مؤكّد أنّك سمعتَ من قبل عن الطاقة السلبية وتأثيراتها التي تطال حياة الشخص من كل ناحية وما تُسببه من تكاسل وتباطؤ في وتيرة الإنجاز والأعمال.
فالطاقة السلبية كما يُعرّفها علماء علم الطاقة الباطني هي أحد أشكال الطاقة غير المرئية التي لا يُمكن قياسها.
وحيث أنها غير قابلة للقياس، لكن بإمكانك الشعور بسلبية هذه الطاقة عبر المشاعر السلبية التي تتسلل إلى حياتك تدريجيًا وتجعلك منك إنسان سوداوي.
ولا شكّ أن ذلك ينعكس مباشرةً على حياتك الشخصية والاجتماعية والمهنية ويجعل منك متقوقعًا على ذاتك.
كيف تبدو الطاقة السلبية ؟
قد لا نمتلك الوسائل التكنولوجية اللازمة لقياسها، لكن ليس من الصعب التعرف عليها والشعور بها.
يُمكن أن تتسلل الطاقة السلبيّة من المحيط أو من نفسك، وتتركك مرهقًا عقليًا وبدنيًا.
فهذا الشكل من الطاقة يُمكن أن يُديم نفسه، ويولّد المزيد من السلبية، ما يؤثّر على سعادتك وصحّتك.
مصادر الطاقة السلبية:
لا يُمكنك أن تتعامل مع الطاقة السلبيّة إلا عند التعرف على مصادرها. هذه المصادر الثلاث تؤثّر على مشاعرك بسلبية.
- أشخاص سلبيون
ربما مررتَ بمشاعر سلبية متأثرّا بشخص ما. إذ يعتقد الباحثون أن البشر يلتقطون مشاعر الغضب والحزن والمشاعر السلبية الأخرى التي يتصوّرها الآخرون.
إذ يُمكننا بسهولة التقاط هذه الطاقة عبر الإشارات اللفظية وغير اللفظية من الآخرين.
- البيئة السلبية
ربما تكون قد جربت الشعور براحة شديدة في بعض البيئات وعدم الراحة في أماكن أخرى.
في بعض الأحيان يكون هذا بسبب التجربة التي تربطك بالمكان. من غير المحتمل أن تكون مرتاحًا في عيادة طبيب الأسنان كما هو الحال في منزل أحد الأصدقاء.
ولكن هناك أيضًا دليل على أن التفاصيل المادية لما حولك يمكن أن تؤثر على مزاجك. إذ يمكن للفوضى، على سبيل المثال، أن تخلق ضغوطًا وقد تتداخل مع نومك.
ويمكن وصف البيئات التي تجعلك غير مرتاح بأنها تحتوي على طاقة سلبية.
- الحديث الذاتي السلبي
الحديث الذاتي هو تدفق الأفكار غير المعلنة التي تدور في رأسك.
فالأفكار السلبية يمكن أن تضر بصحتك ورفاهيتك. والمفكرون الإيجابيون أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد ولديهم صحة أفضل للقلب والأوعية الدموية.
هم أقل عرضة للاكتئاب كذلك ومن المرجح أن يعيشوا لفترة أطول. كونك مفكرًا إيجابيًا لا يعني أن تتجاهل المشاكل. بدلاً من ذلك، يمكنك تحسين قدرتك على التعامل معها.
علامات تُشير إلى أنّك شخص سلبي!
إذا كنت تعاني من طاقة سلبية على شكل أشخاص أو محيط، أو إذا كنت منخرطًا في حديث سلبي مع النفس، فقد تواجه العلامات والأعراض التالية:
أنت ناقد باستمرار
إن انتقاد الآخرين هو وسيلة لإلقاء اللوم على انزعاجك على شخص أو شيء آخر.
على الرغم من أن انتقاد الآخرين قد يجعلك تشعر بتحسن في البداية، إلا أنه نادرًا ما يكون جيدًا في وقت لاحق خاصة إن كان انتقادك أمام جمهور.
كثير الشكوى
تحدث الشكوى عندما نعبر عن الحديث السلبي في رؤوسنا بصوت عالٍ.
يمكن أن تصبح الشكوى عادة متأصلة لا تدركها عندما تفعلها. فعندما تشتكي، تضع طاقتك السلبية في مكان يمكن أن تؤثر فيه على الآخرين.
صحتك متدهورة باستمرار
يمكن أن تسبب المشاعر السلبية التوتر، والذي بدوره يؤثر على صحتك.
يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تدمير توازن الهرمونات في الجسم، وإضعاف جهاز المناعة، واستنزاف المواد الكيميائية الإيجابية في الدماغ.
كما يمكن أن يُسبب الغضب السيء والمتواصل حدوث خلل في وظائف القلب والجهاز الهضمي.
تواجهك مشاكل في النوم
الأفكار السلبية المتكررة مرتبطة بنوعية النوم السيئة. من غير الواضح ما إذا كانت قلة النوم تحفز التفكير السلبي أو ما إذا كانت الأفكار السلبية تجعلك مستيقظًا.
