لسنوات عديدة فإن المدارس والجامعات تقوم بتغيير طريقة التعليم ومواكبة التطورات التكنولوجية، وهذا ما جعلها تستخدم برمجيات مخصصة للعمل، مثل برنامج PowerPoint، لغرض التعليم، باعتباره طريقة لتقديم المعلومات في قالب صغير الحجم.
لكن برنامج PowerPoint ليس حلاً جيداً، خصوصاً في مجال التعليم؛ إذ يدفع المعلمين والطلاب لتقديم المعلومة من خلال قوالب ثابتة، ما يعني أن الكثير من السمات الفردية لخبرات المعلمين قد تضيع.
هكذا سيصبح التعليم بالمستقبل!
أظهرت الأبحاث أن البرامج الشبيهة لبرنامج PowerPoint تصيب الطريقة التعليمية بالعقم والتجانس دون الابتكار والإبداع. ومؤخراً فقط، تم تطوير برامج خصيصاً للتعليم؛ لتغيير طريقة تعلّم الطلاب وفهمهم للأشياء.
تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز
لسنوات عديدة عدّل المعلمون سُبل استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي، من أجل تحسين الطريقة التي يقدّمون بها المحتوى. وعادة ما يكون “الواقع الافتراضي” بيئة رقمية يقدمها الحاسوب ويستقبل عدة مستخدمين.
يتفاعل المستخدمون من خلالها مع بعضهم مع بعض، عن طريق صور رمزية أو أفاتار لكل منهم. وتسمح هذه العوالم للمعلمين بأن “يصطحبوا” الطلاب إلى أماكن يستحيل الوصول إليها بشكل آخر، خصوصاً في مجالي الطب والرياضيات.
على سبيل المثال، تسمح بعض العوالم الرياضية والعلمية بتمثيل موضوعات مجردة، من المستحيل تمثيلها بشكل آخر في الحياة الواقعية.
كما أن العوالم الافتراضية تم استخدامها بشكل جيد لمحاكاة الإجراءات الطبية، إذ إنها تسمح بارتكاب الأخطاء دون العواقب الكارثية التي قد تحدث في العمليات الحقيقية. وقد أُجريت إحدى هذه المحاولات التمهيدية المُبتكرة، بشكل خاص، عن طريق إنشاء عالم افتراضي يُدعى “الحياة الثانية” Second Life.
وكان هذا البرنامج يسمح للمعلمين بالتصميم والإنشاء والتدريس في عالم افتراضي به 100 طالب جامعي؛ إذ استخدمت سلسلة من الأنشطة المشتركة لتقديم جوانب من اللغة والثقافة الصينية لطلاب أستراليين قبل أن يقضوا وقتاً في الصين خلال التبادل الطلابي.
وقد أظهرت نتائجه تحسناً كبيراً، حيث قلّ الخوف والإحراج، اللذان يُعيقان بشكل أو بآخر تجربة التبادل، كما أنه سمح للطلاب بإعادة الدروس وتكرارها عدة مرات لتقوية الفهم الأساسي، بالإضافة إلى التشجيع على تواصل اجتماعي أفضل بين الطلاب، بدلاً من الرسائل الإلكترونية.
داخل الفصل
قدم الباحثون أمثلة عن ملاءمة هذه التكنولوجيا للمعلمين؛ إذ أفادت الدراسات بأنها تحفز الطلاب وتحسّن التعاون وبناء المعرفة وزيادة التدريبات داخل الصف. وبعدما كان الطلاب والمعلمون قادرين على الدخول للعالم الافتراضي فقط عبر الحاسوب الشخصي، بات بإمكانهم استخدام أجهزة مختلفة تُوضع على رأس المستخدم؛ للحصول على تجربة ثلاثية الأبعاد وأكثر واقعية.
الواقع المعزز “Augmented Reality”
عكس الواقع الافتراضي، الذي يحجب العالم الحقيقي ويكون فيه المستخدم غارقاً في تجربة رقمية بالكامل، فإن الواقع المعزز يُركب المعلومات الرقمية على كائنات العالم الحقيقي مستخدماً كاميرا الهاتف؛ مثل كاميرا التابلت أو الهاتف الذكي.
المستقبل
على مدى الأشهر ال 18 الماضية، لقد تم العمل على تطبيق مختلف من الواقع المعزز للاستخدام في الحدائق النباتية الملكية في ملبورن. يرتكز هذا العمل على المحتوى المعرفي التكنولوجي التربوي أو TPACK.
إذ بقول مفهوم TPACK إن المعلمين بإمكانهم دمج التكنولوجيا الرقمية بشكل أكثر فعالية من السابق، وتوفير منصات مختلفة تسمح لهم بتمثيل المحتوى بطرق مختلفة. هذا يعني أنه يمكن إشراك الطلاب في أنشطة التعلم الأكثر شمولاً.