأ صدره
ويفرح قلبه
وقال البطريق
بل نغرقه في بحر اللهو
ولتسمع أذناه مائة نكته
ويفني في متع اللحظة
قطعا تأته الهدأة
غضب الكروان وقال
المال والمنصب
والشهرة والمتعة
والمرأة والضحكة
متع وقتيه
وقبض ريح لا يمنح راحة
الحق أقول لكم
ان قلبا لا يعرف الدموع
هو قلب أعمى
وأن عينا لا تكتحل بالحزن
أولى بها ألا ترى النور
وأن روحا لم تعرف الألم
ليس وجودها سوى كذبة
قالت ملكة العصافير
بالحق نطق الكروان
دعوا البلبل
فمن نار الألم
يأتي شراب الورد
ومع أشجار الحزن
حتما يأتي ربيع الروح