ربما يخلق مزيج الأفكار السلبية وقلة النوم حلقة مفرغة حيث يجعل كل عنصر الآخر أسوأ.
مقالات ذات صلة: علامات تدل على معاناتك من الطاقة السلبية.. اكتشف بنفسك
كيف نتخلّص من المشاعر السلبية ونرفع مستوى الطاقة الإيجابية في حياتنا؟
سواء كانت سلبيّتك تنبع من ذاتك او من المحيط أو من الآخرين، هناك بالتأكيد وسائل لتحويلها إلى مشاعر إيجابية.
التحرر من عقلية “الضحية” باستمرار
أولى الخطوات لتحوّل نفسك إلى شخص بتفكير إيجابي هو التوقف عن عيش دور الضحية باستمرار.
من السهل ان تشعر بأنّك الضحية عندما لا تسير الحياة كما تُخطط لها، فتقوم بإلقاء اللوم على الآخرين.
قد يكون ذلك صحيحصا أحيانًا، لكن ليس طوال الوقت! فإن كنت ترغب بإحداث أي تغيير في حياتك، غيّر في نمط تفكيرك وتولّ قيادة حياتك.
وحقيقة أننا نتأثر بطاقات الآخرين تجعلنا بسهولة نُلقِ اللوم على أي شخص آخر لفشلنا في أمر ما بحياتنا.
وإلقاء اللوم على الآخرين وتجاهل الدور الذي تلعبه يجعلك سلبيًا، بينما يساعدك خيار تملّك حياتك وتقدّمك عبر منحك خيارًا لاتخاذ إجراء. فأنت صانع سعادتك.
ابتعد عن الناس السلبيين
ستكون أكثر سعادة إذا تعاملت مع أشخاص إيجابيين، مما قد يعني إعادة التفكير في دائرتك الاجتماعية.
قد لا يكون من الممكن أو المرغوب فيه إزالة كل الأشخاص السلبيين من حياتك.
ومع ذلك، يمكنك إيجاد طرق للحفاظ على الطاقة الإيجابية في وجودهم. الأول هو تخيل هالة إيجابية تحيط بك مثل درع. والآخر هو استخدام الفكاهة لخلق طاقة إيجابية.
خلق بيئة إيجابية
يمكن أن يؤدي تنظيم منزلك ومكان عملك إلى التخلص من الطاقة السلبية.
تمسك بالأشياء المفيدة والعناصر التي تحبها، وتخلص من الباقي. عندما تميل إلى شراء المزيد من الأشياء، ذكّر نفسك أن الأشياء لا تجلب السعادة.
حسّن من نفسك!
هناك قائمة طويلة من الأشياء التي يُمكنك فعلها لطرد طاقتك السلبية واستبدالها بإيجابية.
من بين هذه الاقتراحات:
- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار
- تناول طعام صحي
- قضاء بعض الوقت مع الطبيعة بين الحين والآخر
- ممارسة تمارين التأمل واليقظة
توقّف عن النحيب!
قد يُفيدك أن تقوم بتدوين ملاظة ذهنية بعدد المرات التي تنتحب وتشتكي فيها خلال اليوم.
عندما تفعل ذلك، ستُدرك أن الاكتئاب والأنين في كثيرٍ من الأحيام غير ضرورين تمامًا.
فزيادة النحيب والاكتئاب يجلعلك شخصًا دائم الشكوى وتنظر إلى الأشياء بتقدير أقل في حياتك.
تغيير الطريقة التي تنظر بها نحو الأشياء
هناك أيام تمر دون أن نستطيع أخذ قسط من الراحة لكثرة من المهام والمسؤوليات خلالها!
تتسلل إلينا في تلك الفترات أفكار مثل: “لو كُنت ولدتُ أغنى أو أطول أو أوسم لكانت الحياة أكثر سهولة”!
لكن الحياة على تعمل على هذا النحو. عليك أن تتعامل مع ما لديك، وتقبّل الواقع كما هو وفصل العوامل التي يُمكنك التحكّم بها عن تلك التي لا يد لكَ بها.
مارس الامتنان في حياتك!
ثقافة الامتنان هي ثقافة غائبة تمامًا عن حياتنا، واعتيادنا وجود النعم جعلنا نشعر بالسخط على أبسط الأمور!
العديد من الدراسات النفسية وجدت أن الأشخاص الذين يُقدّرون النعم ويحسبونها يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة وأقل اكتئابًا.
فالامتنان له العديد من الفوائد على الصحة العقلية والجسدية. وبمجرد أن تُحصي النعم التي أنعم الله بها عليك “إن تمكّنت من إحصائها جميعًا” فسترى كم لديكَ من الأشياء التني تستحق أن تشكر الله عليها وتحمده.
ممارسة الامتنان يُعتبر أحد أبسط الطرق التي يُمكن من خلالها طرد الطاقة السلبية وزيادة رصيدك من الطاقة الإيجابية.
المصادر
اقرأ أيضًا:
أسهل الطرق للتخلص من الطاقة السلبية في منزلك!
كيف تُدخل الطاقة الإيجابية لمنزلك؟