“نيك بروير” يذهب إلى المكتب كل يوم، تماماً مثل أي موظف آخر، ولكن ليس جسدياً، بل من خلال الروبوت! إذ إن السيد بروير لا يتواجد في منطقة خليج سان فرانسيسكو، في كاليفورنيا، حيث يقع مقر شركته “Double Robotics”، بل إنه يقيم في بروكلين، نيويورك، ويقوم بالعمل عن بُعد وتأدية مهامهة اليومية في مقر الشركة بواسطة الروبوت.
يستخدم بروير روبوت بطول خمسة أقدام، وهو عبارة عن عصا طويلة تتنقل بواسطة عجلات في الأسفل، ويوجد في الأعلى تابلت يمثّل الوجه. الشركة التي يعمل بها بروير تقوم بتصنيع هذه الروبوتات، وقد شحنت آلاف الروبوتات منذ أن بدأت العمل في عام 2012. والتي يمكن استئجارها لبضع مئات من الدولارات شهرياً ،أو شراؤها ببضع آلاف.
في كل صباح يستيقط بروير في نيويورك، ويقوم بتجهز وجبة إفطار كبيرة، ويتمشى قليلاً مع كلبه، ويتحقق من البريد الإلكتروني. وعند الظهيرة تقريباً (في نيويورك) تصبح الساعة 9 صباحاً في منطقة خليج سان فرانسيسكو، فيقوم بالاتصال بالروبوت الذي يوجد في المكتب، ويبدأ بممارسة أعمال ومهامه بشكل طبيعي، بما في ذلك حضور الاجتماعات والتواصل مع زملائه والتنقل من مكان لآخر في مقر الشركة.
ومن بعض القواعد التي يتم تطبيقها في الشركة للسماح للروبوتات بأدية مهامها بشكل طبيعي، هو أن أبواب الموظفين دائماً ما تكون مفتوحة، وذلك لأن الروبوت ببساطة ليس لديه أيدي لفتح الأبواب المغلقة. وأيضاً يجب على الموظفين الحفاظ على المسافة أثناء التنقل مع الروبوت داخل الشركة.
والأمر الأكثر حرجاً لبروير هو عندما يسقط الروبوت الخاص به على الأرض ولا يستطيع النهوض، فإنه يضطر إلى إرسال إيميل لأحد زملائه لطلب المساعدة. ولكن بروير يقول لحسن حظي، فإن هذا لا يحدث كثيراً.
يضيف بروير، “بغض النظر على العوائق الشخصية والأبواب المغلقة، وعمليات التصادم بالحائط والموظفين، فإن حياة الروبوت تبدو جيدة”، إذ إن بروير بإمكانه التحدث مع مديره وزملائه وجهاً لوجه، ورؤية تعبيرات الوجوه بشكل واضح، وفهم لغة الجسد والعواطف.
الآن بروير أصبح معتاداً على التعامل مع الروبوت، وهو يفكر في الانتقال إلى ولاية تكساس، إذ إن تكاليف المعيشة أقل. ويقول بروير، ليس هناك فرق في مكان تواجدك، في جميع الأحوال فأنت تؤدي عملك بشكل طبيعي في الشركة وكأنك موظف في ولاية كاليفورنيا.