منوعات

دموع ساخنه

الفصل الأول : دموع ساخنة

كان سعيد مستلقيا على سريره وعيناه شاردتان تنظران إلى الفراغ .
.صمت رهيب يحيط بغرفته لتتردد أنفاسه بصوت مسموع .. والظلام الدامس يحيط بالمكان ..

تنهد سعيد بقوة وأغمض عينيه محاولا أن يغطي جسمه بأكمله بالغطاء .
. ضم ركبتيه إلى صدره وكأنه يحاول أن يبعث في جسده الدفء مع هذا الجو البارد .
.صوت أنفاسه تتسارع بشكل ملحوظ .
. كانت الدموع تتجمع عند مقلتي عينيه كعادته عندما يعيش موقفا مؤثرا .
. لكنه أبدا لم يسمح لها أن تتجاوز حدود عينيه ..لكن في هذه المرة يبدو أن الأمر مختلفا .
. فلأول مرة يضعف سعيد ويترك لدموعه العنان لتذرف وتسيل على خده .
. حتى أنه دهش كثيرا عندما شعر بحرارة تلك الدموع وهي تلامس وجهه ..

لم يحاول أن يرفع يده ليمسح تلك الدموع وكأنه يخشى عليها من الضياع .. تمنى في تلك اللحظات لو كانت هي بجانبه لتمسحها بأصابعها الرقيقة ..كان متأكدا من أنها هي فقط التي تستطيع بحنانها أن تمنحه الطمأنينة .
. وشعر بنبضات قلبه تخفق في عنف لتعكس مشاعر الحب والألم معا ..

رفع يده المرتجفة ليمس تلك الدموع الساخنة التي استكانت على خده بحذر ..ثم حاول أن يغمض جفنيه بقوة محاولا أن يهرب من أفكاره التي تحتويه ..كان يتمنى أن يخطفه النوم بسرعة ليعيش معها في عالم الأحلام بعيدا عن الألم .. وسمع صوته يهمس بشكل غير إرادي وكأنه يتحدث إليها لا إلى نفسه :

– أحـبك حنان  ..

وبدأ عقله يسترجع الذكريات ..


الفصل الثاني : الحاجز


– تعلن الخطوط السعودية عن وصول رحلتها  والقادمة من جدة إلى الرياض .

تردد صوت المذيع الداخلي بالمطار بالعبارة السابقة للمرة الثانية في صالة الانتظار التي امتلأت بعدد كبير من المستقبلين الذين اصطفوا أمام بوابة المسافرين .. ومن بين المستقبلين كان هناك حسن الذي كان منتظرا وصول أخيه سعيد على متن الرحلة التي أعلن عنها قبل قليل .. ومن حسن حظه أن سعيد كان من أوائل الأشخاص الذين خرجوا من البوابة الرئيسية فاستقبله بين أحضانه مهنئا له على سلامة الوصول .. ثم تناول الحقيبة من يد سعيد وهو يقول بابتسامة :

– يكفي أن تستطيع حمل نفسك بعد هذه الرحلة ..

ابتسم سعيد وهو يهز كتفية .. قبل أن يتجها سوية نحو سيارة حسن .. وما أن انطلقت السيارة تشق طريقها نحو مدينة الرياض حتى سأل سعيد شقيقه بلهفة :

– كيف هي صحة والدي ؟؟

اختفت الابتسامة من على وجه حسن .. واكتست ملامحه بالجمود قبل أن يقول :

– إنه في المستشفى .. لكنه ما زال غاضبا من تصرفك المتهور ..

خفض سعيد عينه إلى موضع قدميه في حين تابع حسن قوله :

– ما كان ينبغي لك أن تتزوجها طالما أن والدك قد رفض ذلك ..

قال سعيد بضيق وهو يتحاشى النظر إلى وجه حسن :

– أعتقد أن اختيار زوجتي هو أمر يخصني وحدي .. إنها حياتي ومستقبلي .. وأنا بكل تأكيد سأبحث عن سعادتي .. إني أحبها يا حسن هل تفهم ذلك ؟؟

مط حسن شفتيه وهو يقول :

– أجل أفهم ذلك .. لقد استطاعت أن تملك قلبك فلم تعد ترى بعقلك ..

ثم عم الصمت بينهما .. وزاد حسن من سرعة السيارة وكأنه يريد الفرار من مواجهة ساخنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى