انشغل العالم على مدى قرون طويلة بمجموعة من الألغاز المشفرة والتي كان عليه البحث عن معناها ومغزاها. لكن يجادل البعض في مدى صحتها، فهناك نظريات ترى أن لا قيمة لها، وأنها لا تعني شيئًا، كما أنها من صنع أفراد وجماعات لهم أهدافهم الخاصة.
وهذه أشهر 10 شيفرات أرّقت العالم، ولم يجد لها أحد أي تفسير مقنع
مذكرات ريكي ماكورميك
في شهر يونيو عام 1999، وبعد 72 ساعة من إعلان فقدان رجل، اكتُشفت جثته في حقل ذرة في ميسوري. وبشكل يثير الاستغراب كانت الجثة متحللة أكثر مما ينبغي. وفي وقت وفاته الغامضة، عُثر في جيب “ريكي ماكورميك” على مذكرتين مشفرتين. عاش ريكي وضعًا ماديًا سيئًا، كما قضى فترة من حياته في السجن بتهمة الاغتضاب. آخر مرة شوهد فيها على قيد الحياة كان قبل خمسة أيام من العثور على الجثة. لم تستطع وحدة السجلات وتحليل الشيفرات في مكتب التحقيقات الفيدرالي فك الرموز التي وُجدت في المذكرتين. وبعد 12 عامًا على مرور الحادثة، تم إطلاع العامة على جريمة القتل.
منحوتة كريبتوس المشفرة
تقع في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي في فرجينيا، منحوتة كريبتوس التي تعود للفنان”جيم سانبورن”، تضم أربعة رسائل مشفرة، تم حل ثلاثة منها. تحدى “بيل ستادمان” نائب مدير وكالة المخابرات المركزية وكالة الأمن القومي حل اللغز. وقد وضعا سوية فريقًا، وتم التوصل إلى ثلاثة رسائل من أصل 4 مشفرة عام 1992، لكن لم يتم الكشف عنها إلا عام 2000. قام بحل جزء منها محلل المخابرات المركزية “ديفيد ستين” والذي حلل الرسائل بواسطة ورقة وقلم، وعالم الحاسوب “جيم جيلوجلي” والذي استخدم الحاسوب، كان ذلك في التسعينيات. تمثل الرسائل مراسلات وكالة المخابرات المركزية، والتي تتمثل بحرف “S” والمنحوتة على المجسم والتي تشبه قطعة ورق تخرج من الطابعة.
مخطوطة فوينيتش
واحدة من أكبر أسرار العصور الوسطى، تتكون من 240 صفحة، مع أخرى مفقودة، والكثير من الرسوم التوضيحية البيولوجية، والفلكية، والكونية، والأدوية، كما أنها تضم مطوية رسم بياني فلكية غامضة.
تحتوي المخطوطة على 170 ألف رمز على ما يبدو أنها لا تتبع أي قاعدة، لكنها لا تحتوي على علامات ترقيم، كما أنه لا يوجد فيها أي تأخير في كتابة الأحرف المشفرة، وهو أمر غير معتاد في الكتابة اليدوية للنصوص المشفرة.
فهذا يدفع للتساؤل من الذي يقف وراء هذه المخطوطة؟ هل هو مستكشف؟ أم مختص أعشاب؟ أم كيميائي؟ هناك افتراض أنه يعود للملك الروماني “رودولف الثاني” الذي كان مفتونًا بالتنجيم والكيمياء.
“ليون باتيستا ألبرتي” مؤلف وفنان ومهندس وشاعر وكاهن وفيلسوف ولغوي، لم يستقر في مجال معين، يُعرف أنه أب الترميز الغربي، وقد عاش في ذات الفترة التي تعود لها المخطوطة، والذي ابتكر أول شيفرة متعددة الأبجدية، وأول آلة تشفير ميكانيكية، فربما كانت المخطوطة أول تجربة في التشفير!
نصب Shugborough Inscription
يقع في ستافوردشاير في إنجلترا، وقد بُني في القرن الثامن عشر، مع الاعتقاد أن العمل يحمل بصمات الفنان “نيكولا بوسان”. يوجد تحت الرسم نص مكون من عشرة حروف، O U O S V A V V بين حرفي D و M. وفوق رسم بوسان توجد رأسان حجريتان أحدهما لرجل أصلع والآخر رجل مع ماعز بقرون مدببة.
هناك نظرية ترى أن الشخص الذي دفع لبناء النصب “جورج أنسون” جعل تلك الحروف اختصارًا للنص اللاتيني التالي “Optimae Uxoris Optimae Sororis Viduus Amantissimus Vovit Virtutibus” والذي يعني “أفضل الزوجات، وأفضل الأخوات، أرملة مكرسة خصصت ذلك لمزاياك”. لكن أحد اللغويين العاملين في وكالة الأمن القومي ربط تلك الحروف بنصوص من الكتاب المقدس، فيما ربطها البعض بالماسونية.
نظام خطي أ
مخطوطة أ أو المينونية هي نمط مشفر من الكتابة يحتوي على مئات الإشارات، استُخدم من قبل بعض الحضارات في بحر إيجة بين 1850 – 1400 قبل الميلاد. أما نظيرتها نظام خطي ب فقد كُشف عنها في الخمسينيات على أنها نمط مبكر من اليونانية، إلا أن نمط خطي أ لا يزال لغزًا. وهو نمط مختلف عن أي لغة أخرى، وُجد في جزيرة كريت، وكذلك اليونان، وتركيا، وبلغاريا.
