رجلان عاجزان تمكنا من تحويل العجز الذي يعانيان منه إلى نعمة كبيرة للبيئة والطبيعة، فعلى الرغم من أن كل واحد منهما فقد عضوا أو حاسة مهمة للحياة ، إلا أنهما وبفضل العطاء الذي يتمتعان به والبصيرة الداخلية لكل منهما، تمكنا من زرع قرابة 10000 شجرة في الغابات خلال 10 أعوام.
الإعاقة البالغة لم تحد من عطاء رجلين بزرع 10000 شجرة للأجيال
“جيا هايكسا” و “جيا وينكي”، رجلان من الصين الأول يعاني من فقد حاسة البصر أم الثاني فهو مبتور الذراعين بالكامل، وقد تظن أن إعاقتهما بالغة لكنهما تمكنا من فعل ما لا يقدر على فعله الإنسان الطبيعي، فزرع 100 شجرة يبدو متعبا فما بالك بـ 10000 شجرة!
“هايكسا” الذي وُلد مصابا بعاهة خَلقية وهي إعتام عدسة العين الخلقية والتي تسببت بفقد النظر في عينه اليسرى بالكامل، ثم وفي عام 2000م فقد النظر في العين اليمنى بسبب حادث بالعمل، وهو الآن يبلغ من العمر 53 عاما، أما “وينكي” فقد فقد كلتا ذراعيه عندما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط.
وتمكن هذان الرجلان من تحقيق هذا الرقم الخيالي عبر علاقة تكافلية بين كل منهما، بحيث يكون أحدهما عيون الآخر فيما يكون الثاني الذراعين للأول! هذه الشراكة الجميلة بدأت عندما لم يتمكن كلاهما من الحصول على وظيفة في أي شركة بسبب العجز الذي يعانيان منه، وكان الحظ حليفهما في عام 2001 عندما تقابل كل منهما ليستأجرا من الحكومة قطعة أرض ويقومان بزراعتها للأجيال القادمة، يُذكر أن الحكومة أعفتهما من دفع إيجار قطعة الأرض بسبب الظروف المعيشية الصعبة.
فاليأس لم يعرف طريقاً إلى نفس كل منهما، فقد حمل كلاهما على عاتقيه مهمة إحياء ضفة النهر التي تبدو جرداء وخالية من مظاهر الطبيعة المبهجة والتي تقدر مساحتها بقرابة الثلاثة هكتارات!
ويقوم “وينكي” بتوجيه الإرشادات إلى “هايكسا” الذي جعل من الأول عينان له في زراعة الأشجار وحرث الأرض، وقد وزعا الأدوار عليهما بحيث يسد الواحد عجز الآخر في تنفيذ المهام، وهذا الأمر إن دل على شيء فهو يدل على أن العطاء لا يعرف معنى لليأس إن وُجد في القلب والنفس، والإعاقة ليست آخر العالم ولا نهاية الأحلام.
اقرأ أيضا:
ملتقى شباب الخبر يتيح لذوي الإعاقة تقديم إبداعهم
عمل رائع