هناك جدال كبير حول كيفيّة حدوث التنويم المغناطيسي ، إذ إننا نرى ما يفعله الشخص تحت تأثير مثل هذه الحالات، ولكن ليس من الواضح لماذا يفعل ذلك!
التنويم المغناطيسي هو حالةٌ شبيهةٌ بالغيبوبة، حيث يزداد تركيز الشخص ويشعر بالهدوء والاسترخاء ويكون أكثر انفتاحًا على الاقتراحات المحيطة، ويتم ذلك بمساعدة المعالج الذي يستخدم التكرار اللفظي أو الصور الذهنية، ويتم استخدام هذا الأسلوب أيضًا للمساعدة على السيطرة على سلوك الفرد غير المرغوب فيه، أو للتخلص من القلق أو الألم.
تستغرق جلسة التنويم المغناطيسي حوالي الساعة، ويستخدم فيها المدرب تقنياتٍ مختلفةً للاسترخاء للوصول إلى الحالة المنومة حيث يكون الشخص واعيًّا، ولكن يصبح الجسم أكثر استرخاءً وهدوءً ويغدو العقل ذا معدّل استجابة أكبر للاقتراحات، حيث أنّ هذه الاقتراحات تعتمد على السلوك أو الحالة التي يحاول الشخص علاجه، كأن يتخلص الفرد من سلوكٍ غير مرغوبٍ فيه أو عادةٍ غير صحيةٍ أو تعديل سبل التفكير السلبية التي تؤدي إلى مفاقمة أعراض الاكتئاب أو للتخلص من الألم والقلق.
أنواع التنويم المغناطيسي
هناك أربعة أنواع رئيسية منه وهي:
- التقليدي: يعد من أبسط الأنواع وأكثرها استخدامًا كونه يعتمد على أوامرَ بسيطةٍ ومباشرةٍ؛ حيث يتم استخدام ملفاتٍ صوتيّةٍ، وأشرطةِ تنويمٍ بهدف التأثير على سلوك المريض وأفكاره ومشاعره.
- التنويم المغناطيسي إريكسون Ericksonian: يعتمد هذا النوع على الاستعارات بدلًا من الاقتراحات المباشرة، حيث يتيح للمخ التفكير بطريقةٍ خلّاقةٍ والتوصل إلى استنتاجاتٍ.
- التنويم المغناطيسي NLP: يستخدم هذا النوع إلى جانب التنويم الذاتي لمعالجة الثقة بالنفس واحترام الذات، ويستخدم البرمجة اللغوية العصبية للتخلص من المخاوف والرهاب، وهو أحد أكثر الأنماط فعاليةً.
- الذاتي: يقوم المريض بتنويم نفسه لتحقيق حالةٍ من الاسترخاء من خلال تطبيق أحد الأنواع المذكورة أعلاه ثم يقوم بتقديم الاقتراحات لنفسه عن طريق استخدام ملفات MP3 أو قرص مضغوط.
المشكلات الصحية التي يساعد فيها التنويم المغناطيسي
يوفر التنويم المغناطيسي الاسترخاء الذي يساعد على النوم، حيث يدخل الشخص في حالةٍ تشبه الغيبوبة، فيصبح من السهل أن يغفو الشخص من خلاله، ويساعد أيضًا في حل مشكلة الأشخاص الذين يمشون أثناء نومهم عن طريق تدريبهم على الاستيقاظ عندما تلمس أقدامهم الأرض.
كما ويخفف من القلق خاصةً القلق الناتج عن حالةٍ صحيةٍ كالسرطان وليس من القلق بشكلٍ عام، ويساعد أيضًا مرضى الرهاب الذين يعانون من خوفٍ شديدٍ من شيءٍ معيّنٍ كالمرتفعات أو الحشرات أو غيرهم، حيث يعمل على تشجيع الجسم على استخدام استجابته الطبيعية للاسترخاء، ويؤدي إلى تباطؤ التنفس وانخفاض ضغط الدم والشعور بالراحة.
بالنسبة للمصابين بالاكتئاب، يعمل التنويم المغناطيسي على إعادة برمجة اللاوعي لديهم لتحسين إدارة الأسباب التي تصيبهم بالاكتئاب، حيث يخلصهم من التفكير السلبي، والذكريات السلبية المكبوتة، ويعمل على تحسين قدرتهم على المواجهة والتواصل مع الذكريات الإيجابية فقط.
سلبيات التنويم المغناطيسي
- الكلفة العالية له حيث لا يتم تغطيته من خلال خطط التأمين.
- عدم فعاليته للناس الذين يعانون من اضطراباتٍ نفسيةٍ أخرى كالهلوسة والأوهام.
- قد يسبب الصداعَ والدوارَ لبعض الناس بعد الجلسة ولكنها تكون قصيرةَ الأمد.
- قد لا يستجيب الكثير للتنويم المغناطيسي؛ ذلك أنّ بعض الأشخاص لا يمكن وضعهم في حالةٍ شبيهةٍ بالغيبوبة، ولا يتقبلونه.
- صعوبة العثور على معالجٍ بالتنويم المغناطيسي جيد حيث أن هذه الممارسة غير مرخصةٍ.