لا شيء يبدو غريبًا في مقهى (Training Cafe) الذي يُشبه العديد من المقاهي والمطاعم المحلية في ألماتي، أكبر مدن كازاخستان.
فقائمة الطعام تبدو عادية والجو يبدو جيدًا، لكن شيئًا واحدًا يجعل المقهى مميزًا عن غيره من المقاهي في العالم أجمع، وهو أن 40 فردًا من طاقم العمل هم من المصابين باختلالات واضطرابات عقلية.
مصابون باضطرابات عقلية ضمن طاقم العمل في مقهى كازاخستاني!
فضمن مبادرة جديدة لمكافحة وصمة العار التي تُحيط بالأشخاص ذوي الإعاقة في كازاخستان وتحسين فرص العمل لديهم، تم التعاون مع مؤسسات الطب النفسي المحلية في مدينة ألماتي لتوفير فرص عمل شريفة لبعض من يعانون من اضطرابات نفسية غير مؤذية للمجتمع.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة الكازاخستانية لتحسين صورة المعوقين والمضطربين ذهنيًا، إلا أن نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة لا تزال سلبية كما كانت عليه قبل عقود من الزمن، في زمن الاتحاد السوفييتي.
حيث كان المضطربون ذهنيًا يُحبسون في مستشفيات تشبه إلى حد كبير السجون في طريقة التعامل معهم وأنظمتها القاسية التعسفية.
فخلال الحقبة السوفييتية كان يتم إرسال من يعانون من إعاقة إدراكية بسيطة إلى مؤسسات الأمراض العقلية. أما من يعانون من أمراض أكثر خطورة، كان يتم سجنهم في مرافق أمنية مشددة!
وفقًا للخبراء، فإن أكثر من 700 مريض نفسي في مدينة ألماتي لا يُشكلون خطرًا على المجتمع وبمقدورهم العمل. وتُظهر بيانات الحكومة أن 3% فقط من الأشخاص المعاقين يعملون في البلاد.
مع العلم أن 200 ألف شخص مُسجلون بإصابتهم باضطرابات ذهنية مزمنة على القوائم الرسمية في بلد يبلغ تعداد سكانه 17 مليون نسمة.
اهتمام حكومي بارز..
ويحظى المقهى الجديد باهتمام كبير من الحكومة وتشجيع على الاستمرار في توظيف هذه الفئة المهمشة في المجتمع.
ويُقدم المقهى أصناف طعام تقليدية محلية وروسية بدعم مالي من منظمة “أوبن سوسايتي” غير الحكومية ومقرها في نيويورك.
يُذكر أن كازاخستان كانت قد أطلقت حملة ترويجية لاستضافة الألعاب البارالمبية (ألعاب أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة) في عام 2022، لكن ذهب هذا الامتياز إلى الصين.
كما أعلنت الحكومة الكازاخستانية أنه وفي فبراير الماضي أكثر من أربعة آلاف و400 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة عثروا على عمل في العام 2015م.
اقرأ أيضًا:
مقهى تركي يديره فقط موظفين ذو متلازمة داون