يتفق خبراء التغذية على أننا يجب أن نتناول الفواكه والخضروات الطازجة الصحيّة، إلا أن الأسواق للأسف غارقة بالمنتجات الغذائية المعدّلة وراثيًا (تعديل المادة الوراثية بواسطة الهندسة الوراثية) على الرغم من أن دراسات مختلفة أظهرت الآثار الصحيّة الخطيرة التي قد تتسبّب بها، فهل تعرف ما الذي تتناوله؟
ماذا نعني بالطماطم المعدّلة وراثيًا؟
يتم فيها تعطيل جين باستخدام نهج العلاج بمضادات التحسيس، ما يعني أن نبتة الطماطم لم تعد قادرة على إنتاج “polygalacturonase” وهو الإنزيم المسئول عن تليين الثمرة وإعطائها المذاق الحلو، ما يزيد من صلابتها ويمنع تلفها في وقت قصير.
ولا يزال العلماء يعملون على أدوات جينية لإعطاء الطماطم صفات جديدة، مثل: مقاومة الحشرات، والفطريات، ومسببات الأمراض الفيروسية، كما أن هناك مشاريع أخرى مستقبلية ترغب في تغذية الطماطم بمواد لها فوائد صحية.
هل الأغذية المعدّلة وراثيًا آمنة؟
انقسمت الآراء حول هذا الموضوع إلى فريقين فيما يتعلق بصحة وسلامة الأغذية المعدّلة وراثيًا، العلماء والشركات المصنّعة، وأولئك الذين يؤمنون بخطورة تلك الأغذية.
فقد تم الربط بين الأغذية المعدّلة وراثيًا، وما ينتج عنها من تفاعلات سامة، أو شديدة الحساسية، أو الماشية المريضة أو العقيمة أو الميتة، والأضرار التي لحقت بكل عضو تمت دراسته على حيوانات المختبر. معظم الدول المتقدّمة لا تعتبر الكائنات المعدّلة وراثيًا آمنة، من بينها أستراليا، ودول الاتحاد الأوروبي، واليابان، وكذلك البيرو، والمكسيك. فتفرض الكثير من القيود أو الحظر على إنتاجها أو بيعها.
كيف تتعرّف على المنتجات المعدّلة وراثيا؟
هذه الآلية ليست لمعرفة الطماطم فقط، إنما جميع الأغذية الأخرى، لكن تم تخصيص الحديث عن الطماطم؛ لأنها أكثر الخضروات استهلاكًا.
يتم ذلك من خلال قراءة رمز PLU، وهو رمز يتواجد على ملصقات صغيرة توجد على الخضار والفاكهة. يتم وضعه من قِبل المُخزّن نفسه، ولكن يتم تعيين أرقامه من قِبل الاتحاد الدولي لمعايير الإنتاج (IFPS). تخبرك هذه الملصقات إن كانت الأغذية تقليدية أو عضوية أو معدّلة وراثيًا. وقد سبق الحديث عنها بشكل مفصّل، يمكنك الاطلاع عبر النقر هنا.
تقليدية: تنمو بمساعدة الأسمدة، والمبيدات الحشرية، ومبيدات الفطريات، والمضادات الحيوية، والهرمونات، ويتم تحديدها بأربع أرقام، مثلًا الطماطم الكرزية الحمراء رقمها (4796)، طماطم بيف ستيك رقمها (3061).
العضوية: تنمو بدون استخدام أي كيماويات صناعية، يتم تحديدها بملصقات لها خمسة أرقام، تبدأ بالرقم 9، مثلًا طماطم كرزية حمراء عضوية (94796).
المعدّلة وراثيًا: تتكون من خمسة أرقام تبدأ بالرقم 8، طماطم كرزية حمراء معدّلة وراثيًا (84796).
لماذا يجب أن تكون الأغذية العضوية الخيار الأمثل لدينا؟
في الولايات المتحدة لوحدها، هناك 80% من الأغذية المصنّعة الموجودة في الأسواق، تم تعديلها وراثيًا. لكن في كثير من الدول الأوروبية، مثل: النمسا، وفرنسا، وألمانيا، والمجر، ولوكسمبورج، وإيطاليا تحظر هذه المنتجات. فتتميّز الأطعمة العضوية بأنها غنيّة أكثر بالبروتين، والأحماض الدهنية غير المشبعة، والمواد المضادة للأكسدة. كما ترتفع فيها القيمة الغذائية، وهي أفضل طعمًا، وأقل تلوثًا بالسموم، والمواد الكيميائية، والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وأقل ضررًا على البيئة. هل أنت الآن أكثر قدرة على التمييز بين الأطعمة المعدّلة وراثيًا وتلك العضوية؟