تقديم خاتم كعلامة أو دليل على الخطوبة ليس تقليدًا جديدًا، فقد كان الرومان يقدمون خواتم الخطوبة المصنوعة من الحديد. لكن من أين جاءت فكرة وضع ألماسة في هذه الخواتم؟
الألماس في خواتم الخطوبة
بدأ الأرستقراطيون في أوروبا بتقديم تلك الخواتم لخطيباتهم في الوقت الذي يحصون فيه تنازليًا الفترة المتبقية التي تفصلهم عن الزواج. في إنجلترا كان المقبلان على الزواج يكسران قطعة من الذهب أو الفضة، ويحتفظ كل منهما بجزء منها، كعلامة تدل على الخطوبة. أما النساء في الولايات المتحدة، فكنّ يتلقين حلقات معدنية، وبعد الزواج يقمنَّ بقطع قاعدة تلك الحلقة، ليرتدينها كخاتم.
على الرغم من أن خواتم الخطوبة موجودة منذ قرون، إلا أن إدخال الألماس إليها لم يكن إلا في وقت متأخر، والذي لم يكن منتشرًا في الأسواق العالمية، لذلك فقد كان نادرًا. أول من قدّم خاتم ألماس هو الأرشيدوق ماكسيميليان من النمسا عام 1477 إلى ماري دوقة بورغونيا.
ظلت الأمور هادئة حتى القرن التاسع عشر، حين بدأ التنقيب عن الألماس عام 1870 في جنوب أقريقيا، ومنها بدأ انتشاره في الأسواق العالمية، حيث تحول من جوهرة نادرة إلى منتج شائع. وهو ما كان أمرًا سيئًا بالنسبة لأصحاب المناجم. فكانت هناك خطة أخرى، في عام 1888 اتحدت عدة مناجم من جنوب أفريقيا في شركة دي بيرز المحدودة، للتحكم في تدفق الألماس من جنوب أفريقيا إلى جميع أنحاء العالم.
متى دخل الألماس في خواتم الخطوبة؟
ساهمت شركة دي بيرز في دعم أسعار الألماس، وإضفاء عامل الندرة إليه، في الوقت الذي قد نعتقد فيه أن الألماس جزءًا من التقاليد العريقة، لكن تبيّن أنه كان نتيجة لخطة تسويقية ذكية من دي بيرز في أواخر 1930.
وقعت شركة دي بيرز عام 1938 في مأزق، فقد انخفض الطلب على الألماس منذ عام 1919، وهو ما جعل المستهلكين يفضلون الخواتم الأكثر تواضعًا، من تلك التي تحتوي على الأحجار الكريمة. وكي تخرج من الأزمة، تعاونت مع وكالة “N.W. Ayer” الإعلانية في نيويورك، لإقناع الأمريكيين بأنهم بحاجة ماسة للألماس. نجحت الحملة الإعلانية، والتي تعاقدت مع كبار نجوم هوليوود لارتداء الألماس، كما طلبت من مصممي الموضة الحديث عن الألماس كاتجاه جديد شائع. وخلال الثلاث سنوات الأولى من الحملة ازدادت المبيعات 50%.
وقد شجعت الحملة سوق الألماس، لكن التعاون بين الوكالة الإعلانية وشركة دي بيرز لم يشهد النجاح الكبير سوى عام 1947 حين أطلق مؤلف الإعلانات من الوكالة الإعلانية “فرانسيس جريتي” شعار “ألماس للأبد” والذي لا تزال تستخدمه دي بيرز منذ 70 عامًا. ساعد الشعار في التأكيد على أهمية الألماس باعتباره رمزًا دائمًا للحب، غير قابل للكسر، لتزداد المبيعات في نهاية المطاف.
خواتم الخطوبة في العالم
خاتم الزواج مسألة فيها نوع من التعقيد في عدد من المجتمعات، ففي الولايات المتحدة تختلف من ولاية لأخرى، فولاية نيويورك تنظر إليه كهدية مشروطة، يتم إعطاؤه في حال تم الزواج، وفي حال لم يتم فيكون من حق المُعطي. لكن في ولاية مونتانا، فيُنظر إليه على أنه هدية عادية لا يجوز قانونيًا أخذه بعد إهدائه.
بحسب القوانين الكندية، أي الطرفين يفسخ الخطوبة يفقد حقه في الخاتم. في القوانين البريطانية، ليس على العروس إعادة خاتم الزواج إلا إن كان هناك اتفاق مسبق على ذلك.
وبغض النظر عن كل هذا الكلام، قال “نيكي أوبنهايمر” رئيس مجلس دي بيرز عام 1999 “الألماس لا قيمة له في جوهره، عدا عن الحاجة النفسية التي يملأها”.
اقرأ أيضًا:
ليش نلبس خاتم الزواج باليد اليسار؟