العديد من الإجراءات الديناميكية الأساسية يفعلها جسدك دون أن يسألك أو يرجع إليك لحمايتك والحفاظ على حياتك، كابتلاع ريقك والهواء بين كل فترة وأخرى، أو إغلاق عينيك لا إراديا عند العطس، أو أن تتنفس عشرات المرات في الدقيقة الواحدة دون تشعر. لكن هل حصل أن استيقظت يوما من النوم وكنت غير قادر على بلع الطعام بشكل مفاجئ؟ هل هذا الأمر عادي أم أنه أمر يدعو للقلق؟
عادة ما تحصل عملية البلع نتيجة لتفاعل معقد بين الأعصاب والعضلات، فـ 22 زوج من العضلات و7 أعصاب قحفية تشترك في هذه العملية. وعادة ما تكون عملية البلع عملية اختيارية إرادية، لكنها أيضا تكون عملية تلقائية كابتلاعك للبصاق والمخاط والهواء، وعند توقف البلع، يشعر المرء كأنه يختنق.
أسباب عسر بلع الطعام وكيفية علاجه
يُعرف علميا عدم القدرة على ابتلاع الطعام عند الاستيقاظ من النوم بعسر البلع، وهي حالة شبه نادرة يعاني منها 13% من سكان العالم، وغالبا ما تترافق مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية مثل مرض باركنسون، أو مرض ارتجاع الحامض، أو من كان لهم تاريخ مرضي مع السكتات الدماغية أو من خضعوا لعلاج كيميائي يركز على الرأس والرقبة.
يرتبط عسر البلع بمشاكل صحية عديدة أهمها الاختناق، كما يُمكن أن يحصل التهاب رئوي بسبب تداخل الطعام والغذاء مع مجرى التنفس عند عسر البلع، إضافة إلى مشكلة تسوس الأسنان الشائعة لمن يعانون من هذا المرض وفقدان الوزن والجفاف.
ويسعى الباحثون جاهدين إلى إيجاد أفضل العلاجات لمساعدة المرضى على البلع والتعامل مع الأذى النفسي لعدم تمكنهم من القيام بأبسط الأمور الجسدية الطبيعية. من ضمن العلاجات إعطاء المريض شرائح تذوق بطعم الدجاج أو الكعك المحلى لتحفيز إفراز اللعاب الذي يساعد على البلع، كما تقوم بعض شركات الأطعمة بإنتاج مواد هلامية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتسهيل بلع الطعام. بعض الباحثين يُجرون تجارب لتحفيز الخلايا العصبية والأجهزة الميكانيكية في الجسم للمساعدة بعملية البلع، لكنها لا تزال في مراحلها التجريبية.