“الآن أصبحتُ الموت، وأصبحتُ مدمر العالم” تلك الكلمات الشهيرة التي قالها “روبرت أوبنهايمر” والد القنبلة النووية حين شاهد لأول مرة ما الذي فعلته قنبلته النووية باليابان. لكن هناك أسرارًا خفية لا نعلمها عن الأسلحة النووية نكشفها لكم.
- الرابط بين غودزيلا، وملابس السباحة، والقنابل النووية
أجرت الولايات المتحدة تجربة نووية على جزيرة بيكيني بين عامي 1946 و 1958، وقد تم اختبار 23 سلاحًا نوويًا. وقد كانت معظمها من القنابل الهيدروجينية، كانت قوة انفجارها أكثر بـ 1000 مرة من تلك التي أحدثتها القنبلة التي ألقيت على هيروشيما. وقد تبخرت أجزاء كبيرة من الجزيرة، وتركت حفرة كبيرة على شكل بحيرة. وقد لوثت الإشعاعات المنبعثة 23 من طاقم سفن الصيد اليابانية خارج المنطقة المحظورة. وألهمت حادثة هيروشيما وناجازاكي أفلام غودزيلا اليابانية التي ترمز للأسلحة النووية.
لم تلهم الحرب النووية الأفلام فحسب، إنما ألهمت عالم الموضة، وحين ألقى “لويس ريرد” النظر على ملابس السباحة التي تتكون من قطعتين فلم يجد إلا اسم بيكيني، ومنذ ذلك الوقت عُرفت ملابس السباحة هذه باسم “بيكيني”.
- مشروع A119
شكّل إطلاق القمر الصناعي سبوتنك عام 1957 ضمن سلسلة الأقمار الصناعية السوفييتية قلقًا للجيش الأمريكي. وكان رمزًا للتطور التقني في سباق الفضاء. أما الولايات المتحدة فكانت لها خطة طموحة تثبت قدرتها العسكرية. فكانت تنوي إطلاق قنبلة نووية نحو القمر، وكانت فكرة المشروع السري تعود لشخصين في “مشروع “A119.
ولا تزال العديد من الوثائق سرية حتى اللحظة، ولم يُعرف السبب الحقيقي لتخلي الولايات المتحدة عن هذا المشروع، وأيًا كان فليس لنا إلا ان نشعر بالامتنان لمن أوقف المشروع.
- اختبار القنبلة الهيدروجينية في الفضاء
في عام 1962 وبعد أن تخلت الولايات المتحدة عن مشروعها السري في تفجير القمر، أراد العلماء الأمريكيون معرفة ما الذي سيحدث إن تم تفجير قنبلة نووية في الفضاء. فقد أطلقت تجربة نووية على ارتفاعات عالية أطلقت عليها “نجم البحر”، وأطلقتها على رأس صاروخ باليسيتي فوق المحيط الهادي. وقد أحدث المشروع جدلًا كبيرًا في العالم.
أُطلقت القنبلة في تمام الساعة الحادية عشر مساء بتوقيت الهونولولو. وقد كان الانفجار أشد مما كان متوقعًا. وقد أُضيئت السماء من شدة الانفجار بالألوان الزرقاء، والحمراء، والخضراء. وعلى إثر ذلك، انقطعت خدمات التيار الكهربي لأكثر من 1500 كيلو متر، فتعطلت خدمات الهاتف، وأجهزة إنذار السرقات، وتدمرت الأقمار الصناعية. وفي ذات العام. أطلق الاتحاد السوفييتي قنبلة نووية في الفضاء. وبعد ذلك تم حظر إطلاق القنابل النووية على ارتفاعات عالية بعد أن وقعَّ كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على اتفافية حظر تجارب القنابل النووية عام 1963.
- أكبر القنابل النووية
أما أقوى القنابل النووية فكانت تلك التي أطلقها الاتحاد السوفييتي في المحيط القطبي الشمالي في 30 أكتوبر عام 1961، والتي عُرفت باسم “قنبلة القيصر” وكانت تزن 27 طنًا. بعد أن أُطلقت القنبلة حملتها مظليات حتى وصولها إلى ارتفاع 4000 متر عن سطح الأرض، وذلك للسماح للطائرات بالهروب من مكان الانفجار. وكان وزن القنبلة بعد الإطلاق حوالي 50 مليون طن من المواد شديدة الانفجار، وهي أقوى بـ 3800 مرة من تلك التي أُلقيت على هيروشيما.
- ليست كل القنابل النووية مصممة لتحدث انفجارًا كبيرًا
معظم القنابل النووية مخيفة ومرعبة، لكن القنبلة النيوترونية أكثرها رعبًا، ولم يتم اختراعها لتحدث انفجارًا هائلًا. ويطلق عليها القنبلة النظيفة، أي لا تدمر المنشآت، إنما تطلق إشعاعات كفيلة بقتل الكائنات الحية. طورت الولايات المتحدة هذه القنبلة عام 1970، لكن الحكومة الصينية صرحت مؤخرًا بأنها تمتلك التقنية لبناء هذا السلاح.