قد تكون المينونية لغة سرية ظهرت على بعض الآثار، كالنصوص التي وُجدت على قرص فايستوس في قصر فايستوس في جزيرة كريت، والتي تعود للألفية الثانية. وبعد 1000 عام على المينونية ظهرت اللغة الإيتوكريتية، قد تكون غير مرتبطة بنظام خطي أ، وهي مكتوبة بحروف إغريقية، لكن من الواضح أنها ليست لغة يونانية.
شيفرة دورابيلا
كان الموسيقي “إدوار إلغار” مهتمًا بالتشفير، حتى أن أول آلة تشفير في وقت مبكر من القرن العشرين قد أُطلق عليها اسم أحد مؤلفاته الموسيقية. أرسل إلغار مذكرة دورابيلا إلى صديقته “دورا بيني” والتي كانت تصغره بعشرين عامًا. لا أحد يعلم معنى الرموز الموجودة في المذكرة، فهل كانت تلك ألغاز بين الاثنين بما يوحي بوجود علاقة بينهما؟ الغريب في ذلك أن زواج إلغار كان ناجحًا.
شيفرة بيل
قام رجل من فرجينيا بكتابة رموز تشير إلى كنز مخفي. في عام 1885 نُشر كتيب يصف كنزًا ضخمًا، يُقدّر اليوم بـ 60 مليون دولار، وهو مدفون في مقاطعة بيدفورد. ومن الممكن أن الرجل الذي يقف وراء ذلك، وهو “توماس جي بيل” ليس موجودًا على الإطلاق، لكن الكتيب ذكر أن بيل أعطى صندوقًا بثلاثة رسائل مشفرة إلى صاحب فندق، والذي لم يفعل به شيئًا حتى عقود قادمة، ولم يُسمع عن بيل بعد ذلك مرة أخرى.
رسالة بيل التي تم فك تشفيرها تقول أن الكاتب ترك كومة ضخمة من الذهب والفضة والمجوهرات في قبو حجري تحت الأرض. ويعتقد البعض أن كنز بيل مجرد خدعة، صُمم كي يتم بيع كتيبات بـ 50 سنتًا لكل واحد منها أو 13 دولارًا اليوم.
رسائل زودياك المشفرة
زودياك السفاح قاتل متسلسل في السبعينيات، معظم جرائمه كانت في سان فرانسيسكو. سخر من شرطة سان فرانسيسكو حين أرسل رسائل مشفرة مدعيًا أنها مواقع قنابل، كما أرسل ثلاثة رسائل مشفرة أخرى تحتوي على رموز غريبة لثلاثة صحف مختلفة، وقام معلم ثانوي بفك أحد الشفرات، وتوصل للرسالة التالية.
” أحب قتل الناس لأن ذلك يمثل الكثير من المرح، أكثر من قتل الحيوانات البرية في الغابة، لأن الإنسان أخطر من الحيوان. قتل شيء ما يمنحك تجربة مثيرة، حتى أنه أفضل من الجنس. الجزء الأفضل سيكون حين وفاتي، حيث سأولد في الجنة، وكل من قتلتهم سيصبحون عبيدًا لي”. ويُقال أن زودياك أقدم على قتل 37 شخصًا، وقد ألهمت طريقته في القتل والتشفير العديد من القتلة حول العالم.
تامان شود
قصة الرجل الذي لم تُعرف هويته أحد أكثر الألغاز غموضًا. عرف بـ “الرجل سوميرتون”، عُثر عليه في أديلايد في أستراليا عام 1948 قبالة أحد الشواطئ. كان يحمل القليل من الأموال، لكنه لم يكن يحمل أيًا من الأوراق الثبوتية، وقد قُطعت جميع العلامات عن ملابسه. ولم يكن يرتدي قبعة والذي كان أمرًا غريبًا في ذات الوقت، ولم تستطع سجلات الأسنان أو البصمات في أستراليا التعرف عليه.
لكن أفاد التشريح وجود سُم في جسده، ما قد يشير إلى أنه قد يكون عميلًا؛ خاصة أن وقت العثور عليه كان في الحرب الباردة. وقد عُثر في جيبة سحرية في ملابسه على قصاصة ورقة مطبوع عليها “تامان شود” والتي تعني “انتهى”. وكانت الورقة مأخوذة من آخر صفحة من رباعيات الخيام، وبذلك تبقى هوية الرجل الذي لم يستطع أحد معرفتها الأكثر غموضًا بعد مرور كل هذه السنين الطويلة.
شيفرة بليتز
أحدث الشيفرات، تم نشرها للعام 2011، وهي عبارة عن مجموعة من الصفحات وُجدت خلال الحرب العالمية الثانية، بقيت لفترة طويلة في صناديق خشبية في قبو لندن، والذي قام النازيون بقصفه. فقام جندي بأخذ الصفحات، والتي كانت مليئة بالرموز الهندسية الغريبة، والكلمات المشفرة. توجد في الصفحات 50 رمزًا فريدًا يشبه الخطوط. لم يُعرف عمر الكتابة، لكن تعتقد كثير من النظريات أنها تعود لسحرة أو للماسونية في القرن الثامن عشر.