لا تزال مأساة اللاجئين السوريين مستمرة، ولا يزالون يطرقون كل درب يوصلهم إلى شاطئ الأمان. غياث الجندي السوري المتطوع في اليونان حيث ينقذ اللاجئين على الشواطئ يشاء الله أن يكون منقذًا لأخيه وأبنائه والذين وصلوا إلى شواطئ اليونان هربًا من جحيم الموت في سوريا.
الجندي والبالغ من العمر 48 عامًا غادر سوريا قبل 18 عامًا، لا يزال يشعر بتأثر كبير، فقد شاء الله أن يرى بعضًا من أفراد عائلته دون تخطيط أو تدبير، حيث كان فَقَدَ الأمل في أن يراهم مجددًا. اضطر غياث كغيره من السوريين لمغادرة سوريا إلى المملكة المتحدة عام 1998 بسبب آرائه المعارضة.
وهو يعمل كمستشار مستقل في حقوق الإنسان في لندن، وكذلك يقوم ببعض الأعمال لمؤسسة العفو الدولية. ومنذ العام الماضي تطوع للعمل في الجزر اليونانية بعد أن شاهد الصور المرعبة القادمة من الشواطئ، وانتقل إلى جزيرة لسبوس في أكتوبر الماضي.
وفي ديسمبر الماضي، وحين كان في أحد مهمات إنقاذ اللاجئين الذين يصلون إلى الشواطئ عبر القوارب، ونقلهم إلى بر الأمان، لم تكن لديه أدنى فكرة أن أفراد عائلته سيكونون من بينهم، فلم يكن يعلم أنهم قادمون.
كان الجندي يخشى على عائلته والتي تعيش في طرطوس حيث كان يتم استهدافها من قبل النظام، آخر ما علمه عنهم نية المغادرة إلى لبنان والوصول إلى تركيا، لكنه لم يعلم بوصولها إلى اليونان.
خلال محاولة عبور اللاجئين من تركيا إلى اليونان تُوفي حوالي 900 لاجئ منذ بدء أزمة اللاجئين في أوروبا. وقد خشي الجندي على عائلته من هذا المصير. خلال المهمة الاعتيادية وصل قارب للاجئين، فتقدم الجندي لإنقاذهم فإذ بعائلته وأبنائهم والذين لم يقابلهم الجندي من قبل، فكانت المرة الأولى التي يلتقيهم. استطاعت العائلة أن تقطع الحدود الأوروبية وتصل إلى ألمانيا كغيرهم من اللاجئين الذين اختاروا تلك الدولة الأوروبية لتكون مستقرًا لهم.
وتقدِّر المفوضية العليا للأمم المتحدة بأن هناك 4 ملايين لاجئ في الخارج بسبب الحرب في سوريا. كما أن هناك حوالي 6 ملايين شخص مشردين بلا مأوى داخل البلاد، وهناك 13.5 مليون شخص بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة. أما عدد القتلى فيتراوح ما بين 200 ألف – 400 ألف وفقًا لأرقام الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان.