من المبادئ التي نشأنا عليها هي تقديم العون والمساعدة لكل من يحتاجها، وعدم التردد في تقديم أي نوع من المساعدة سواء كانت مادية أو مساندة معنوية. وقد أصبح هذا الأمر ركيزة أساسية في حياة البعض من الصعب أن يتخلّى عنه. لكن بالطبع يجب أن تكون هناك ضوابط لتقديم المساعدة حفاظًا على نفسك وجهدك، وإلا فقد يكون لذلك نتائج عكسية.
اطرح هذه الأسئلة على نفسك، كي تعرف إن كنت مثقلًا بمشاكل الآخرين وهمومهم
- هل تشعر بالذنب إن لم تُقدّم المساعدة في إحدى المرات؟
- هل أنت الشخص الذي تعتمد عليه العائلة والأصدقاء في الغالب؟
- هل تقبل مساعدة الآخرين حتى وإن لم يكن لديك الوقت أو الموارد للقيام بذلك؟
- هل أنت مضغوط في الوقت؟
- هل تخاف أن تُوصف بالأناني؟
- هل تتجنّب الصراع والمواجهة؟
- هل علاقتك أو صداقتك تأخذ شكل الطرف الواحد، بمعنى أنك تقوم بمعظم الأعمال؟
- هل تخشى أن يتوقف الناس عن ودك إن قلت لهم لا؟
- هل في بعض الأوقات تشعر بالغضب أو الاستياء من شخص يطلب المساعدة، لكنك لن تقول لا؟
إذن، عليك أن تُعيد تقييم شخصيتك وعلاقاتك حتى تحافظ على نفسك وعلى طاقتك، وألا تسمح لأحد باستغلالك. وهنا يجب أن تتبع سياسة أخرى في تقديم المساعدة.
متى يجب أن تتوقّف عن مساعدة الآخرين؟
توقّف عن مساعدة الأشخاص الذين لا يستحقون
إن كان هؤلاء الأشخاص لا يهتمون لأمرك، فلا تقدّم لهم المساعدة، فهم لا يستحقونها. وهناك حقيقة يجب إدراكها، أن معظم الناس سيبدؤون باستغلالك إن سمحت لهم بذلك. أنت لا تملك الوقت دائمًا، فقط قدّم العون لمن يستحق، وقبل أن تُقدّم المساعدة لأي أحد، عليك أن تُقدّمها لنفسك.
توقّف عن مساعدة الأشخاص الذين لا يُقدّرون ذلك
أسهل الطرق لتُحوِّل صديقك إلى عدو، تقديم النصيحة التي لا يرغب بسماعها. إن عرضت المساعدة، فهذا لأنك تريد ذلك، لكن غالبًا الناس غير مستعدين لتقبل تلك المساعدة.
لا تُقدّم المساعدة إلا إن كنت متأكدًا من قدرتك على القيام بها 100%
إن لم تكن تملك المهارة الكاملة، أو الوقت لمساعدة أحد الأشخاص، ربما يكون ضررك أكثر من نفعك. فصدق أو لا تصدق، لطفك وإحسانك قد يؤذي الآخرين دون أن تقصد. فمن أسهل الطرق لتدمير علاقاتك مع الآخرين، عرض المساعدة التي ليس باستطاعتك تقديمها.
هل هناك آثار صحية قد تترتّب على إثقال نفسك بمشاكل الآخرين؟
بحسب “سوزان نيومان” المؤلفة والأخصائية النفسية الاجتماعية، فغالبًا ما يقول الأشخاص المحبون لتقديم المساعدة “نعم” لمعظم الأشياء لتجنّب المواقف غير المريحة. لكن بالتركيز على العناية بالآخرين، والشعور بالذنب أو الأنانية لقيامك بشيء ما لنفسك يعني أن صحتك غالبًا ما تكون في المؤخرة. وقد يتسبب ذلك بتوليد شعور القلق لديك، لأنك تقدّم الكثير، أو لخوفك من عدم تقديم المساعدة بالشكل الصحيح. لذلك أنت في حالة دائمة من التوتر؛ كي تنجز كل شيء لجميع الأشخاص. حينها ستكون متعبًا، وستنخفض مقاومتك للمرض، ما يجعلك عرضة لنزلات البرد!
الأجدر بك أن تركّز طاقتك في تغيير نفسك للأفضل
قبل أن تفكّر في تقديم المساعدة لغيرك، فحريٌّ بك أن تقيّم نفسك، وتضع يدك على الأمور التي أنت بحاجة لتغييرها للأفضل، قد تكون أمور بسيطة جدًا، لكنها غاية في الأهمية. فعليك الاهتمام بغذائك، والقيام بتمارينك الرياضية، ومعاملة أفراد عائلتك وأحبائك بشكل أفضل، وتحفيز نفسك لإيجاد وظيفة أفضل.
المصدر
معاملة الناس في الاسلام ليست مبنيه على ماهو المقابل من الطرف الاخر .. بل مبنيه على رضى الله بان نقول لهم حسنا .. نبغي فيه رضى اللله من صدق الحديث ومساعدة الاخرين والوقوف بجانبهم
وفي الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم انه قال : إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم
وفي الحديث الاخر عن ابن عمر رضي الله عنه : المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ..
فما هي الا ايام وكلأً يحاسب على ما قدم
كلامك صحيح ..
لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :
( ولنفسك عليك حق ) ..
وهذا ما كانوا يقصدون .. أنك تساعد الناس لكن ما تبالغ .. لدرجة أنك أنت يجيك ضرر ..