يقول الخبر الذي بثته صحيفة "الحياة" في صفحتها الثالثة ليوم الأربعاء الماضي إن ضيفنا اللدود توماس فريدمان الذي كان ينتقل من مطار سعودي لآخر بطائرة خاصة، قد غضب غضبة عنترية ولكن بأسلوب الكاوبوي أو عصابات بروكلين لأن مجموعة سعودية من المثقفين ذكرته أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قال ذات يوم: إن اليهود لا يحتلون فلسطين فحسب، ولكن يحتلون الكونجرس أيضاً. ويقول الخبر نفسه إن الضيف قاطع كل أدبيات الحوار التي يدعيها الغرب الحر وخرج غاضباً من اللقاء بعد دقائق فقط قائلاً بعصبية بالغة: "لن أسمح لأحد أن يهين معتقدي الديني" وغادر بلا استئذان. ولا أعلم سبباً واحداً لتخصيص طائرة خاصة لصحفي مثل فريدمان في الوقت الذي ساهم فيه هذا الكاتب الكاذب في تشويه صورة أمة كاملة خدمة لمعتقد أفصح عنه في حواره آنف الذكر، وساهم أيضاً في إنزال أبنائنا من الطائرات العامة في أمريكا لمجرد أن سحنتهم السمراء أصبحت تهمة في كل مطار من مطارات العالم الحر، وما أكذب الحرية حين يسكتها مثل فريدمان وينتهكها في وضح النهار.
عزيز فريدمان، تأدباً فلست لدي بعزيز: سواء غضبت أم رضيت، غضبك أو رضاك لن يهزنا لأن الله علمنا في كتابه الكريم الذي لن ترضاه أنك لن ترضى علينا حتى نتبع ملتك، ولن نتبعها. عليك أن تعود من حيث أتيت لتدرس الرياض جيداً لتعلم أن رمالها الصفراء لا تنجرف بمجرد ريح عابرة ولن تغير من تاريخها لمجرد أن طائرتك نفثت فيها أو أن قليلاً من حبر القلم الذي تكتب به انسكب على طرفها على حين غفلة. عليك أن تعود لتدرس الرياض من زاويتي التاريخ والجغرافيا لأنها يا سيد فريدمان أقدم قلاع الإسلام وآخر حصون العرب التي لن تنهزم ولن تنجرف.
فريدمان: لقد حاولت الانتصار لمعتقدك، وهذا من حقك ولكن عليك أن تتذكر أن جل ما كتبته في الفترة الأخيرة كان تقريعاً لمعتقدنا لكننا لن نغضب ونرتكب الحماقة نفسها التي ارتكبتها ولهذا استضفناك وأعطيناك، مع الأسف، طائرة خاصة يبدو أن ركوبها استهواك وشغلك عن النزال الفكري الجاد الذي تدعي أنك جئت من أجله لكنك لم تستمع إليه. سنظل نفتخر يا سيد فريدمان أننا جلسنا لوحدنا بعدك على طاولة النقاش لأننا أولاً نحترم آليات الحوار ونفهم جيداً كيف نستطيع إدارته ولأننا ثانياً نحمل لنا آلاف الحوارات الأخرى التي سنفتحها فيما بيننا، حضرت أم غبت. عد إلى بيتك في ميريلاند واقرأ كتاب ابن جلدتك بول فندلي لتعرف "الذين يجرؤون على الكلام" فقد كان الكتاب الأكثر مبيعاً في قوائم صحيفتك.
نقلاُ عن جريدة الحياه