لا بد وأنك لاحظت قبل ذلك ظهور طبقة من الفقاعات وما يشبه الرغوة على وجه فنجان القهوة؟ فهل تساءلت لماذا؟ تنتج هذه الطبقة كنتيجة لتفاعل كيميائي داخل حبوب القهوة، وتبدأ هذه العملية خلال مرحلة التحميص، فحين تحمص الحبوب، يتم احتجاز الغازات داخلها خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون. وبعد هذه العملية، تقوم الحبوب بإخراج ثاني أكسيد الكربون.
وحين يحصل تلامس بين القهوة المطحونة والمياه الساخنة، في هذه المرحلة ستزداد معدل الغازات المحررة، ويسبب هذا التسارع في خروج ثاني أكسيد الكربون بروز طبقة رغوية.
لكن، ما السبب الذي يجعل هذه الطبقة الرغوية مهمة؟
يشير ذلك إلى أن حبوب القهوة، طازجة وذات نكهة لذيذة، حيث تتمركز مركبات نكهة الحبوب في غازات ثاني أكسيد الكربون المحتجزة داخلها. وكلما فقدت حبوب القهوة ثاني أكسيد الكربون، كلما انخفضت فعالية مذاقها. وهذا يعني أن قهوة بكمية قليلة من ثاني أكسيد الكربون يعني كمية قليلة من الرغوة، ما يقلل من نكهة المركبات الموجودة داخلها.
لكن، ليست هذه هي الطريقة الدقيقة لقياس مدى طزاجة القهوة، فتحتوي حبوب القهوة، السوداء المحمصة على كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون من تلك قليلة التحميص، وذلك لطول فترة تحميصها. فكلما تم تحميص الحبوب لمدة أطول، كلما كانت نسبة وجود ثاني أكسيد الكربون أكبر. ومع التركيز الأعلى لغازات ثاني أكسيد الكربون، وتحميصها بشكل أكبر سيضفي ذلك نكهة ومذاقًا ورغوة أكثر.