ولم تستخدم هذه القنبلة في أي من الصراعات، لكن يدعي “سيف الدين” قائد في الجيش العراقي زمن صدام حسين بأن الولايات المتحدة استخدمت السلاح ضد قوات الحرس الرئاسي في بغداد.
- إضافة نظام يحمي من إطلاق القنابل غير المصرح بها
اتخذت الحكومة الأمريكية قرارًا حكيمًا عام 1962 يقضي بإرفاق طبقة إضافية إلى الأسلحة النووية وذلك منعًا لحدوث أي كارثة. ويسمى الجهاز “PAL” والذي يمنع الصاروخ أو القذيفة من الانطلاق بدون الكود المكون من 8 خانات، أي أسلحة غير مصرح بها، أو مرخص لها.
- رجل منع حربًا نووية، وكانت مكافأته مكنسة كهربائية!
لا نعلم عن “ستانيسلاف بيتروف” إنه عقيد متقاعد من قوات الدفاع الجوي السوفييتي. في 26 سبتمبر، 1983، كان بيتروف الضابط المناوب في مركز القيادة لنظام الإنذار المبكر للأسلحة النووية “أوكو” حين أنذر النظام أن هناك صاروخًا تطلقه الولايات المتحدة. لكن بيتروف قال أن الإنذار كاذب. وبعد التحقيق تبين فعلًا أنه لم يكن هناك أي صاروخ، وأن هناك خطأ في الإنذار. ويعود له الفضل في منع هجوم نووي انتقامي خاطئ على الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو. ولو حدث ذلك، لاندلعت حرب نووية واسعة النطاق.
ودخلت قصة ستانيسلاف بيتروف في فيلم “الرجل الذي أنقذ العالم” للمخرج الدنماركي بيتر أنتوني. كما أن هناك أفلامًا روائية طويلة تحكي قصة بيتروف. في عام 2004 نال بيتروف جائزة مواطن العالم بشيك قيمته 1000$، أعطى معظمها لحفيدته، أما ما تبقى فاشترى به مكنسة كهربائية!
- القنابل النووية الموجودة اليوم أكثر قوة من تلك التي استُخدمت في الحرب العالمية الثانية
القنابل التي أُلقيت على هيروشيميا وناجازاكي كانت أسلحة نووية مرعبة أحدثت دمارًا كبيرًا للناس في اليابان. وعلى الرغم من ذلك فتبقى تلك القنابل النووية كما لو أنها ألعاب نارية بمقارنتها مع تلك الموجودة في عصرنا الحالي. وتقاس قوة الطاقة الناتجة عن انفجار الـ TNT في القنبلة النووية بـ كيلوطن.
أما القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما والتي تسمى “ليتل بوي” فكانت قوتها 16 كيلوطن، أي أنها انفجرت مع قوة 16 ألف طن من المواد شديدة الانفجار. واليوم، تعد تلك من الأسلحة النووية التكتيكية التي قد تُستخدم ضد الجيوش في ساحة المعركة. أما الأسلحة النووية الاستراتيجية والتي ستشكل ضربة للعالم إن اندلعت حرب ستكون قوتها بملايين الأطنان من المواد شديدة الانفجار. فقوتها أشد آلاف المرات من تلك التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية.
- قد لا يكون هناك مفر من الحرب النووية
نحن محظوظون إلى حد ما، على الرغم من وجود بعض الأخطاء؛ فقد تم استخدام اثنتين من آلاف القنابل النووية الموجودة، واللتين أحدثتا دمارًا كبيرًا. فيجب عدم الاعتقاد بأن الحرب النووية قد انتهت، فهناك قوتان متصارعتان ترفضان الاتفاق، وهما الهند وباكستان، وصعود كوريا الشمالية كقوة نووية لا يمكن التنبؤ بقوتها، عدا روسيا، فتشكل كل هذه الأشياء خطورة كبيرة أكثر من أي وقت مضى. وكما يظهر في الخريطة فالمناطق ذات اللون الأخضر تشير إلى أنها مناطق خالية من الأسلحة النووية.
وبحسب بعض الخبراء فقد لا يكون هناك مفر من الحرب النووية، على الرغم من أن احتمالية حدوثها 0.5% لكل عام. وهذا يعني أن الاحتمالية هي 5% لكل عقد. والطريقة الوحيدة لمنع ذلك يكون بنزع السلاح النووي من الدول، وهو أمر صعب الحدوث. ويرى مارتين هيلمان من جامعة ستانفورد بأن كل طفل يولد فهناك احتمالية 10% أن يُقتل من الأسلحة النووية.