مع تطور البشريّة فقد استطاع الإنسان تحليل طعامه وآثاره، وعليه فإنه وجد الكثير من الأطعمة الخطرة التي كان الإنسان القديم يتناولها، ولها تأثير سيء على صحته. لكن على الرغم من نصح العلماء لنا حول الأطعمة الخطرة، إلا أن هناك الكثير من الشعوب التي لا تزال تتناول تلك الأطعم التي تُهدّد حياتهم، وتُشكل مصدر رئيسي للخطر.
أخطر الأطعمة التي يأكلها البشر في العالم
السمكة المنتفخة Puffer fish
السمكة القاتلة، أو السمكة المنتفخة تُعرف أيضاً باسم Fugu Fish، تنتشر بشكل كبير في اليابان وبعض البلاد الآسيوية تحتوي أحشاؤها وكبدها على مركب سامّ يُسمى Tetrodotoxin، وهي مادة أشد سُمية من سُم السيانيد بحوالي 1200 مرة، أما تحضيرها فيكون بواسطة طاهٍ محترف، يُدرب على هذه المهمة في أكاديمية خاصة، لتعلُّم مهارات انتراع الأجزاء السامة الدقيقة من داخل السمكة، بمهارة طبيب جراح.
الأفسنتين
هذا المشروب الحلو مصنوع من دودة الخشب ونبات الشمر واليانسون. تحتوي دودة الخشب على مادة كيميائية لها خصائص نفسية ويمكن أن تسبب الهلوسة.
الأخطبوط الحي
يُعرف أيضًا باسم Sannakji في كوريا، ويتم تناول هذه الأطعمة نيئة. الخطر هو أنه إذا لم تمضغ بشكل جيد، فإن الأجزاء الماصة على أيدي الأخطبوط يمكن أن تلتصق بالحلق وتسبب الاختناق.
ثمار أكيي Ackee Fruit
ثمرة أكيي تصنف على أنها واحدة من ثمار التوت البري Soapberry، وموطنها الأصلي غرب إفريقيا، ولكنها هاجرت مع اكتشاف أمريكا الجنوبية في القرن الثامن عشر، وصارت واحدةً من أكثر الفواكه شهرة في جامايكا تحديداً، ولكنها اشتهرت بأنها الأكثر خطورة في الوقت نفسه.
اكتَشف سُمية ثمرة Ackee سكان جامايكا الأصليون، عندما تناولها بعض المزارعين وسببت لهم نوبات قيء حادة، والغثيان، وبعضهم لم يكن محظوظاً بهذه الأعراض فقط، بل دخلوا في غيبوبة انتهت بالوفاة.
الخطورة تكمن عند غير المختصين الذين لا يمكنهم معرفة مستوى نضجها، وحتى إذا ما كانت رواسب البذور لامست قلب الثمرة قبل الإزالة أم لا، في المجمل يُنصح بعدم تناول الثمرة في أي وقت، رغم أنَّ مَن أكَلَها أخبَرَ الجميعَ عن مذاقها اللذيذ، الذي لا يُشبه أي ثمرة أخرى، وهو ما يغري الجميع دائماً بالمخاطرة.
فطر Death Cap Mushroom
فطر Death Cap يحتوى على إنزيم سام يُسبب أعراضاً تشبه أعراض التسمم الغذائي؛ تقلصات بالمعدة والجفاف والإسهال والقيء. وبعد فترة بين 12 إلى 24 ساعة من أكل حفنة ملء الفم من الفطر يسبب الإنزيم السام به فشلاً بعمل الأعضاء الحيوية مثل الكبد والقلب والمعدة، وقد يؤدي هذا الفشل إلى الوفاة.
البطلينوس الدموي
متوفر في الصين، يتم غليه ويؤكل بسرعة. من المعروف أن البطلينوس الدموي يحمل العديد من الفيروسات التي تؤدي إلى أمراض قاتلة مثل التيفوئيد والتهاب الكبد A والزحار.
طبق Hákarl
هذه الأكلة تقدم حصراً في آيسلندا منذ فترات بعيدة، ويقال إن أصولها تعود إلى قرون بعيدة، وربما إلى عادات بعض قبائل الفايكنج القديمة.
وتعود قصة أصول الطبق إلى مجموعة من البحارة القدامى -ربما من الفايكنج- الذين عانوا في فترات الشتاء من شُح الأسماك الطازجة التي يمكن اصطيادها، وفي فترة أشبه بالمجاعة ألقت الأمواج المحملة بقطع الجيلد بجثة سمكة قرش من نوع Greenland، وهو قرش يعيش في بحار الشمال الباردة.
وكان القرش الضخم الذي يبغ طوله 7 أمتار بمثابة وليمة تكفي الكثير من الأفواه لمدة طويلة، ولكن العقبة التي كان رجال البحر على علم بها هي أن قرش Greenland يحتوى لحمه على كميات هائلة من حمض اليوريك وأكسيد التريمثلامين، وهو خليط سام ينتجه القرش في طبقات لحمه، ليمنع البرودة من تجميده حياً.
وكان على الصيادين التخلص من هذه السموم بطريقة مبتكرة، ومقززة في الوقت نفسه، فيقطع رأسه ويعلق في حُفرة في وسط الرمال والحصى الصلب لتصفيته من جميع السوائل والسموم مدة 6 إلى 8 أسابيع، وبعدها يتم تقطيعة وحفظه في مكان غير رطب، ليُقدد مدة مماثلة، ثم يُقطع إلى أجزاء أصغر، ثم يصبح جاهزاً للأكل.
كل من تناول الطبق وصفه بأنه أكثر طعام مقزز وذو رائحة عطنة في العالم، ورغم أن لحم القرش المقدد قد يكون آمناً فإن نسبة الخطورة لا تزال قائمة. خاصة وأن سموم قرش Greenland تكفي عدة غرامات منها لقتل الإنسان في فترة قصيرة أقل من سويعات.