قبل مائة سنة خاضت أوروبا حرب ضروس اصطلح على تسميتها الحرب العالمية الأولى، واطلق ذلك المصطلح نظرا لما شهدته تلك الحرب من اشتراك دول عديدة في سلسلة من المعارك الطاحنة على رقعة واسعة من الأرض تمتد من شرق أوروبا إلى غربها، خلال تلك الحرب التي لا تبقي ولا تذر حدثت الكثير من الأحداث الاستثنائية، والتي تعتبر مجهولة بالنسبة لكثير من الناس .
بنك الدم
خلال الحرب العالمية الاولى 37 مليون شخص قتلوا أو أصيبوا، الأعداد الهائلة من الجرحى تطلبت القيام بالكثير من عمليات نقل الدم لإنقاذ من يمكن إنقاذه، كان الكابتن الأمريكي أوزوالد روبرتسون أول من أنشأ بنك دم وذلك في سنة 1917، حيث كانت تضاف مادة سترات الصوديوم للدم المخزن لمنع حدوث تجلط أو تكثف للدماء، وكان مخزون الدم يحفظ وهو محاط بقطع الجليد مما يضمن أن يبقى صالحا للاستعمال لمدة 28 يوم .
فيلق العمل الصيني
خلال الحرب كانت هناك مهمات غير قتالية مثل حفر الأنفاق وجلب وتحضير المؤن وغير ذلك من الأعمال اليدوية، كان يقوم بهذه المهمات 140 ألف صيني تعاقدت معهم فرنسا وبريطانيا العظمى، لأن الدولتان أرادتا أن يتفرغ الجنود لقتال الالمان وألا يرهقوا أنفسهم بأي أعمال جانبية .
شهر ابريل الدموي
كان شهر ابريل من سنة 1917 شهرا دمويا بحسب وصف القوات الجوية البريطانية بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بها خلال معركة أراس، حيث قتل أكثر من 200 طيار وتقني طيران ووقع في الأسر 100 طيار وتقني طيران .
ثورة في جراحة التجميل
عاني بعض الجنود في الحرب العالمية الاولى من إصابات شنيعة في الوجه إما بسبب قنبلة انفجرت بالقرب منهم أو نتيجة إصابتهم برصاصة أو شظية متطايرة، معضلة التعامل مع التشوهات الرهيبة التي أصابت الجنود دفعت الجراح البريطاني هارولد جيليز إلى تطوير تقنيات رائدة في مجال الجراحة التجميلية .
الأفارقة الأمريكيين وسكان أمريكا الأصليين
شهدت الحرب مشاركة الأفارقة الأمريكيين وسكان أمريكا الأصليين، تفيد السجلات بأن أكثر من 200 ألف من الأفارقة الأمريكيين وأن 13 ألف من سكان أمريكا الأصليين شاركوا في الحرب العالمية الاولى، لكن المثير للسخرية أن المشاركين من سكان أمريكا الأصليين لم يحصلوا على الجنسية الأمريكية إلا بعد خمس سنوات من انتهاء الحرب، كم هي عادلة بلاد العم سام .
الجندي الذي لا ينام
بول كيرن جندي هنجاري أصيب في الرأس برصاصة جندي روسي، العجيب أن الجندي كيرن لم يمت ولكن الفص الأمامي من دماغه تعرض لضرر شديد، بعد الإصابة لم يعد بإمكان الجندي النوم ولو لساعة واحدة، استمر الجندي بول كيرن غير قادر عن النوم لسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب .
باريس المزيفة
تفتق ذهن الفرنسيين عن خدعة عبقرية لخداع الطائرات الألمانية ومنعها من قصف العاصمة باريس عن طريق بناء مدينة شبيهة بباريس، مدينة لها مباني وطرقات ومحطات قطار تشبه الموجودة في باريس، من حسن حظ الفرنسيين أن الخطة نجحت في خداع الطيارين الألمان فقاموا بقصف باريس المزيفة مما ساهم في إنقاذ ألاف الأرواح التي كانت ستزهق لو قصفت باريس الحقيقية .
تمرد الجيش الفرنسي
بحلول شهر ابريل من سنة 1917 كان الجيش الفرنسي قد خسر أكثر من مليون جندي، وهو الأمر الذي تسبب في انخفاض الروح المعنوية للجنود لأدنى مستوياتها، لم يحتمل الجنود الفرنسيين الوضع فبدأ بعضهم يتجاهل الأوامر الصادرة من القيادة، بل وقام 20 ألف جندي بمغادرة مواقعهم، وجدت القيادة الفرنسية نفسها في ورطة لا تحسد عليها، فمن جهة لا يمكن أن تسمح لهذا التمرد بالمرور بلا عقاب، وفي نفس الوقت هي لا تستطيع أن تعاقب كل هؤلاء الجنود .
توصلت القيادة الفرنسية إلى حل وسط، حيث أمرت بوضع الجيش الفرنسي في حالة دفاع وعدم شن أي هجوم على الألمان حتى يصل الجيش الأمريكي، أما بالنسبة لزعماء التمرد بين الجنود فقد أجريت لهم 3427 محاكمة عسكرية، نتج عنها 2878 حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة، و 629 حكم بالإعدام لم ينفذ منها إلا 43 حكم، بالإضافة إلى إجراء حركة تغييرات وتنقلات واسعة في صفوف ضباط الجيش .
خوذة معدنية
في أول سنة من الحرب العالمية الأولى لم يكن الجنود يرتدون خوذ معدنية بل خوذ تقليدية مصنوعة من القماش، بعد إنقضاء السنة الأولى كان الجيش الفرنسي أول من أدرك أهمية الخوذ المعدنية، فتم توزيع خوذ فولاذية على جميع الجنود الفرنسيين، عقب ذلك سارت الجيوش المشاركة في الحرب حذو الجيش الفرنسي، وقامت بتوزيع خوذ فولاذية على جنودها .
إقرأ أيضا :
أحداث ما زالت غامضة من الحرب العالمية الأولى
إجابات أسئلة مهمة لم تفكر بها من قبل!