منوعات

نجاة بلقاسم.. من راعية ماعز في المغرب إلى أول وزيرة للتعليم في فرنسا

ربما قد شاهدت صورتها على إحدى الشبكات الاجتماعية، نجاة بلقاسم أو كما تلّقب “راعية الماعز” حكايتها نموذج صارخ على العزيمة، والإصرار، والتحدي على الرغم من الظروف الصعبة. من كان يتصوّر أن يكون مستقبل هذه الفتاة هو ما وصلت إليه اليوم. قصتها تجعلنا نتذّكر أنه ليس هناك شيء مستحيل طالما وضعنا أهدافنا نُصب أعيننا، وعزمنا على تحقيقها.

نجاة بلقاسم

نجاة بلقاسم الفتاة المغربية التي عرفت معنى قسوة الحياة والعمل الجاد، وهي لم تُتِم الرابعة بعد! وُلِدت عام 1977 لأسرة فقيرة الحال مكوّنة من 7 أطفال في قرية بني شيكر، في جبال الريف المغربية. كان على نجاة أن تساعد عائلتها، فكانت تجمع المياه من بئر مجاور، وكان والدها قد هاجر إلى فرنسا للعمل هناك.

نجاة بلقاسم

بعد سنوات من المعاناة هاجرت مع بقية عائلتها وهي في الرابعة إلى فرنسا حيث يعمل والدها. وحصلت الصدمة الثقافية، حيث لا تستطيع الحديث بالفرنسية، وهي التي عاشت سنواتها الأولى في الريف المغربي، لكنها لم تيأس أو تستسلم، فبدأت بتعلّم الفرنسية. وفي عام 1995، حصلت على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع الاقتصادي، وفي سن الـ 18 حصلت على الجنسية الفرنسية.

في عام 2000، تخرّجت من معهد الدراسات السياسية في باريس، والذي يُعد من المعاهد المرموقة في فرنسا، كما حصلت على شهادة في القانون في جامعة بيكاردي في أميان، وهو ما مهّد الطريق السياسي أمامها في فرنسا.

 نجاة بلقاسم

وقد علّقت بلقاسم على رحلة الهجرة من المغرب إلى فرنسا، بأنها لم تكن سهلة، حيث قالت “ترك بلادك، وعائلتك، وجذورك شيء مؤلم”. فقد وجد والدها مكانًا له بعد هجرته إلى فرنسا، إلا أنه كان من الصعب توفير المأوى لها ولأمها وإخوتها. بعد هجرتها إلى فرنسا، استمرت نجاة بالعمل لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل والديها.

بدأت نجاة بلقاسم حياته المهنية كمحامية في مكتب محاماة باريس، ومجلس الدولة، ومحكمة النقض لمدة ثلاث سنوات. لم تكن بلقاسم راضية عن بعض سياسات الحكومة الفرنسية، فبدأت حياتها السياسية كمساعدة لعمدة بلدية ليون، وعضو في الحزب الاشتراكي. وكان هدفها القضاء على السياسات البلدية التمييزية لتعزيز الديمقراطية الشعبية، ومكافحة التمييز، وتعزيز حقوق المواطنين، وحصولهم على فرص العمل والسكن.

 نجاة بلقاسم

خاضت انتخابات مستشار إقليمي، وبالفعل فازت بها، لكن ذلك لم يكن إلا بداية فقط، فقد تم تعيينها وزيرة لشؤون المرأة بين عامي 2012 – 2014 في عهد رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا أولاند.

عملها الجاد ساعدها في مواصلة المسيرة، فخلال التعديل الوزاري خلال العام 2014، تمت إقالة وتنحية الكثير من الوزراء، إلا أنها حافظت على وجودها، فتم تعيينها كوزيرة للتربية الوطنية والتعليم العالي؛ لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ الجمهورية الفرنسية.

 نجاة بلقاسم

وعن النصيحة التي تقدمها للشباب، فتقول أنها دائمًا تنصحهم بخوض غمار السياسة “فالطريقة الوحيدة لتكون سعيدًا بمستقبلك، هو لعب دور فيه. فإن كنت مجرد متفرّج، حينها ستشعر بالإحباط”. بلقاسم لم تنس امتدادها الثقافي، فلا تزال تعتز بعروبتها وأصولها الريفية، ولا تزال تقف إلى جانب القضايا العادلة.

نجاة بلقاسم

فقد عبّرت عن استيائها الشديد ورفضها قرار الحكومة الفرنسية بمنع ارتداء “البوركيني” لباس البحر الشرعي، وقالت أن ذلك يمس الحريات الفردية، ويقوّي العنصرية. بلقاسم أو سارحة الماعز صنعت مستقبلها بإرادة لم تكسرها عنفوان الرياح، ونقشت اسمها ليخلّدها تاريخ الكفاح البشري، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فبلادنا العربية حُبلى بالمكافحين والمناضلين، والتاريخ يشهد.

المصدر

1 ، 2

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قبل ذكر ايجابيات الوزيرة
    يرجى البحث في سبب وصولها الي هذه المناصب
    يجب علينا معرفة عدة أمور اوصلتها لهذة المكانة ومن أهمها:
    ١- تأييدها لحقوق المثليين.
    ٢- حق الإجهاض.
    اي شخص بيتبنى هالملفين الشائكين المرفوضين في كل الكتب السماوية راح يصل للشهرة.
    فما بالك بشخص متبني ومناضل لهذه الملفات.
    شكرًا لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى