إن سبق وقمت بزيارة كندا، وتحديدًا أونتاريو، وقمت بجولة في أحد المتاجر، فسترى ما يشبه أكياس حفاضات الأطفال، لكنها ليست حفاضات، إنه كيس كبير من الحليب، فما سبب تعبئته بهذا الشكل؟
يضم هذا الكيس داخله ثلاثة أكياس بثلاثة أحجام مختلفة، وفي المنزل عند الرغبة في استخدام الحليب يتم وضع أحد الأكياس في إبريق، وفتح طرفه بالمقص؛ وذلك كي يصبح مناسبًا للسكب في أكواب. كما يقوم بعض الكنديين بفتح فتحة صغيرة جدًا، وذلك لتنفيس الهواء من داخل الكيس؛ لأنه لا يكون محكم الإغلاق تمامًا بعد عملية التعبئة. حوالي 75% من الحليب الذي يُباع في أونتاريو يأتي بنظام التغليف هذا. كذلك يُباع الحليب بذات الطريقة في كيبيك وماريتيم.
حتى أواخر الستينيات من القرن الماضي كان الحليب في كندا لا يزال يُباع في قوارير زجاجية، لكن المسئولين كانوا يرون أنها تتسبب بالكثير من النفايات، فكانت حساباتهم كالتالي: الزجاجات الثقيلة عرضة للكسر بسهولة خلال النقل. وبعد سنوات قليلة، كانت كندا منشغلة بالتحول إلى النظام المتري، والذي كان يتطلب أن يتم بيع السوائل باللترات.
وقد وجدت مصانع أباريق البلاستيك والعلب الكرتونية، والتي ظهرت لأول مرة عام 1915 بأنه يجب أن تخضع أجهزتها إلى تغييرات كبيرة؛ للسماح لعبواتها بإعادة ضبط أحجامها لملاءمة المتطلبات الجديدة. لكن عملية تعبئة الحليب في أكياس بلاستيكية والتي أنتجتها شركة دو-بونت في أواخر الستينيات كانت بحاجة لتعديلات طفيفة فقط. فهذه الأكياس لا تتسبب بالكثير من النفايات والناجمة عن التغليف، لأنها تحتاج لكمية أقل من البلاستيك لتعبئة ذات الكمية من الحليب.
وبحلول الثمانينيات، كان النظام المتري معمولًا به بشكل كامل في كندا، وفي عام 1978 أصبحت 4 لترات من الحليب هي القاعدة في أونتاريو، فأصبح شراؤه في أكياس هي العادة. صحيح أنه بهذه الطريقة قد يفقد الطزاجة بشكل أسرع، لكن تمت مراعاة ذلك، ولهذا السبب تم تقسيم كمية الحليب في 3 أكياس مختلفة الأحجام. فيتم استخدام أحد الأكياس، وتخزين الأكياس الباقية في الثلاجة بشكل أفقي.
في حين أن هذا التغليف غير العادي للحليب قد يربك الناس في بعض أجزاء من البلاد، لكنه بدأ بكسب الدعم تدريجيًا في أجزاء مختلفة من العالم مثل متجر سينسبيري في المملكة المتحدة. فهل تعتقد أن بيع الحليب بهذه الطريقة هي الأفضل، أم التعبئة في علب كرتونية؟
اقرأ أيضًا:
حقائق مثيرة للاهتمام حول الحليب
هكذا يباع الحليب في الجزائر ايضا منذ القدم