بالنسبة للكثير من الذكور، فإن الصلع هو حتمية وراثية لا بد منها! وذلك عبر انحسار نمو الشعر في مقدمة الرأس والجبهة مع التقدم في العمر، أو تحوّله من الكثيف إلى الخفيف الذي يكاد يختفي تدريجيًا!
في الواقع، فإن الصلع لا يعني فقدان الشعر بالكامل، إنما يُصبح الشعر أصغر تدريجيًا حتى يُصبح مجهريًا لا يُمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة. لكن ماذا عن المملكة الحيوانية؟ هل يقتصر الصلع على البشر فقط؟ أم تُصاب الحيوانات به كذلك؟
هل تُصاب الحيوانات بـ “الصلع” ؟
نمو الشعر هي إحدى الصفات التي تُميِّز الثدييات عن غيرها من الكائنات الحية، فحتى الدلافين والحيتان ينمو لها بعض الشعر، وتُعاني كذلك من بعض المشاكل المرتبطة بالشعر في مرحلةٍ من حياتهم! كما يُمكن أن يُصاب فرو الدببة بالثعلبة ما يؤدي إلى أعراض مشابهة للصلع تُسبب حكة شديدة للحيوان، وفي بعض الأحيان يكون موته أفضل من بقائه بهذه الحالة الرثة.
هذه التجارب التي تمر بها بعض الحيوانات لا تندرج فعليًا تحت بند الصلع كما يختبره ذكور البشر، إلا أن فصائل حيوانية أخرى قد تختبر تربة قريبة للصلع، مثل فصيلة من فصائل قرود المكاك “stumptailed macaque”، كلب الداشهند الألماني، وكلب الصيد السلوقي.
إلا أن الصلع الوراثي الذي يُصيب البشر عادةً لا يُعتبر صفة شائعة بين الحيوانات. فحاجة الحيوانات للشعر هي حاجة فطرية غرضها الحماية والتمويه في بيئتهم، على عكس احتياج البشر للشعر الذي لا يعني وجوده ضرورة بالغة للحياة. لذلك، تلعب العديد من الجينات في أجسام الحيوانات دورًا بارزًا في الحفاظ على نمو الشعر. وقد وجد العلماء تجارب مُشابهة للصلع لدى بعض الحيوانات المستأنسة التي تعيش في منازل البشر بفعل اختلالات هرمونية وليست وراثية.
وكما ذكرنا سابقًا، تختبر بعض الحيوانات صفة الصلع خاصةً كلاب داشهند الألمانية، وكلاب الصيد السلوقية، وهي أكثر أصناف االكلاب عرضةً لمثل هذه القضية.
كما يُمكن أن تعاني فصيلة “stumptailed macaque” من قرود المكاك من الصلع بفعل سحب الشعر المتعمّد من هذه الحيوانات. وهي عادة فطرية تقوم بها حيوانات عديدة من الرئيسيات عبر سحب شعر بعضهم البعض، إضافةً إلى عوامل بيئية أخرى تؤثر على كثافة شعر هذه القرود وتتسبب في انحساره.
والمُذهل أن العلماء استفادوا من تعرّض قرود المكاك للصلع لتجربة بعض الأدوية والمستحضرات المُخصصة لوقف انحسار الشعر عليهم لاختبار فعاليتها، ومدى قدرتها على علاج صلع البشر الوراثي!
في النهاية، توصَّل العلماء إلى استنتاج مفاده أن الحيوانات التي اختبرت تجربة فقدان الشعر والصلع لم يكن ذلك لأسباب وراثية كما هو الحال لدى ذكور البشر، إنما تلعب عوامل هرمونية وأمراض كالثعلبة دورًا بارزًا في تسبب فقدان الشعر لهذه الحيوانات.
اقرأ أيضًا: