بركان جبل برومو في جاوة الشرقية، اندونيسيا، يعتبر واحدة من البراكين الأكثر نشاطاً. وهو أيضاً مقصد سياحي شهير لما يمتلك من مشاهد طبيعية خلابة. لكن، هذا الجبل الذي يعتبر موطن لـ 90,000 شخص من سكان تينغريس الأصليين الذين يعيشون على سفوحه، وهم أقلية عرقية هندوسية لديه مهرجان سنوي غريب.
تعرف على بركان جبل برومو الجائع!
رغم الانفجارات البركانية في هذا الجبل إلا أن المئات من سكان تينغريس يقومون بالتجمع حول فوهة هذا الجبل في المهرجان الديني السنوي الذي يطلق عليه اسم “يادنيا كاسادة” ويلقون القرابين الغذائية، المتمثلة في الفواكه والخضروات والمواشي مثل الماعز والدجاج وحتى الأبقار، ويستمر هذا التقليد نحو شهر كامل.
مهرجان “يادنيا كاسادة”، هو مهرجان يقام في الرابع عشر من شهر كاسادة في التقويم القمري الهندوسي التقليدي. ويقام هذا الحفل لتكريم سانغ هيانج ويديه، الملك العظيم، ويقوم على أسطورة قديمة من رورو أنتيغ وجوكو سيغر. وفقاً لوندرفل اندونيسيا
تقول الأسطورة بأن هناك زوجين يدعيان رورو أنتيغ وجوكو سيغر لم ينجبوا أطفالاً بعد سنوات طويلة من الزواج. ولذلك فإنهم أمعنوا التأمل على قمة جبل برومو، وتضرعوا لآلهة الجبال للحصول على المساعدة. بعد ذلك مُنحو 24 طفلاً على شرط بأن الطفل ال 25 يجب أن يلقى في البركان كتضحية بشرية.
وبحسب العادات والتقاليد فإن التضحيات للبركان تُقدم حتى يومنا هذا لاسترضاء الآلهة، ولكن من دون تضحيات بشرية. بدلاً من ذلك، يتم طرح الدجاج والماعز والخضروات في الحفرة كتضحية.
عند سقوط إمبراطورية ماجاباهيت هربوا ولجأوا إلى المنحدرات العليا من جبل برومو. على الرغم من أن غالبية سكان جاوه تحولوا إلى الإسلام، إلا أنه لا يزال هذا المجتمع الفريد من نوعه يتشبث في معتقداتهم القديمة من أيام ماجاباهيت حتى اليوم. على غرار الهندوسية في جزيرة بالي، سكان تينغريس يعبدون “إيدا سانغ هيانج ويدي واسا”، جنباً إلى جنب مع تريمورتي، براهما، شيفا، وفيشنو.
يتم تقديم هذه القرابين للشكر على وفرة المنتجات الزراعية والحيوانية. أحياناً بعض من السكان المحليين ينزلون إلى أسفل الحفرة على الرغم من المخاطر الواضحة، لاسترداد الأضاحي، باعتقادهم أنها تجلب لهم الحظ السعيد.
