عادةً ما نجد في غرفة الفندق قطعة صابون جديدة، مناشف نظيفة، لفات كاملة من ورق التواليت ومستلزمات عناية شخصية تبدو جديدة ولم تُستعمل من قبل. وتحرص الفنادق على استبدال هذه الأشياء من ضمنها قطعة الصابون حتى لو لم تُستعمل إلا قليلًا!
هذا يجعلنا نتساءل عن كيفية تعامل إدارة الفنادق مع قطع الصابون ذات الاستعمال القليل! وهل من المعقول أن تتخلص الفنادق من قطع الصابون المُستعملة على الرغم من أنها شبه مكتملة وجديدة؟
تُشير الإحصاءات إلى أن قرابة مليون علبة صغيرة من الصابون يتم التخلص منها كل يوم في الولايات المتحدة الأمريكية. وبسبب أن هذا الأمر يُعتبر مشكلة كبيرة، رجلٌ واحد فقط أدرك ما تعنيه هذه الممارسة الخاطئة ووضع خطة محكمة للاستفادة من هذا الإهدار الكبير!
بهذه الطريقة تتخلص الفنادق من قطع الصابون المستعملة!
فقد قام “شون سيبلر” بإنشاء شركته الخاصة المعروفة باسم: “Clean the World” والمختصة في تجميع قطع الصابون المهملة ولوازم النظافة الشخصية من الفنادق والمطاعم وإعادة تجهيزها لتوزيعها على المحتاجين والفقراء.
حيث يموت عددٌ لا بأس به من الفقراء في أماكن مختلفة من العالم بسبب افتقار النظافة الشخصية وقضايا صحية أخرى تتعلق بغياب لوازم التنظيف.
وتُشير التقديرات إلى أن حولي 4000 طفل يموتون بفعل الأمراض التي يُمكن الوقاية منها بتطبيق النظافة الشخصية مثل الإسهال، والالتهاب الرئوي.
فخلال حياته المهنية السابقة، أدرك “شون” أن كمية النفايات التي تتخلص منها الفنادق في اليوم الواحد من لوازم العناية الشخصية كبيرة جدًا. وعندها وجد نفسه مضطرًا لإيجاد بديل وطريقة أفضل لإعادة استعمال هذه المهملات.
لذلك، أطلق شركته التي تقوم بما يُعرف بعملية: “rebatching”. حيث يتم تكسير قطع الصابون الواردة من الفنادق إلى قطع صغيرة بعد فرزها حسب عدة عوامل مشتركة ثم تجميع القطع المتشابهة وإعادة صبِّها معًا لتشكيل قطع صابون جديدة ونظيفة.
أما المنفعة التي تعود على “شون” وشركته، أن الفنادق تدفع له من أجل تخليصهم من النفايات المتراكمة لديها من مستلزمات النظافة الشخصية!
إذ تحصل الشركة على حوالي 50 سنتًا لكل غرفة فندقية في الشهر من أجل إعادة استعمال النفايات الناتجة منها.
كما ويتم تدريب الموظفين في الشركة على كيفية التعامل مع المهملات الواردة وطريقة تجميعها وفرزها.
كما أن الشركة تمتلك فروعًا مختلفة في جميع أنحاء العالم من أجل تقليل تكاليف التسليم. وعندما تكتمل العملية، يتم إرسال المنتج النهائي إلى منظمات إغاثية مثل الصليب الأحمر لتوزيعها على الفقراء والمنكوبين.
كما نجحت الشركة في توسيع نطاق عملها لتشمل إنتاج غسول الجسم والشامبو ومواد تنظيف سائلة أخرى.
وتستقبل الشركة أي زجاجة لا يقل مقدار السائل فيها عن 3/4 الحجم الكامل، حيث يُقدم أكثر من 20 ألف متطوع الخدمات المختلفة للشركة وفروعها.
وفي عام 2016م وحده، قامت الشركة بتوزيع 7 ملايين قطعة صابون، و 400 ألف مجموعة أدوات تنظيف مختلفة للمحتاجين.
حتى شركات الطيران الكبرى تعاونت مع الشركة وأصبحت تُزوِّدهم بالبطانيات وسدادات الأذن وأقنعة النوم التي من شأنها أن تُلقى في النفايات.
اليوم، أكثر من 20% من فنادق الولايات المتحدة الأمريكية تتعاون مع الشركة وتعمل معها. وتأمل الشركة أن تتوسع أعمالها لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الفنادق وما يعنيه ذلك من المنفعة العائدة على الفقراء والمحتاجين في العالم.
اقرأ أيضًا:
استخدامات مفيدة لـ قطع الصابون القديمة
لماذا يضع البعض قطعة صابون أسفل لحاف السرير قبل النوم؟
البعض نتمنى لو كان مسلمًا لندعو له، لكن الله ﷻ لا يضيع أجر أحدٍ أبدًا، ولو كان كافرًا، فالله ﷻ لا يظلم مثقال ذرة.
مثل هذا الرجل يعتبر حقًا مثلا يحتذى به في هذه الفكرة.
وانا اتمنى انك تفكر بمحبه في عمل الخير ولا اتمنى انه يكون مسلم او مسيحي او جتى بلا دين!