واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدها كوكبنا هي حرائق أستراليا، حيث تعرض ما يقرب من نصف مليار حيوان بري للموت إثر النيران المشتعلة. ومن بين أبرز الأسباب التي ساعدت في انتشار النار في بقاع متفرقة: طيور النار.
وفي ظل كثرة الأسباب الأخرى ما بين الطقس الحار والعواصف الرعدية والرياح الشديدة، فإن السبب الأكثر غرابة لانتشار هذه الحرائق في أستراليا وتدهور وضعها أضعاف وأضعاف، هو السلوك الغريب لبعض فصائل الطيور الجارحة، والتي لقبها العلم باسم طيور النار، والتي تسهم بشكل ما، في تدهور حالة الحرائق بالمناطق العشبية الجافة بشكل كبير.
ما هي طيور النار في أستراليا؟
أحد أشهر الطيور الأسترالية -ويوجد في بعض سهول آسيا وغابات إفريقيا- يُعرف باسم الحدأة السوداء Black Kite، وهو طير جارح متوسط الحجم يعيش على صيد الكائنات الصغيرة والقوارض، ويغلب على ريشه اللون الأسود بدرجات مختلفة.
فصيلة أخرى مشابهة للغاية لهذا الطير هي Whistling Kite الحدأة الصافرة، وتختلف عن سابقتها فقط في الحجم الأكبر نسبياً، والنمط الملون المختلف لريش هذه الطيور، إذ يمتزج فيه الأسود مع البني الفاتح.
وثالث فصائل الطيور التي تسلك السلوك الغريب ذاته، هو صقر النار Firehawk وينتمي إلى فصيلة الصقور البرية.
تقوم هذه الفصائل من الطيور بالتحليق قرب الحشائش والأعشاب الجافة المشتعلة، وتتصيد فرصة لالتقاط بعض الأعشاب أو الفروع أو الأخشاب الصغيرة المشتعلة، أو التي تحولت إلى جمر متقد في مناقيرها، ثم التحليق بها بسرعات كبيرة، ثم تنتقي منطقة عشبية أو شجيرات جافة وتلقي بالشُّعلة فيها بشكل متعمّد وليس عشوائياً.
أظهرت أبحاث علمية في فرع السلوك الحيواني والآثار البيئية، نشرتة جريدة BioOne العلمية الأمريكية عام 2017، أن هذه الطيور تحديداً تقوم بعمليات إضرام النار في الشجيرات والحشائش الجافة عن عمد، بهدف إخافة، وطرد القوارض والطرائد المختبئة في هذه المناطق الخضراء ودفعها إلى الفرار ذعراً، من ثَمّ يَسهل اصطيادها.