” شاكونتالا ديفي ” صاحبة لقب الكمبيوتر البشري ، والتي بإمكانها حساب أي شيء أسرع من جهاز كمبيوتر. ولدت هذه المرأة في بنغالور، الهند، وعمل والدها في السيرك حيث كان يؤدي بعض ألعاب الخفة والحيل الأخرى، والذي اكتشف موهبتها عندما كانت في عمر 3 سنوات، عندما كان يلعب معها لعبة البطاقات فأذهلته قدرة ابنته على حفظ الأرقام.
غادر والدها السيرك وأخذ معه ابنته شاكونتالا ليعرض موهبتها على العالم. في عام 1944 ذهبت إلى لندن مع والدها، ومن هناك سافرت في جميع أنحاء العالم لفتح صفحة جديدة من حياتها عن طريق إثبات موهبتها. في عام 1988، سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدراسة من قِبل آرثر جنسن، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورينيا، بيركلي.
شاكونتالا يمكنها حل المسائل الرياضية المعقدة في بضع ثواني، حيث تستطيع بكل سهولة حساب الجذر التكعيبي للرقم 61629875 والجذر السابع للرقم 170859375، وقد دخلت في تحدي مع الكمبيوتر عام 1977 لحساب الجذور التربيعية لأرقام كبيرة، وتفوقت على الكمبيوتر آنذاك، بما يعادل 12 ثانية.
هذه المرأة العبقرية التي ولدت في 4 نوفمبر عام 1929. حققت لها موهبتها مكاناً بارزاً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية. كتبت أيضا العديد من الروايات والنصوص غير الخيالية التي تتعلق بالرياضيات. وتوفيت ” ديفي” عن عمر يناهز 83 عاماً، بعد أن برزت في علم الرياضيات والفلك نظراً لموهبتها النادرة منذ عام 1977.
في عام 1980، تمكنت من حساب حاصل ضرب رقمين عشوائيين يتكون كل منهما من 13 رقماً وذلك في 28 ثانية فقط. ولم تتوقف موهبة “ديفي” عند هذا الحد، فقد كانت قادرة على معرفة اسم أي يوم من أيام القرن العشرين، بمجرد ذكر تاريخ ذلك اليوم أمامها. والمثير في الأمر أن “ديفي” تمتعت بتلك الموهبة الفطرية على الرغم أنها لم تستكمل تعليمها، حيث أنها وُلدت لعائلة فقيرة تعمل في السيرك، وهو ما اضطرها إلى ترك الدراسة بعد عامين فقط لمساعدة العائلة على كسب رزقها. وظلت “ديفي” تعمل مع والدها بعروض ترفيهية بالشارع حتى تعرفت عليها الأوساط الأكاديمية الهندية.
ولم تكن تعتبر نفسها بارعة بما يكفي، فكانت تسعى دائما للأفضل، وقد استغلت ذكائها وموهبتها الحسابية بصورة جيدة، وقامت بصنع شيء مفيد لأبناء الهند، فقد بذلت المزيد من الجهد في تأليف الكثير من الكتب الخاصة بتبسيط الرياضيات للأطفال وقامت بتأسيس مدارس عديدة لتعليم الرياضيات بطرق ممتعة.