الزبدة هي المادة الدهنية الموجودة في الحليب، وهي معروفة منذ مئات السنين، لكن مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر ظهرت مشكلة في فرنسا تتعلق بالزبدة، حيث كانت أسعارها مرتفعة بالنسبة لعامة الشعب الفرنسي.
أرّقت هذه المشكلة الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث، فطلب من العلماء الفرنسيين ابتكار بديل رخيص عن الزبدة بشرط أن يكون البديل يشبهها في الطعم والمظهر، من حسن الحظ أن الكيميائي الفرنسي هيبوليت ميجمورييس كان أهلاً لحل هذه المشكلة، فتمكن من ابتكار زبدة المارجرين في سنة 1869 عن طريق خلط وَدَك الأبقار والحليب وحمض المارجريك.
سر تسميتها بزبدة المارجرين؟
يعود ذلك لأن حمض المارجريك استخدم في صناعتها، وأصل تسمية مارجريك يعود للكلمة الإغريقية مارجريت وتعني اللؤلؤة، حيث أن قطرات حمض المارجريك البيضاء تشبه حبات اللؤلؤ.
كان اللون الطبيعي لزبدة المارجرين هو اللون الأبيض، لذلك أضاف المصنعون صبغة صفراء لجعلها تبدو أكثر شبهاً بالزبدة، على الرغم من أن زبدة المارجرين كانت بديلاً أرخص للزبدة، إلا أنها لم تكتسب شعبية بين الناس، ويعود السبب في ذلك للقيود المتعددة التي فرضتها كبرى شركات صناعة الألبان في محاولة لتحجيم انتشار زبدة المارجرين حتى لا تتأثر مبيعاتهم من الزبدة.
أقنعت شركات صناعة الالبان العديد من الحكومات بفرض ضرائب خاصة على زبدة المارجرين، مما جعلها أكثر تكلفة، وبعض المجموعات التجارية أقنعت بعض الدول بحظر استخدام الأصباغ الاصطناعية في زبدة المارجرين، على أمل أن اللون الأبيض الطبيعي لزبدة المارجرين سيدفع الزبائن للإحجام عن شرائها.
لم تبدأ شعبية زبدة المارجرين في النمو إلا في أوقات الحرب، عندما كان هناك نقص في الزبدة، بمرور الوقت تم تغيير الضرائب والقواعد الخاصة التي تسعى إلى تقليص شعبية زبدة المارجرين، مما جعل شعبيتها تنمو مع الأيام، حتى أصبحت موجودة في جميع محلات البقالة.
في وقتنا الحاضر كيف تصنع زبدة المارجرين؟
تتم صناعة زبدة المارجرين الحديثة من واحد أو أكثر من الزيوت الحيوانية أو الزيوت النباتية المهدرجة.
ما الفرق بين الزبدة وزبدة المارجرين؟
حالياً الزبدة وزبدة المارجرين متشابهتين كثيراً من حيث الطعم والمظهر والسعر وحتى من حيث كمية السعرات الحرارية، الفرق الرئيسي بينهما يتمثل في نوع الدهون الذي تحتويه كل منهما، فالزبدة في الأغلب تحتوي على دهون مشبعة أكثر، حيث أنها مصنوعة من الدهون الحيوانية، من ناحية أخرى زبدة الماجرين عادة ما تحتوي على دهون غير مشبعة، لأنها مصنوعة من الزيوت النباتية.
للوهلة الأولى تبدو زبدة المارجرين وكأنها اختيار صحي أكثر بالمقارنة مع الزبدة، بسبب كونها مصنوعة من زيوت نباتية، لكن خبراء التغذية لهم رأي آخر، حيث يحذرون من أن الدهون الغير مشبعة الموجودة في زبدة المارجرين تعمل على زيادة مستويات الكولِسترول في الدم وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك ينصح الخبراء بشراء المنتجات التي لا تحتوي اطلاقاً على أي دهون غير مشبعة، وتحتوي على أقل قدر ممكن من الدهون المشبعة.
اقرأ أيضا:
فوائد غريبة من وضع الزبدة في فنجان قهوتك