للتدخين آثار سلبية كثيرة على الصحة، من بينها آلام الظهر. فنصح بحث جديد بالإقلاع عن التدخين؛ لتجنب آلام الظهر. فكشف البحث بأن المدخنين عرضة لآلام الظهر المزمنة أكثر بثلاث مرات من غير المدخنين. فالإقلاع عن هذه العادة من شأنه أن يقلل فرص تطور هذه الحالة بحسب ما صرح به الخبراء. ويعد هذا البحث أول دليل على العلاقة بين التدخين والآلام المزمنة “أي الألم الذي قد يستمر أطول من 12 أسبوعًا” مع جزء من الدماغ مرتبط بالإدمان والثواب.
وقال مؤلف الدراسة “بوغدان بيتر” من “جامعة كلية نورث وسترن فاينبيرغ للطب” بأن التدخين يؤثر على الدماغ، وتحصل هذه المؤثرات بطريقة استجابة الدماغ لآلام الظهر، فيصبح الشخص غير قادر على التكيف مع الألم. وقد جاءت هذه النتيجة بعد دراسة لحالة 160 بالغًا من المدخنين، إذ تم إجراء خمسة فحوص للدماغ بالرنين المغناطيسي، وقد طُلب منهم تقييم درجة آلام الظهر ومن ثم تعبئة الاستبيان حول التدخين وقضايا صحية أخرى.
وقد حلل العلماء النشاط بين منطقتين في الدماغ، وهما: النواة المتكئة، وقشرة الفص الجبهي الإنسي، واللتان تشاركان في سلوك الإدمان، ودوافع التعلم. وتتحدث هاتان المنطقتان إلى بعضهما البعض، وتوصل العلماء إلى أن العلاقة القوبة بينهما تحددان من سيعاني من الألم المزمن. فكانت العلاقة قوية ونشطة في أدمغة المدخنين. لكن العلاقة شهدت تراجعًا في أدمغة المدخنين الذين قرروا الإقلاع عن التدخين بمحض إرادتهم، وبعد إقلاعهم عن التدخين انخفضت احتمالية إصابتهم بآلام الظهر.
وقال الباحثون بأن هذه النتائج قد تكون أكثر عامية بين الإدمان وآلام الظهر وليس فقط التدخين. وقد ساعدت العقاقير المضادة للالتهاب المشاركين في السيطرة على الألم، لكنها لم تغير نشاط دوائر المخ. وترجع هذه الدراسة لدراسة سابقة وجدت علاقة بين التدخين وآلام الظهر. فدرس باحثون من الولايات المتحدة حالة 5300 مريض لثمانية أشهر خلال فترة علاج لاضطرابات العمود الفقري، وأظهر بأن المدخنين عانوا من آلام في الظهر أكثر من غير المدخنين، أو الذين أقلعوا عن التدخين.
ووجدوا أن النيكوتين يتفاعل مع عائلة البروتينات التي لها دور أساسي في الجهاز العصبي، والتي لها القدرة على السيطرة على الألم، والقلق. فيسبب التدخين خللًا في خلايا هذه الوظائف، ويغير الطريقة التي يُعالج بها الألم. كما أن التدخين يضعف الطريقة التي يتم تسليم الأكسجين فيها إلى الأنسجة؛ ما يجعل الشخص عرضة لآلام العظام، وآلام المفاصل كهشاشة العظام.
