صوّت مجلس النواب البرازيلي لصالح عزل الرئيسة ديلما روسيف، وفي انتظار مجلس الشيوخ ليبت في القضية. روسيف هي الرئيسة السادسة والثلاثون للبرازيل، وهي أول امرأة تفوز بهذا المنصب الذي تولته عام 2010. الرأي العام البرازيلي منذ سنوات وهو يطالب بإزاحتها وإسقاطها من سدة الحكم، فمن تكون سيدة البرازيل الأولى؟ ولمَ كل هذا الغضب الشعبي؟ وما الذي فعلته روسيف في سنوات حكمها لتجني كل هذا الحشد الشعبي المضاد؟
روسيف انتُخبت رئيسة للبرازيل عام 2010، وبعد أن انتهت ولايتها الرئاسية الأولى، تم انتخابها لفترة ثانية عام 2014. وقد أغضب استضافة البرازيل لكأس العالم لكرة القدم البرازيليين الذين يعانون من الفقر والبطالة، وإضافة إلى ذلك فروسيف متهمة بالتلاعب في حسابات الحكومة، لذلك أيّد 61% من البرازيليين إقالتها.
من هي ديلما روسيف ؟
ولدت روسيف عام 1947، ونشأت في عائلة متوسطة الحال في بيلو هوريزانتي. وكان والدها بيدرو روسيف شيوعيًا هاجر من بلغاريا. ووفقًا لما أورده موقع “بي بي سي” فروسيف كانت تحلم بأن تصبح راقصة باليه، لكنها تحولت للسياسة، وانضمت إلى الحركة اليسارية المناهضة للدكتاتورية العسكرية التي استولت على الحكم في عام 1964.
ونقلًا عن “هافينغتون بوست عربي” فروسيف لا تسمح بكشف الكثير من جوانب حياتها الخاصة: فهي تؤمن بالخرافات ولا تستطيع النوم ما لم تقرأ بضع صفحات من كتاب ما، ومعجبة بمسلسل “لعبة العروش” (غيم أوف ذي ثرونز)، تحب النزهات الليلية على دراجة نارية في برازيليا دون أن يتعرف إليها أحد.
خضعت لعدة عمليات تجميلية من بينها تجميل الأسنان بهدف كسب دعم الناخبين! وقد بدت على إثرها أكثر نضارة وتخلت عن نظاراتها السميكة التي كانت تعطيها صورة المجتهدة أكثر منها الذكية. كما أنها أعلنت أنها خضعت للعلاج من السرطان ما أسهم في تخفيف حدة صورتها لدى الجمهور. ويقول الأطباء أنها شُفيت من المرض. روسيف تزوجت مرتين، وهي اليوم مطلقة، ولديها ابنة تدعى “باولا” وأصبحت جدة لحفيد يبلغ الرابعة من العمر.
لُقبت روسيف بسيدة البرازيل الحديدية، بسبب شدتها وسلوكها المزاجي، فقد عُرفت بتعنيفها للوزراء على الملأ، وقد صنفتها فوربس كأقوى نساء العالم في عام 2015.
ما سبب كل هذا الغضب الشعبي؟
تمر البرازيل بأكبر فضيحة فساد في تاريخها، والتي تتعلق بشركة بتروبراس النفطية المملوكة للدولة، والتي تعد من أكبر 20 شركة في العالم، فكشف محققون عن قضية فساد عام 2013، حيث عمل المدراء التنفيذيون للشركة على إنشاء منظمة تعمل على تنسيق عطاءات لصالح عقود بتروبراس، والذين نسقوا مع العمال للسير على هذا النهج في الشركة، ومن ثم توزيع الأرباح والتي وصلت لـ 5.3 مليار دولار على العمال وكذلك السياسيين.
وقد كان مسئول كبير من شركة بتروبراس اتهم خمسين مسئولًا في الائتلاف الحاكم بالاستفادة من نظام دفع رشاوى من قِبل عملاقة النفط، في إطار صفقات لمنح أسواق لمقدمي خدمات بفواتير مقدرة بأكبر من قيمتها الحقيقية. وقد اتُهمت الرئيسة روسيف بتورطها في قضية الفساد، والتي نفتها بعد ذلك وتمت تبرئتها من قِبل الادعاء العام.
وفي يونيو عام 2013، تظاهر ما يقرب من مليون شخص احتجاجًا على ارتفاع تسعيرة حافلات النقل العام، عدا عن الاحتجاجات الشعبية الضخمة ضد استضافة كأس العالم عام 2014، والتي أكدت روسيف فيها أن تمويل الحدث ليس من المال العام. لا أحد يعلم مصير روسيف، وإلى أين سينتهي بها الحال؟
المصادر