معك ريال تساوي ريال نظرية اجتماعية لا أجد غرابة بتمثلها في العلاقات الاجتماعية ولا حتى في طابور بائع التميز فهذه هي طباع البشر وليس لنا حكم عليها ولكن أن نجدها مطبقة في سياسة التعليم الحكومي لدينا فهذا هو العجيب والغريب عندي
دعوني احكي لكم القصة من البداية فبها تتجلى حقيقة عندما يخيب الظن بمن تعتقد بصلاح أمره
خرجت من البيت في وقت الظهيرة قريب من توقيت خروج الطلاب من مدارسهم فركبت سيارتي متوجهاً إلى مرادي فصادفت بطريقي أخي الأصغر الذي يدرس في المرحلة المتوسطة عائداً من مدرسته القريبة يمشي وهو محمل كالعادة بحزم كتبه فاستوقفني من لحظته مستجيراً بمكيف سيارتي من حر الظهيرة
الذي بدأ يسرد لي دون شعور منه قصته اليومية في مدرسته التي تطبق نظرية ‘‘معك ريال تساوي ريال ‘‘
اقفل باب السيارة وهو يتأفف من حال مكيف فصله الذي سكن الغبار مجرى هوائه وما ينفثه من سموم حارق بدل النسيم البارد كحال مكيفات الفصول الرائدة في مدرسته
فاستوقفت حديثه باستفهام ماذا تكون الفصول الرائدة ..؟
فبدا مشوار مقارنته الموجعة على مسامعي بين فصله الذي لا يختلف عن كثير من فصول مدارس تعليمنا الحكومي والفصول الرائدة بمزايا التكيف البارد والستائر المخملية والكمبيوتر الشخصية لكل طالب فسألته ببراءة المتعجب فهذه الفصول لم تكن موجودة في عهدي .
عن كيفية الانضمام لها فأجابني بالطامة الكبر
بأنها نظير مبلغ مالي يقدم من ولي أمر الطالب لإدارة المدرسة لكي يتمتع الطالب بمزايا الفصول الرائدة
ما هذا الذي يحدث في تعليمنا
هل هي بداية تخصيص تعليمنا الحكومي أم هي بداية مرحلة تطبيق ‘‘ معك ريال تساوي ريال ‘‘ في تعليمنا
فما نتائج ذلك إلا زيادة التفرقة وتوسيع الهوة بين طبقات المجتمع مع ما تنتجه من إشكاليات قد لا تخفى على احد
وحديث المقال موجه لمسامع وزارة التربية والتعليم
منهجية الفصول الرائدة قرار خط بقلمكم أم هي اجتهادات مدراء المدارس فان كانت هذه أو تلك فلسان المقال على كل حال يقول
إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
بدر آل عبدالله
1431/4/19هـ
تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر
